“اغتيال الكرامة” في طوابير الخبز والماء.. ومطالبات بإصلاح آليات توزيع المساعدات في غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، تتصاعد الدعوات من شخصيات مجتمعية ومؤسسات محلية بضرورة إعادة النظر في آليات توزيع المساعدات الإغاثية، وسط تحذيرات من استمرار مشاهد الإذلال والفوضى التي ترافق عمليات توزيع الخبز والمياه.
أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية، طالب برنامج الغذاء العالمي (WFP) بتوزيع الطحين مباشرة إلى العائلات، وخاصة بعد الحوادث المؤلمة التي رافقت توزيع الخبز الجاهز، ما تسبب بحالات تدافع وتوتر ميداني. وأكد الشوا على ضرورة أن يكون التوزيع وفق حصص مبرمجة تأخذ عدد أفراد الأسرة بعين الاعتبار، لتجنب الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
رئيس جمعية أصحاب المخابز بدوره انتقد الآلية المعتمدة حاليًا في توزيع الخبز، معتبرًا إياها غير فعالة وتعرّض العاملين في المخابز والمواطنين للخطر. وأوضح أن الجمعية كانت قد اقترحت توزيع الطحين على المواطنين، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت ذلك، مما حال دون تنفيذ هذا الخيار. وأكد أن المخابز في غزة رفضت المشاركة في هذه الآلية، في ظل غياب التنسيق لدخول كميات كافية من الدقيق إلى المناطق المنكوبة شمال القطاع.
وفي السياق ذاته، انتقد الناشط السياسي والمجتمعي إياد الدريملي غياب المعايير المهنية والإنسانية في عمليات التوزيع، متسائلًا كيف لمنظمة دولية تملك خبرات وموارد كبيرة أن تفشل في إدارة هذه العملية دون المساس بكرامة الناس؟ وقال: “ما نراه من مشاهد إذلال يومية في طوابير الخبز والماء هو مشهد من مسلسل اغتيال الكرامة وضرب ما تبقى من إرادة الفلسطينيين”، محذرًا من أن الاستمرار بهذا النهج يسهم في تحويل القضية الفلسطينية من صراع تحرري إلى مجرد ملف إنساني ضمن أجندات المنظمات الدولية.
من جهته، أعلن برنامج الغذاء العالمي اليوم أنه لم يتلقَّ بعد تصريحًا من السلطات الإسرائيلية يسمح له بتوزيع الطحين مباشرة داخل القطاع، وهو ما عرقل جهود الإغاثة الحيوية في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها السكان. وأوضح البرنامج في بيان له أن غياب التصريح اضطره إلى اللجوء لخيار التعاون مع المخابز، باعتباره الخيار الوحيد المتاح لضمان إيصال المساعدات الغذائية.
وبين دعوات داخلية لإصلاح منظومة التوزيع، وقيود خارجية تعرقل وصول المواد الأساسية، تبقى معاناة الفلسطينيين في غزة عنوانًا مستمرًا لأزمة مركبة، حيث لا يكفي مجرد وصول المساعدات، بل كيف تُوزع، وبأي كرامة.