الإغتيالات في عصر الذكاء الإصطناعي
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
كتب : الباحث السياسي عدنـان القصاص:
بات الاحتلال علانيةً يفتخر بمنظومات وتقنيات تكنولوجية يمتكلها، وتعينه على تحديد الأهداف واستهدافها بدقة عالية، وهناك حديث يدور حول تزويد أمريكا له بتلك التقنيات من نوع 4D الغير متعارف عليها بعد، والتي تعتمد على المسح الجغرافي والديموغرافي الشامل، وتحديد الأهداف دون عناء، عبر عدة مصادر تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
وبالتالي؛ أي هدف يتم استهدافه، هو غالباً مرصود ومتابع تقنياً بشكل احترافي مسبق.
لذا أعتقد أنه من أجرى تغيير على روتينه المعتاد وتخفّى جيداً، وغيّر من بصمة صوته، وهيئة شكله، ومشيته، هو باعتقادي من يحوز على أكبر فرصة للنجاة.
كون أن تلك المنظومات تعمل بفعالية، من خلال جمعها وتحصيلها المعلومات بمساعدة عدة مصادر أبرزها المسح الحراري، والذي يتم عبر الأقمار الاصطناعية بالدرجة الأولى.
ويأتي “نتنياهو” في خطابه الأول من هذه الجولة ليثني على تلك المنظومة الحديثة، أضف إلى ذلك اظهار الجيش فيديوهات تبيّن نشاطاً للقبة الحديدية وهي تعترض المقذوفات من غزة عبر الأقمار الاصطناعية.
وإذا ما عدنا إلى فعالية هذه المنظومة في مواضع مختلفة، أعود للتذكير بما شهدناه في الأعوام التي انتشر فيه فيروس كوفيد١٩ كيف خدمت هذه التقنيات دولاً مثل الصين، وكذلك “اسرائيل” في التعرف على المصابين، ممن أصيبوا وتلقوا اللقاح، وحصر من خالطوهم ولم يتلقوا اللقاح المضاد، وملاحقتهم وتوقيفهم في وقت قياسي.
فيما أشارت جهات لها علاقة بالدفاع عن الحريات الشخصية، لخطورة هذه المنظومات الذكية، التي قد توظّف بشكل مزدوج لأغراض تجسسية.
وعليه؛ لابد من التنويه لأن العدو لا يألوا جهداً في ابتكار وسائل حديثة يستفيد من توظيفها عسكرياً، وتجربتها على أعدائه، ومن ثم تسويق نجاحها دولياً.
وهنا لا بد من التأكيد على المعنيين أن يأخذوا ذلك في عين الاعتبار، دون استهانة بالأمر.
كما أنه يبدو قد تم اجراء اضافات حديثة على تلك المنظومات التي تختبر خلال هذه الجولة من قبل الاحتلال، خاصة وأنها فُعّلت في وقت لاحق أثناء معركة سيـ.ف القـ.دس 2021، وأثبتت فعاليتها ضد التحصينات الأرضية، وفي هذه الجولة تستهدف الأهداف في الوحدات السكنية.
*التوصيات:*
من الضروري تغيير الروتين اليومي لكل المعنيين، والاكتفاء بالمراسلات المكتوبة، أو اتباع خطة الطوارئ المعدة بشكل مسبق، دون “اتصال وتواصل” مباشر.
_ تجنب الحديث عبر أي وسيلة اتصال مهما كانت آمنة من وجهة نظر الشخصية، علماً أن العدو يبحث عن بصمات الصوت عبر الاتصالات. وبشكل مباشر عبر منظومة الذكاء الاصطناعي، فإنه يُخفي طائرات الاستطلاع من الأجواء غالباً خلال المعركة؛ لاتاحة الفرصة لتلك المنظومات الذكية من تحديد أهدافها بدقة متناهية، دون تشويش، عبر تحديد الهدف ببصمة صوته.
_ الحرص عند التنقل تغيير الشكل المتعارف عليه، وتغيير هيئة المشي، والخروج من المناطق الروتينية التي يرتادها الهدف بشكل فردي، دون اصطحاب أي أحد من المقربين، ويفترض أن تكون حماية الشخصية خارج دائرة تحرك الشخصية.
_ تمويه الوجه أو التنكر بما أمكن، من خلاله تغطية الوجه بوسائل مبتكرة عن الأقمار الاصطناعية.
_ الحرص عند التمركز في مكان على عدم السماح لأشخاص مقربين من الشخصية خاصة المتعارف عليهم ضمن الدوائر المقربة بالتواصل بشكل مباشر مع الشخصية، كونها شخصيات غالباً جميعها تحت المجهر التقني الذكي، وطريق وصول سهل للهدف.
_ وأخيراً، *(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا)* ، فالتوكل على الله والتحصن بالأذكار أحد أهم وسائل الحيطة بعد الإلتزام بما سبق؛ فإن تلك المنظومات لن تصل لدرجة الكمال، ويمكن بوعينا تجاوزها، وتحيدها، أو الإلتفاف عليها.
حفظ الله شعبنا، ومقاومتنا من أي سوء