الخطة التي لا ترضي أحد .. ما وراء إعادة احتلال نتنياهو لغزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

نشرت شبكة CNN الأمريكية، مساء السبت، تحليلًا سياسيًا تناول خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة بشأن غزة، معتبرة أنها “لا ترضي أحدًا” سواء في الداخل أو الخارج، وأنها تكشف عن حسابات سياسية شخصية أكثر من كونها استراتيجية عسكرية محكمة.
وبعد نحو عامين من الحرب على غزة، صوّت المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) على خطة لتوسيع العمليات العسكرية بهدف السيطرة على مدينة غزة، وهي خطة طرحها نتنياهو ودفع باتجاهها شخصيًا.
لكن الشبكة تشير إلى أن القرار جاء رغم معارضة شديدة من القيادة العسكرية الإسرائيلية، وتحذيرات من مخاطر ميدانية وإنسانية جسيمة، خاصة على حياة نحو خمسين رهينة لا يزالون محتجزين في القطاع.
دوافع سياسية تحت غطاء عسكري
وفق التحليل، يأتي هذا التصعيد في وقت تواجه فيه إسرائيل تراجعًا كبيرًا في الدعم الدولي، وتراجعًا في التأييد الشعبي لاستمرار الحرب. ومع ذلك، مضى نتنياهو في خطته لما توفره له من مكسب غير معلن: كسب الوقت لتعزيز فرص بقائه السياسي، خاصة في ظل شراكته مع أحزاب اليمين المتطرف، التي تسعى إلى إطالة أمد الحرب.
ويذكر أن حلفاء نتنياهو، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، عرقلوا أكثر من مرة تقدم مفاوضات وقف إطلاق النار، ملوحين بإسقاط الحكومة إذا توقفت الحرب.
خطة لا ترضي حتى اليمين المتطرف
ورغم ذلك، فإن الخطة الحالية، التي تقتصر على حصار مدينة غزة دون السيطرة على كامل القطاع، لا تلبي مطالب شركائه الذين يدعون إلى احتلال كامل للقطاع وإعادة بناء المستوطنات اليهودية فيه تمهيدًا لضمّه.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز قبل الاجتماع، كان نتنياهو قد صرح بأن إسرائيل تنوي السيطرة على غزة بأكملها، لكنه عاد ليطرح خطة تدريجية تركز فقط على مدينة غزة، مع تحديد موعد مبدئي لتنفيذها بعد شهرين، تاركًا المجال مفتوحًا لاحتمال العودة للمسار الدبلوماسي إذا تم التوصل إلى صفقة تبادل للرهائن.
معارضة عسكرية وتحذيرات ميدانية
خلال اجتماع حكومي ماراثوني استمر عشر ساعات، عرض رئيس أركان الجيش إيال زامير اعتراضه القاطع على الخطة، محذرًا من أن أي عملية جديدة ستعرض حياة الرهائن والجنود لخطر كبير، وستستنزف القوات الإسرائيلية المنهكة بعد ما يقرب من عامين من القتال، فضلًا عن تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.
وتعكس هذه المخاوف رأيًا عامًا إسرائيليًا يميل – وفق استطلاعات متكررة – إلى دعم اتفاق وقف إطلاق النار الذي يعيد الرهائن وينهي الحرب، وهو ما يتجاهله نتنياهو في قراراته، بحسب محللين، لصالح حسابات بقاءه السياسي.
عزلة دولية متزايدة
وترى CNN أن خطة نتنياهو تعمّق عزلة إسرائيل دوليًا، إذ رغم الدعم الواسع من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن أزمة الجوع في غزة أضعفت شرعية الحرب دوليًا.
وقد ظهرت تداعيات القرار سريعًا، حيث أعلنت ألمانيا – ثاني أهم حليف استراتيجي لإسرائيل بعد الولايات المتحدة – تعليق بعض صادراتها العسكرية، ما قد يشجع دولًا أوروبية أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة.
تخلص الشبكة إلى أن خطة نتنياهو “لا ترضي أحدًا”: القيادة العسكرية الإسرائيلية، وحلفاء الخارج، والرأي العام الداخلي الذي يريد إنهاء الحرب، وحتى شركاؤه المتشددون الذين يعتبرونها غير كافية. المستفيد الوحيد منها – وفق التحليل – هو نتنياهو نفسه، إذ تمنحه فرصة لتأجيل الحسم بين وقف إطلاق النار أو التصعيد الشامل، في مناورة سياسية لإطالة أمد الحرب، مع استمرار المعاناة في غزة وتزايد المخاطر على الرهائن.