ثابتطوفان الأقصى

هل تُكرِّر جنين هجوم 7 أكتوبر بوصول الصواريخ المُتقدّمة لها..؟!

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

يعترف قادة دولة الاحتلال الإسرائيليّ أنّ منطقة جنين، شمال الضفّة الغربيّة المُحتلّة، تعتبر تاريخيًا مركزًا للمقاومة ضدّ المستعمر الأجنبيّ، حتى قبل إقامة الكيان، ويُشددون على أنّها اليوم باتت “معقل الإرهاب” في شمال الضفّة الغربيّة، فيما يُحذّر رئيس مجلس الأمن القوميّ السابق، مئير بن شابات، وهو أحد عرّابي اتفاقات التطبيع المعروفة باتفاقيات أبراهام، من أنّ تنامي المقاومة في جنين ومنطقتها قد يُعيد سيناريو السابع من أكتوبر، الذي نفذّته حركة (حماس) في جنوب الدولة العبريّة، ولكن هذه المرّة من الضفّة الغربيّة، على حدّ تعبيره.

وقال المسؤول الأمنيّ الإسرائيليّ السابق في مقالٍ نشره بصحيفة (إسرائيل اليوم) العبريّة، إنّه “بينما تهب رياح الحرب في الشمال ويواصل الجيش العمل في رفح وشرق مدينة

غزة، تقدم جبهة جنين تذكيرًا أليمًا آخر على الواقع الأمنيّ المتحدي في شمال الضفة الغربية.”

ولفت إلى أنّ “درجة الارتفاع في أعداد العبوات الناسفة وتفعيلها ضدّ جنود في محاور الوصول إلى البلدات الفلسطينية ومخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية يُجسِّد سياقات تعاظم قوة وتعلم عناصر “الإرهاب” في المنطقة، والتهديدات التي يطلقونها نحو البلدات الإسرائيليّة في خط التماس تدُلّ على توجهاتهم”.

بن شبات أوضح أنّ “مسيرة (التحوّل إلى غزة) التي تمرّ على منطقة الضفة بدأت قبل 7 أكتوبر، لكن بإلهام الحرب، وبعد التكيّف مع أنماط عمل الجيش الإسرائيليّ، ربّما تنال الزخم وتعاظم تحديات القتال متعدد الجبهات، إذا لم تقتلع بسرعةٍ”.

وشدّدّ على أنّه “لجنين تاريخ منطقة امتازت بالعنف، هذا محيط جغرافيّ وسياسيّ واجتماعيّ واقتصاديّ. منذ البداية، كانت قبضة الحكم المركزيّ فيها واهنة. هكذا كان منذ الثلاثينيات، في عهد الانتداب البريطانيّ، عندما صفت عز الدين القسام قواته في منطقة قرية يعبد، الذي ذاع اسمه لاحقًا كملهمٍ ورمزٍ”.

واستذكر بن شبات، الذي كان أيضًا مسؤولاً رفيعًا في جهاز (شاباك) أنّه “في أثناء الانتفاضة الثانية، اتخذت المنطقة صورة قلعة المقاومة، المعركة في مخيم جنين للاجئين تُعّد أحد الأحداث القاسية في حملة (السور الواقي)”، أيْ إعادة احتلال الضفة الغربيّة.

ورأى أنّه “منذئذ برز التعاون بين المجموعات المختلفة في المخيم، وهكذا أيضًا استخدام العبوات والألغام الناسفة، والاستعانة بالسكان وبالمنشآت المدنية للاختبار ولتخزين الوسائل القتالية. فكرة المقاومة في جنين أصبحت رمزًا لمنظمات الإرهاب وقدمت إلهامًا للمقاومين الفلسطينيين في كل المناطق”، طبقًا لأقواله.

وأكّد أنّه “في العقد الثاني ما بعد “السور الواقي”، تثبتت هذه المنطقة كمعقل “الإرهاب” في شمال الضفة الغربية وكمركز انطلاق منفذي العمليات إلى أرجاء الضفة بخاصة، وإلى إسرائيل بعامة.”

