مقالات الخامسة

الجهل المفرط في أحكام الجهاد

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

يصور لبعض السفهاء مهاجمة كل حريص على دماء الناس ووصفه بالنفاق تارة والكفر والخيانة تارة أخرى وما بين ذلك قاموس من الشتائم والرذائل لا تليق بمسلم

شرع الجهاد لإحياء الأمة وليس لهلكتها ( استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم) فليس قضية الجهاد أن نفنى جميعا من الوريد الى الوريد ومن الصغير للكبير بل الأصل الدعوة لصون النفس البشرية حتى في الأحكام الشرعية فان بعض العبادات تسقط عند تحقق الضرر بالنفس فالصائم المريض يفطر ويباح لمن أشرف على الهلكة أكل الميتة

وانظر الى هذه الآثار ففيها الحكمة سمع أبو الدرداء رجلا يدعو ويقول اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك فقال قل يا أخي اللهم انصرنا وارزقني الشهادة( تصحيح موافق لقوله تعالى ويتخذ منكم)

قال حذيفة كان الناس يسألون النبي عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني( فالذي يسأل لاجتناب المهلكات لم يتهم بنيته أو أنه منافق)

وعَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: “خَلَا عُمَرُ ذَاتَ يَوْمٍ فَجَعَلَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ كَيْفَ تَخْتَلِفُ هَذِهِ الْأُمَّةُ وَنَبِيُّهَا وَاحِدٌ؟ فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: كَيْفَ تَخْتَلِفُ هَذِهِ الْأُمَّةُ وَنَبِيُّهَا وَاحِدٌ، (وفي رواية: وَكِتَابُهَا وَاحِدٌ)، وَقِبِلْتُهَا وَاحِدَةٌ؟
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْقُرْآنُ فَقَرَأْنَاهُ، وَعَلِمْنَا فِيمَ نَزَلَ، وَإِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدَنَا أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلَا يَدْرُونَ فِيمَ نَزَلَ، فَيَكُونُ لَهُمْ فِيهِ رَأْيٌ، فَإِذَا كَانَ لَهُمْ فِيهِ رَأْيٌ اخْتَلَفُوا، فَإِذَا اخْتَلَفُوا اقْتَتَلُوا.

قَالَ: فَزَبَرَهُ عُمَرُ وَانْتَهَرَهُ، فَانْصَرَفَ ابْنُ عَبَّاسٍ.وَنَظَرَ عُمَرُ فِيمَا قَالَ، فَعَرَفَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ مَا قُلْتَ. فَأَعَادَهُ عَلَيْهِ، فَعَرَفَ عُمَرُ قَوْلَهُ وَأَعْجَبَهُ”
فحرص عمر وخوفه على هذه الأمة واندثارها خوف مشروع وفعل محمود ليس بمتهم وانظر الى حرص المصطفى وبكاؤه ليلة كاملة وسؤاله ربه ألا يهلك هذه الأمة هلاكا عاما أو يتسلط عليها عدوها فيستأصلها

روى النسائي (1638) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، عَنْ أَبِيهِ ـ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : ” أَنَّهُ رَاقَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ كُلَّهَا، حَتَّى كَانَ مَعَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ ، جَاءَهُ خَبَّابٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بأبي أَنْتَ وَأُمِّي، لَقَدْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ صَلَاةً مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ نَحْوَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أَجَلْ، إِنَّهَا صَلَاةُ رَغَبٍ وَرَهَبٍ ؛ سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ، فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً. سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُهْلِكَنَا بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الْأُمَمَ قَبْلَنَا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا مِنْ غَيْرِنَا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يَلْبِسَنَا شِيَعًا، فَمَنَعَنِيهَا والحديث صححه الألباني في “صحيح النسائي”.

اللهم احقن دماء شعبنا واحفظ شبابه أجمعين ولا تفجعنا بقريب أو بعيد فكلهم عبادك واكفنا شر أعدائنا واجعل دائرة السوء عليهم بسر اسمك القهار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى