شبكة الخامسة للأنباء - غزة
لا زال الغزيون الذين تركوا منازلهم في مدينة غزة، وشمالها إلى مدينتي رفح، ودير البلح، ومواصي جنوب القطاع، نتيجة الحرب الإسرائيلية الإجرامية والاجتياح البري، يحلمون بعودة قريبة إلى منازلهم أو ما تبقى منها، ومغادرة خيامهم ومراكز الإيواء التي لجأوا إليها.
إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض بشكل قاطع عودة النازحين إلى شمال القطاع، ويعرقل برفضه التوصل إلى اتفاق يقضي بتسليم الرهائن أمام تمسك المقاومة الفلسطينية خلال جولات المفاوضات بضرورة عودة النازحين إلى شمال القطاع دون أي شرط والسماح بحرية حركة المواطنيين الغزيين داخل مناطق قطاع غزة.
أرقام واحصائيات صادمة
بلغ عدد النازحين من مدينة غزة وشمالها الذين اتخذوا من الخيام مكاناً لإقامتهم، وفق إحصائيات مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة ما يقارب 2 مليون نازح، يعيشون ظروف إنسانية قاسية، مفتقدين أبسط مقومات الحياة.
تسبب الوضع الإنساني المزري بانتشار كبير للأمراض المعدية، والتي أصابت نحو مليون ومئة ألف نازح، وعرضت حياة ما يقارب 60 ألف سيدة حامل للخطر نتيجة نقص الرعاية الصحية، إلى جانب انتشار عدوى التهاب الكبد الوبائي الفيروسي بين ما يقارب 8000 مواطن، وفقدان ما يقارب 350 ألف مواطن يعانون من أمراض مزمنة لأي رعاية صحية نتيجة لعدم إدخال الأدوية من قبل الاحتلال الإسرائيلي إلى قطاع غزة منذ بدء الحرب.
مخاطرة العودة دون موافقة الاحتلال
مازال النازحون إلى جنوب قطاع غزة يواصلون محاولتهم بالعودة إلى منازلهم شمال قطاع غزة وسط مخاطرة مرتفعة بأرواحهم، ويتعرضون لإطلاق النار من قبل جنود الاحتلال المتمركزين بآلياتهم العسكرية على طريقي صلاح الدين والرشيد اللذان يصلان جنوب القطاع بشماله.
عشرات النازحون يقتربون يومياً من حواجز الاحتلال بهدف اجتيازها نحو بيوتهم شمال القطاع دون جدوى، يعود منهم من تمكن من النجاة من رصاص القناصة، ويُصاب الأخرين برصاص الاحتلال ومنهم من يرتقِ شهيدًا .
يوميات النازحون
تقول الحاجة أم إبراهيم التي نزحت مع أسرتها إلى خيمة أقامتها في منطقة مواصي رفح جنوب قطاع غزة: “نزحنا إلى رفح في منتصف شهر أكتوبر بعد أن طلب الاحتلال مغادرة بيوتنا تحت القصف والاستهدافات المتواصلة، واليوم صار لنا بهالخيمة أكثر حوالي 6 شهور لا بنعرف مر علينا الصيف والشتاء والمطر ورجع الصيف ثاني، ولا زالت معاناتنا مستمرة.. وما بنعرف شيء عن بيوتنا اللي تركناها ورانا بغزة”.
أما المواطن محمد السيد يقول: “جئنا إلى دير البلح بعدما قصف منزلنا بغزة واستشهدت أختي وأخي، مطلع شهر نوفمبر ونمكث منذ ذلك الحين في خيمة بدون أي مقومات، ونعاني صعوبة كبيرة في الحصول على مياه الشرب وغيرها ..”
متأسفًا على الوضع الذي بات يعيشه يقول الحاج أبو أحمد الذي نزح من مخيم جباليا شمال قطاع غزة إلى مواصي خانيونس : “مش ضايل عنا طاقة نتحمل أكثر من هيك، واحنا بنشوف كل لحظة أولادنا بيعانوا علشان يمر يومنا بخير، واحنا بدنا نرجع لبيوتنا اللي بنيناها حجر حجر بتعب وشقى العمر، وتركنا فيها كل ما نملك..”
باتت آمال وتطلعات الغزيون بانتهاء الحرب بعد أكثر من 6 شهور، وفقدان أكثر من 40 ألف مواطن غزي بين شهيد ومفقود وتدمير أكثر من 290 الف وحدة سكنية، تتضاءل في ظل الصمت العربي والدولي الكبيرين، والدعم الأمريكي والغربي اللامتناهي للاحتلال في حربه على غزة.. ويبقى لسان حال أهل غزة أليس هناك من أبناء جلدتنا من يقف إلى جانبنا ليوقف هذه الإبادة المستمرة بحقنا؟!.