وأوضح أنّه “قبل سنةٍ بالضبط، شرع الجيش بحملةٍ واسعةٍ في هذه المنطقة استهدفت كبح تعاظم “الإرهاب” والقضم من قدراته، وكان الهدف خلق ظروف تسمح للقوى الأمنيّة بتنفيذ عمليات الإحباط مستمرة دون الاضطرار لقوات كبيرة ووسائل خاصة. حققت الحملة نجاحًا، لكن نهاية عملية واحدة كانت رصاصة بدء في المنافسة على تعاظم القوة واستعدادًا للحملة التالية.

وأردف: “تفيد المعطيات بكثافة جهود الإحباط، وبإمكانية “الإرهاب” الكامنة في الضفة، ونتائج الاستطلاع المفصل برئاسة خليل الشقاقي والتي نشرت أواخر الشهر الماضي، أشارت إلى تعزز مكانة حماس في الضفة. 73 في المائة من المستطلعين أيّدوا هجمة حماس في 7 أكتوبر. في المعدل العام، سجل ارتفاع، مقارنة باستطلاعٍ سابقٍ، داعم لحماس بين سكان الضفة.”

علاوة على ما جاء أعلاه، أكّد بن شبات أنّ “هذه الصورة تستوجب من جهاز الأمن تبنّي نهجًا أكثر حزمًا ودون هوادة تجاه “الإرهاب” في الضفة، فمسيرة “التحول إلى غزة” يجب أن تجري أيضًا من جانب إسرائيل تجاه بؤر الإرهاب، وينبغي تشديد الضغط عليها. إذا اختارت جنين التصرف كغزة، فستبدو كغزّة”، طبقًا لأقواله.

ورأى أنّه “من الصواب تشديد الجهود لإحباط بؤر التخريب، وإدراج غارات من الجو في ذلك لتقليص المخاطر على قوات الجيش، ويجب المواصلة في أعمال منع تهريب المواد المتفجرة ووقف إدخال المواد مزدوجة الاستخدام، كما ينبغي التفكير بتعريف نظامٍ خاصٍّ في نطاق التماس، بما في ذلك تعليمات خاصة بفتح النار لاقتلاع أفكار تكرار هجمات بإلهام السابع من أكتوبر من جذورها.”

واختتم المسؤول الأمنيّ الإسرائيليّ قائلاً إنّ “منطقة الضفة تعرف كساحةٍ ثانويةٍ للمعركة متعددة الجبهات، ونجاح الجهود تجاهها سيبقي هذا التعريف ويمنع تدهور هذه المنطقة إلى واقعٍ تريد إيران وحزب الله وحماس أنْ تراه”، على حدّ قوله.

وكانت هيئة البثّ الإسرائيليّة الرسميّة (كان)، قالت الأسبوع الماضي، نقلاً عن مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينيّة في رام الله، إنّه بناءً على المعدل الحاليّ للتهريب من الأردن، ستتمكّن الفصائل الفلسطينيّة في الضفة الغربية من إطلاق الصواريخ على إسرائيل في غضون عامٍ.

ولفتت إلى أنّ جودة هذه الصواريخ ستكون مماثلة لعشرات آلاف القذائف التي تمّ إطلاقها من
غزة في السنوات الأخيرة، أي أكثر تطورًا بكثير من القذائف البدائية التي تمّ إطلاقها من جنين على منطقتي العفولة وبات حيفر عدة مرات في العام الماضي.
وذكرت هيئة البثّ الإسرائيليّة أنّ حركتيْ (حماس) و (الجهاد الإسلاميّ) متورطتان في عملية التهريب، وأنّه يتّم نقل المتفجرات والأموال وقدرات صنع القنابل من لبنان إلى الضفّة الغربيّة عبر الأردن، بتوجيهٍ من إيران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى