الإمارات وشهامة فارسها، نور في عتمة المشردين في غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
كتب: نسرين موسى
في كل كارثة تمر علينا سواء في قطاع غزة، أو أي مكان آخر، تبرز الانتقادات والتهجم بسبب شُح أو عدم تدفق القنوات الإغاثية للبلد الذي تعرض للكارثة.
لكن في قطاع غزة والذي يواجه على مدار عام وأكثر حرب مدمرة، قتلت الأرواح دون تمييز بين طفل وكبير، ودمرت المباني وشريان الحياة بشكل كامل، منذ السابع من أكتوبر عام 2023، ولا تزال مستمرة إلى عام 2025، طلت علينا كثير من الدول قدمت مساعداتها لقطاع غزة، برز من بينها بصورة مُشرفة، دولة الإمارات العربية المتحدة بشهامتها وبروزها بفارس يغيث الكثيرين في أي مكان في القطاع، حتى في شماله رغم محدودية الحركة بسبب اجتثاثه عن جنوب القطاع وفصله .
بزغت دولة الإمارات كالنور في عتمة نسبة كبيرة من المواطنين المشردين المكلومين، الذين يصارعون المجاعة والإبادة، وتمر عليهم أياما وشهورا بدون لقمة تسد رمق أطفالهم وكبارهم.
عن طريق مبادرة(( الفارس الشهم 3)) استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة، مساندة قطاع غزة، والوصول لأكبر عدد ممكن، رغم المعيقات والعثرات التي تحول من وصول المساعدات الإنسانية بسهولة، دون تأخير.
استطاع الفارس الشهم 3 مواجهة كل الضغوطات التي واجهته قدر المستطاع، بل أكثر من استطاعته، وواجه قُطاع الطرق والسرقات، ويواجه بصدر رحب أي انتقادات من أفواه دائما تبرز في هكذا كوارث وحروب تساهم في تثبيط العزائم، بدلاً من المشاركة في النهوض والعمل الإغاثي الجاد .
الصغير والكبير، والمريض والمشرد، والمكلوم كلهم لمسوا يد الفارس الشهم، تربت على أكتافهم، وتقدم لهم الغذاء والكساء، والمسكن الذي يقيهم من حر وبرد الطقس، من خلال الخيام والشوادر، أو الأغطية الشتوية، وكذلك الكابونات الغذائية التي تحتوي على مقومات الحياة لكل الأعمار.
ولم ينس الفارس الشهم المرأة وقدم طرود احتياجاتها، وكذلك كبار السن خاصة المرضى.
ويراعي الفارس الشهم 3، سوء الوضع المادي للمواطن النازح، فقام بمد الغيث للمخابز، وأمدها بالدقيق، حتى يشتري النازح الخبز بثمن أقل، ورغم تعرض مساعداته لقُطاع الطرق، إلا أن هناك إستمرارية في إغاثته، وليس كما البعض يتوقف فور التعرض للسرقة.
كذلك شملت مبادرة الفارس الشهم 3 ، المستشفيات ، فقدم لها الدواء وكل المستلزمات، حتى المرضى طالتهم المساعدات الغذائية وكسوة الصيف والشتاء.
وثمنت المبادرة الإماراتية عبر فارسها الشهم3 ، دور الصحفيين والرسالة التي يقومون بها من نقل الإبادة للعالم كله، ولم يستثنوهم من المساعدات ونالوا نصيبهم من شهامة الفارس الإماراتي3.
ناهيك عن التكيات المنشرة في كثير من المخيمات، وتقدم الطعام بطريقة نظيفة لأطفال المخيمات وعائلاتهم الذين تشردوا من بيوتهم.
ونلمس ميزة من ميزات المبادرة الإماراتية، وهي التنظيم في عملها، والجولات على مخيمات النزوح،كل مخيم بإسمه، حيث لا يتم تجاوز أي مخيم، وبطريقة منتظمة تصلهم المساعدات، وأصبح النازح مطمئنا أنه لن يُستثنى، وأصبح لديه قناة لا تنقطع من الإغاثة في الحرب، وكلنا دون مبالغة لمسنا حالة الرضى من المشردين على أداء كوادر الفارس الشهم، وأمانتهم في توصيل المدد الإغاثي، سواء بطريقة الإتصال هاتفيا، أو رسائل إلكترونية وعبر الهاتف النقال، أو في سرعة الردود على المناشدات، حتى تقصي أي تعليقات عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتلافي الوقوع بالخطأ، رغم أن الخطأ وارداً في هكذا ظروف، بسبب كُبر حجم المستفيدين، والحرص على الإستمرارية المُشرفة.
وهنا لابد لي من وقفة، إن دولة الإمارات العربية المتحدة أثبتت منذ بداية الحرب حرصها على غيث قطاع غزة، ونشله من غرقه في الدمار والإبادة، بمدها له مستلزمات تكفل له حقه في الأكل والشرب، والعلاج وغيرها كثير من المساعدات.
ولا أقول إننا نطالب الفارس الشهم3، بالقيام بدور علاء الدين في مصباحه السحري، ويغطي كل شيء في قطاع غزة، لأن الجميع يجب أن يحتذي بحذو الشقيقة الإمارات، ويستمروا بنشل قطاع غزة من جوعه وبرده وتشرده، دون انقطاع، ويتم معالجة كل المشاكل التي تحول من فعل ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، كارثة قُطاع الطُرق.
ويناشد النازح في قطاع غزة، القائمين على ( مبادرة الفارس الشهم3)، بالاستمرار في عملهم بخطى ثابتة، حتى بعد انتهاء حرب السابع من أكتوبر، ويواجهون معه حالة الضبابية المُقبلة من فوضى وصعوبة في الحصول على أدنى الحقوق من مأكل وملبس وعلاج.