الثوابتة لشبكة الخامسة: المجد أوروبا جهة مشبوهة تعمل بغطاء إسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن ما يُعرف بمؤسسة “المجد أوروبا” هي جهة غير قانونية وغير معرّفة رسميًا، عملت في الخفاء دون أي تنسيق مع الجهات الرسمية داخل قطاع غزة، محذرًا من خطورة أنشطتها التي تتقاطع مع مشاريع الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين.
وأوضح مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، د.إسماعيل الثوابتة في تصريح خاص لشبكة الخامسة للأنباء، أن المؤسسة نفذت عمليات سفر للمواطنين بدأت من داخل الأراضي المحتلة، عبر معبر كرم أبو سالم، وهو ما يكشف بوضوح أن الاحتلال وفّر لها المسار والمظلة اللوجستية، في إطار استغلال الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب الإسرائيلية لتغذية مشروع تهجير قسري ممنهج.
وأضاف أن ما توفر من معلومات، سواء من تقارير إعلامية أو مصادر حقوقية، يشير إلى أن الجهة المشغلة للمؤسسة يقودها شخص “إسرائيلي” يحمل جنسية إستونية، ويعمل بتنسيق مباشر مع إدارة الاحتلال التي تسعى لدفع الفلسطينيين نحو الهجرة “الطوعية”، بحسب ما نُشر في الإعلام العبري.
وشدد المكتب الإعلامي على أن غياب الأوراق القانونية، وإخفاء الهوية، واستخدام أدوات تضليل رقمي مثل صور الذكاء الاصطناعي، كلها مؤشرات تؤكد أن المؤسسة تعمل تحت غطاء أمني وليس بصفة إنسانية أو مدنية.
“المجد أوروبا” أداة إسرائيلية لتهجير الغزيين
أكد الثوابتة، أن الأنشطة التي قامت بها ما تُعرف بمؤسسة “المجد أوروبا” تُعد جزءاً من مسار “إسرائيلي” ممنهج يهدف إلى إعادة تشكيل الواقع الديمغرافي في قطاع غزة، وعزل القطاع عن محيطه الوطني والجغرافي عبر فتح قنوات تهجير قسري غير معلنة تستغل الظروف الإنسانية الكارثية.
وأوضح أن ما جرى يمثل نموذجاً واضحاً لمحاولات الاحتلال تجريب أدوات ضغط جديدة على السكان، عبر استثمار الدمار والحصار وانهيار الخدمات الإنسانية لتقديم خيار “الخروج” كبديل قسري عن البقاء. معتبرًا أن هذا المسار يُشكل جريمة تهجير قسري يُجرّمها القانون الدولي، ويحاسب كل من يشارك فيها أو يسهم في تمكينها.
وأشار إلى أن الجهات الحكومية في غزة بدأت باتخاذ إجراءات جدية للتعامل مع هذا الملف، أبرزها :
1. فتح تحقيق رسمي للكشف عن طبيعة عمل المؤسسة، ومساراتها، والجهات التي تقف خلفها أو تدعمها.
2. إحالة أي نشاط مشابه إلى الجهات القانونية والأمنية باعتباره نشاطاً خارج الأطر الرسمية، يُعرّض المشاركين فيه للمساءلة والخطر.
3. تنسيق مع المؤسسات الحقوقية والدولية للتحذير من هذه الأنشطة، التي قد تكون واجهات لشبكات اتجار بالبشر أو أدوات تهجير ممنهج. 4. إصدار تحذيرات للمواطنين بعدم التعامل مع أي جهات غير معترف بها رسمياً، والإبلاغ عن أي تواصل مشبوه.
5. تعامل أمني ومجتمعي مع الملف لكونه يمس الأمن المجتمعي، خصوصاً بعد ثبوت عبور المسافرين إلى الداخل المحتل تحت إشراف الاحتلال، في خرق واضح للسيادة الفلسطينية.
تهجير قسري بإدارة إسرائيل تحت غطاء إنساني
وأفاد الثوابتة في تصريحه، أن ما يُعرف بمؤسسة “المجد أوروبا” تمثل واجهة مشبوهة ضمن مشروع “إسرائيلي” منظم يهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة، وخلق بيئة طاردة عبر أدوات غير شرعية، بحجج إنسانية مضللة، و أن أي جهة أو فرد يروّج لمغادرة غزة عبر مسارات غير قانونية أو سفر سري، إنما يشارك – بقصد أو بدون قصد – في تنفيذ مخطط الاحتلال الإسرائيلي الهادف إلى إفراغ القطاع من سكانه، وإحداث تغيير ديمغرافي يخدم أهدافه الاستراتيجية.
وحذر الثوابتة أهل غزة والشعب الفلسطيني العظيم بكل وضوح ومسؤولية، قائلاً: “إن أي كيانات تعمل في الظل، وتخفي هويتها، ولا تملك ترخيصاً قانونياً أو تنسيقاً رسمياً، هي جهات مشبوهة. لا توجد برامج سفر إنسانية حقيقية تُدار خارج الأطر الرسمية، والاحتلال هو المستفيد الأول من أي موجة خروج غير قانوني”.
وأضاف أن الاحتلال يتعمّد استخدام الجوع والقصف وانهيار الخدمات والنزوح الجماعي كوسائل ضغط لدفع السكان نحو خيارات اضطرارية، وعلى رأسها مغادرة القطاع، مشيراً إلى أن توقيت ظهور مؤسسة “المجد أوروبا” في ذروة العدوان ليس محض صدفة، بل جزء من سيناريو هندسي مُمنهج لخلق بيئة قهرية لا تتيح خياراً سوى “الخروج”.
وأوضح أن نقل المسافرين عبر معبر كرم أبو سالم الممنوع على الفلسطينيين، ووصولهم إلى مطارات الاحتلال، يؤكد الدور المباشر الذي تلعبه “إسرائيل” في هذا المسار، ما يجعل “المجد أوروبا” أداة تنفيذية لمشروع تهجير قسري مغلّف بالعمل الإنساني.
ودعا الثوابتة المواطنين إلى عدم التعاطي مع أي جهات مجهولة أو مشبوهة، مطالبًا المؤسسات الحقوقية والدولية بفتح تحقيق عاجل في هذه الأنشطة التي قد تندرج ضمن جرائم الاتجار بالبشر وخرق القانون الدولي.
وختم الثوابتة تصريحه بالقول: “رسالتنا لشعبنا واضحة: تمسّكوا بحقكم في أرضكم، ولا تتركوا للاحتلال أي منفذ لفرض مخططاته. هذا المشروع لن ينجح، وغزة ستبقى شامخة بأهلها، رغم كل الحصار والحرب والمؤامرات”.





