ثابتشؤون (إسرائيلية)طوفان الأقصى

استعراض إسرائيلي لثلاث خيارات سيئة لمستقبل الحرب في غزة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

تُبرز صور الأسرى الإسرائيليين في غزة عمق الفخ الذي وقع فيه إسرائيل بسبب تعثر مفاوضات صفقة التبادل، حيث اتضح له أن كل خيار ينطوي على ثمن باهظ، ومخاطر استراتيجية، بين الاختيار بين عزلة دولية غير مسبوقة، أو استسلام يُعزز المقاومة الفلسطينية لأجيال، أو حرب استنزاف تُعمّق تآكل الجيش.

وأكد الجنرال تامير هايمان، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، أن “صور الأسرى الإسرائيليين، إضافة لفشل المفاوضات مع حماس، تستدعي مناقشة مسألة ما يمكن فعله إذا استمرت حماس في رفض إطلاق سراح الأسرى، بعبارة أخرى، ماذا لو توصلت الحركة لاستنتاج مفاده أن الوضع الحالي يسمح لها بابتزاز إسرائيل، حتى في أدق التفاصيل، والمطالبة بتغييرات تضمن انتصارها”.

الهجرة الطوعية
وأضاف في مقال نشرته القناة 12 أن “حماس تطالب بإطلاق سراح أسرى النُحَبَّة الذين نفذوا هجوم الطوفان، وجعل إطلاق سراح الرهائن شرطا لإعادة إعمار غزة، والانسحاب منها حتى آخر سنتيمتر، دون أي مساحة أمنية أمام المستوطنات، وإفراغ السجون من أخطر الأسرى، رفض أي مخطط لنزع السلاح، وهذا الواقع يسمح بثلاثة مقاربات للحل: “المدينة الإنسانية” وتشجيع الهجرة الطوعية، ووقف الحرب بشروط حماس، وحرب استنزاف طويلة”.

وقال إن “الخيار الأول المتمثل بالمدينة الإنسانية، وتشجيع الهجرة الطوعية، يتمثل بتركيز جميع سكان القطاع في مخيم لاجئين ضخم بين المواصي ورفح، وستكون هذه المنطقة الأكثر ازدحاما في العالم، سيحرسها الجيش من جميع الجهات، وستشجع الظروف القاسية السكان على الهجرة طوعا إلى دول مستعدة لاستقبالهم كلاجئين، ومن الواضح أن نقل السكان لجنوب غزة يتطلب ضغطًا عسكريًا من الشمال إلى الجنوب، أي أن الجيش سيتوغل بمدينة غزة والمخيمات الوسطى لدفع السكان جنوبًا، نحو “المدينة الإنسانية”.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وأوضح أن “تداعيات هذا الخيار على تحقيق أهداف الحرب تتمثل في تعريض حياة الرهائن للخطر، لأنه يرجح أنهم محتجزون تحت الأرض، وأي محاولة من الجيش للتسلل عبر الأنفاق لسحق حماس هناك ستؤدي لمقتلهم، أما مقاتلي حماس فسيختفون بين الغزيين جنوبا، أو تحت الأرض بجوار الرهائن، حتى لو دُمر آخر من بقي تحت الأرض، ستظل حماس التي هاجرت جنوبا موجودة بين السكان، وستعود كمنظمة تخوض حرب عصابات”.

الاستسلام لحماس
وأضاف أن “الخيار الثاني يتمثل في قبول جميع شروط حماس، ووقف الحرب، وفقًا لهذا المخطط، يوقف الجيش إطلاق النار، وينسحب، ويُطلق سراح جميع الأسرى، مع ترجيح أن تصرّ إسرائيل والولايات المتحدة على حكومة بديلة في غزة، وقد توافق حماس على ذلك، لكنها ستعتبرها دمية، وتعمل هي خلف الكواليس، وفي مثل هذه الحالة فإنه سيتم إطلاق سراح الرهائن الأحياء، ومعظم الجثث، وستُبقي حماس على بعضهم في حالة من عدم اليقين للحفاظ عليهم كضمانة لمنع تجدد القتال”.
وأوضح أنه “على عكس الحالة السابقة، ستُعلن حماس انتصارًا إلهيًا، وستُعتبر صور إطلاق سراح جميع أسراها من السجون، وانسحاب الجيش بمثابة صورة للنصر، وسيتعزز ادعاؤها بهزيمة إسرائيل التي دفعت أثمانا هباءً”.

