أقمار الصحافةالرئيسية

إسماعيل أبو حطب .. الصحفي الذي أراد للعالم أن يرى الجمال من وسط دمار غزة.

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

إسماعيل أبو حطب.. أقمار الصحافة إعداد: طارق وشاح

في زمنٍ أصبحت فيه الحقيقة أغلى ما يُستهدف، كان إسماعيل شاهداً يحمل كاميرته كما يحمل قلبه، مكشوفًا أمام العالم فلم يكن مجرد صحفيٍ فحسب بل كان فنانًا يرى بقلبه اولًا، ويصنع من كل صورة حكاية.

وُلد الشهيد الصحفي إسماعيل أبو حطب ، في مدينة غزة في الثاني من أيار/ مايو ١٩92، ترعرع وأكمل تعليمه الإعدادي والثانوي في مدارسها

لم يكن شغفه بالصورة مجرد هواية، فاختار دراسة الفنون التطبيقية في كلية العلوم التطبيقية بغزة، ليبحر بعزيمة لا تلين في عالم نقل الحقيقة بلغة بصرية تأسُر القلوب.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

بدأ رحلته إسماعيل كصحفي مصور ومخرج للأفلام القصيرة، عمل مع مؤسسات إعلامية عالمية مرموقة مثل “DW” و”BBC”.

لكن طموحه تجاوز العمل الفردي، فأسس منصاتٍ كان يحلم بها، مثل “C Light” للإنتاج والتوثيق، و”By pa” لدعم ونشر الإبداعات الفلسطينية عبر الإنترنت.

الأخ والروح التي تلف حول العائلة

يقول شقيقه أحمد بلهجة مليئة بالحنين والألم: “إسماعيل كل شيء بالنسبة لي، هو الروح اللي بتلف حوالينا بكل تفصيلة من يومنا، كان قلبه كبير، ويحب الناس، ويخاف عليهم، كان إسماعيل يرى الجمال حيث لا يراه أحد”.

و يضيف أحمد: “من أول ما مسك الكاميرا وهو عارف إنه مش ماسكها عشان آلة ولا عشان شغل، كانت وسيلة بالنسبة له ووعد للناس اللي ما الهم صوت إنه يوصل صوتهم”.

معارض من قلب الدمار

لم يمنعه الحصار أو الحرب من أن يجعل فنه يصل إلى العالم. أنشأ معرضه الفوتوغرافي العالمي “Between the Sky and Sea” في لوس أنجلوس وهو داخل غزة المحاصرة.

سرد المعرض حكاية آلاف العائلات النازحة على شاطئ غزة، حاملين أطفالهم وذكرياتهم في مسيرة بين الحياة والموت. كما شارك بمعرض “Gaza: Against Erasure” في كاليفورنيا. ومن قلب الإبادة، وصل بصره إلى مهرجان برشلونة الدولي.

وكتب عنه الصحفي مثنى النجار: “صاحب معرض خيمة في وسط لوس أنجلوس الأميركية. ارتقى من بين الشهداء في غارة استراحة الباقة. حاول أن ينقل مأساة غزة للعالم عبر معرض تركيبي عنوانه ما بين السماء والبحر. وقد غيّبه القصف على الشاطئ نفسه الذي أحبَّه.

الاستشهاد:

في الثلاثين من يونيو 2025، ارتكبت طائرات الاحتلال مجزرة على شاطئ بحر غزة. ذاته الشاطئ الذي جعله عنواناً لمعرضه وأحلامه، قُصفت كافتيريا “الباقة” دون سابق إنذار. ليرتقي إسماعيل أبو حطب مع أكثر من 30 شهيداً، بينما أُصيبت زميلته الصحفية بيان أبو سلطان.

رحل إسماعيل جسداً، لكنه ترك تلك الكلمات التي كتبها على حائط فيسبوك في 10 أيار (مايو). والتي صارت وصية: بين السماء والبحر، يجرؤ شباب غزة على العيش.

وها هو إسماعيل، قد جرؤ على العيش والحلم والشهادة. تاركاً للعالم صوراً تثبت أن الحياة، رغم كل شيء، تنبت من بين الدمار والركام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى