السفير الأوكراني: نشعر بخيبة أمل من “إسرائيل”
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء – الأراضي المحتلة
دعا السفير الأوكراني في تل أبيب يفغيني كورنيتشوك الحكومة الإسرائيلية، إلى التوقف عما أسماها “السياسات القائمة على توازن العلاقات” بين بلده وروسيا.
وقال كورنيتشوك، إن كييف “تنظر إلى إسرائيل كحليف، على الرغم من شعورها بخيبة أمل، بسبب تحفظ الأخيرة على مسألة تسليح الجيش الأوكراني”.
وجاءت هذه التصريحات في حوار أدلى به كورنيتشوك لموقع “تايمز أوف إسرائيل”، نشره اليوم الإثنين، بمناسبة مرور عام على الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت في 24 شباط/ فبراير 2022.
وقال كورنيتشوك إنه “شعر بصدمة حين استمع إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، في حديث صحفي، كشف خلاله أنه كان ينسق إرسال المساعدات لأوكرانيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وطالب إسرائيل بـ”إبداء موقف صريح من الحرب، التي توقع أن تستمر طويلا”، وقال إن “إعلان إسرائيل وقوفها صراحة إلى جانب كييف سيعني السماح بنقل الأسلحة الدفاعية إلى القوات الأوكرانية”.
وتابع أنه “على الرغم من الزيارات التي أجراها كل من وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، ومن بعده نائبان بالكنيست الإسرائيلي، (إلى أوكرانيا) إلا أن بلاده تتوقع المزيد من إسرائيل”.
وقبل أسبوعين زار كوهين العاصمة الأوكرانية كييف، وعقد اجتماعا مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، استمر لمدة ساعة، أعقبته زيارة لوفد رابطة الصداقة البرلمانية الإسرائيلية-الأوكرانية، ترأسه النائبان زئيف إلكين ويولي ادلشتاين، والاثنان ينحدران من أصول أوكرانية.
وعلى خلاف الموقف الأكثر دبلوماسية الذي أعرب عنه كوهين خلال الزيارة، أدان النائبان الإسرائيليان، روسيا بشكل صريح، وتعهدا بالضغط من أجل تغيير السياسات الإسرائيلية المتحفظة.
وأوضح السفير الأوكراني في حواره مع “تايمز أوف إسرائيل” أن الرئيس زيلينسكي “أكد لكل من كوهين ومن بعده إلكين وادلشتيان على ضرورة تغيير إسرائيل لسياساتها والبدء في إمداد القوات الأوكرانية بأسلحة دفاعية”.
وتطالب أوكرانيا إسرائيل بتزويدها بأنظمة دفاع صاروخي قصيرة ومتوسطة المدى، مثل القبة الحديدية ومقلاع داود.
وكان الرئيس زيلينسكي قد كشف أمام المشاركين في مؤتمر الأمن في ميونخ في الفترة الأخيرة، أن “إسرائيل قد تزود قواته بنظام مقلاع داود، لا سيما أن تصنيعه يتم بشكل مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية”.
ولا يُشترط أن تحصل الولايات المتحدة الأمريكية على موافقة إسرائيلية قبل تزويد أوكرانيا بهذا النظام المضاد للصواريخ، ومن ثم يمكن أن يصل من أمريكا إلى أوكرانيا مباشرة، حسبما أفادت تقارير عبرية في الفترة الأخيرة.
وتخشى إسرائيل، بحسب موقع “تايمز أوف إسرائيل”، أن تؤدي الخطوة إلى تضرر علاقاتها مع الكرملين، ما سينعكس على المهمات التي تنفذها بشكل دوري داخل المجال الجوي السوري، إضافة إلى مخاوفها بشأن اليهود في روسيا.
لكن ثمة مخاوف أخرى أشار إليها الموقع، تتعلق بحقيقة أن إسرائيل “غير قادرة على توفير إمدادات عسكرية للقوات الأوكرانية في ظل مخزونها المحدود من الصواريخ الدفاعية، والتي تحتاج إليها لاستخدامها في حال نشوب حرب جديدة مع حزب الله أو حماس”.
وبدا السفير الأوكراني على علم بهذه النقاط، وأخبر الموقع أن بلاده “تتفهم أن إسرائيل ليس لديها الكثير في مخازنها الآن”، لكنه أشار إلى أن حرب بلاده مع روسيا “لن تنتهي سريعا، متوقعا أن تستمر لفترات طويلة”، ونقل عنه الموقع: “للأسف… الحرب لن تنتهي غدا”.
ورأى السفير الأوكراني بناءً على هذا التقدير، أن إسرائيل “تمتلك الوقت قبل أن تقرر تسليح القوات الأوكرانية”، معبرا عن ذلك بقوله: “لو بدأنا تسلم بعض المعدات الدفاعية الإسرائيلية في غضون ثلاثة أو ستة أو تسعة أشهر من الآن، فلا بأس بذلك”.
وعاد كورنيتشوك وطالب حكومة إسرائيل بـ “الوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ”.
وأشار الموقع إلى احتمال حصول أوكرانيا على نظام إنذار مبكر إسرائيلي في غضون 4 أشهر، وقال إن الموضوع طُرح خلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي الأخيرة إلى كييف.
ويجري الحديث عن نظام يحذر المدنيين من صواريخ روسية قادمة عقب إطلاقها، فيما كشف الموقع أن نشر هذا النظام سيكون تجريبيًا وسيُغطي في أفضل الأحوال العاصمة كييف فقط.
وتعهد كوهين بتقديم 200 مليون دولار كقروض لكييف لاستخدامها في بناء مرافق صحية ومدنية أخرى، إلا أن السفير الأوكراني أعرب في الحوار عن أمله أن تذهب هذه القروض لتمويل معدات دفاعية.
وأكد أيضًا أن موقف إسرائيل منذ بدء الحرب كان مفاجئا، حين أعرب وزير الخارجية في حينه، يائير لابيد، عن “إدانته للغزو الروسي”، فيما أبقى رئيس الوزراء وقتها نفتالي بينيت على خط مفتوح مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وأعرب أيضًا عن صدمته بعد أن سمع أخيرا من بينيت، خلال حديث إعلامي، أنه “كان ينسق المساعدات (الإنسانية) لأوكرانيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وتوقع أن يسلك رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو المسار ذاته الذي اتبعته الحكومة السابقة.