الاستنزاف الطويل
وأضاف أن “الخيار الثالث هو الاستنزاف، حيث لا ينسحب الجيش، بل يُثبّت خطًا من المواقع الاستيطانية داخل القطاع، ويُعمّق تدمير الأنفاق في كامل المنطقة الخاضعة لسيطرته، بهدف الحدّ من فعالية المقاومة، ويُنفّذ عمليات هجومية روتينية على الشريط الساحلي للقطاع، الذي يشمل غزة، والمخيمات الوسطى، والمواصي، وتدخل المساعدات الإنسانية بكميات كبيرة لنفي مزاعم التجويع المتعمد، وتخفيف الضغط الدولي”.

وأوضح أنه “مع مرور الوقت، وعدم وجود تسوية إسرائيلية، يتدهور وضع الرهائن، لكن وضع حماس لا يتحسن أيضًا، وتظل فرصة التوصل لصفقة الرهائن قائمة طوال الفترة، ومن الممكن أن يبقى عدد أقل منهم على قيد الحياة حتى يتم التوصل للصفقة، أما حماس المنهكة في التآكل ببطء، وبمرور الوقت، فستحافظ على قوتها العسكرية، رغم الغضب اشعبي الداخلي، لكنها هذه المرة لا يمكنها إعلان النصر”.

وأشار إلى أن “جميع الخيارات سيئة، ولكن يجب فحص أيها أقل سوءًا، حيث سيؤدي الخيار الأول لعزل إسرائيل، والعقوبات الاقتصادية، واستبعادها من الأوساط الأكاديمية، وستؤكد انتهاك القانون الدولي، وتعزز المقاومة بغزة، وسيقع العبء الاقتصادي المتمثل باحتجاز الفلسطينيين على عاتق دافعي الضرائب الإسرائيليين، لأن الثمن الاقتصادي المترتب على احتلال القطاع باهظ، قد يصل 25 مليار شيكل سنويًا للنفقات العسكرية، و10 مليارات شيكل إضافية سنويًا للنفقات المتعلقة بتوفير الكهرباء والمياه والخدمات الطبية والغذاء”.

وأوضح ان “الخيار الثاني سيمنح النصر لحماس، لكنه يحمل فرصة لإطلاق سراح معظم المختطفين، بثمن مؤلم للغاية، من شأنه أن يعمق الاستقطاب بين الاسرائيليين، وفي الوقت نفسه يُضعف الردع في مواجهة عمليات الاختطاف المستقبلية، لكن الميزة الرئيسية لهذا الخيار هي تحقيق معظم أهداف الحرب، لأن وقفها سيسمح ببدء عملية التعافي، وإعادة بناء المجتمع الإسرائيلي وسياسته الأمنية”.

وخلص الى القول أن “الخيارين أعلاه إشكاليان، ولذلك ينبغي على الجيش أن يوصي بالبديل (ج)، لأنه الخيار الوحيد الذي يحافظ على المرونة اللازمة لتطوير البديلين الآخرين، ويوقف النزيف السياسي، ويسمح بتجديد القوات، ويخفف من المعضلات الأخلاقية التي يواجهها الجيش يوميا، وفي هذا البديل، قد يتيح مرور الوقت فرصًا جديدة غير متاحة حاليًا، وقد يخفف الثمن الذي تطلبه حماس، ليصبح خيار إنهاء الحرب هو الخيار المُختار”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى