أقمار الصحافةالرئيسية

الشهيد الصحفي محمد قريقع… الصوت الذي قاوم حتى الصمت

في ذات المكان ارتقى ملتحقًا بوالدته

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الشهيد الصحفي محمد قريقع.. أقمار الصحافة إعداد: آمنة غنام

صاحب الصوت الرخيم والكلمات البليغة أسكته الاحتلال إلى الأبد.. ولد الشهيد محمد محمد قاسم قريقع في الخامس عشر من مارس عام 1992، بمدينة غزة، حيث نشأ في حي الشجاعية ودرس في مدراسها، ثم حاز على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام من الجامعة الإسلامية بغزة.

عمل محمد عمل مراسلًا لعدد من المؤسسات الإعلامية قبل أن يلتحق بقناة الجزيرة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع.

نشأ محمد يتيمًا حيث توفي والده وهو طفل صغير، كما كان وحيد عائلته، ربته والدته وعاش معها إلى أن بدأت حرب غزة وافترقت العائلة بسبب ظروف النزوح، استشهدت والدته خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

أنا وحيدها

بعد عدة أيام من وقوع حريق مستشفى الشفاء بغزة في مارس الماضي، ظل قريقع يبحث عن جثمان أمه المُسنة التي فقدها ضمن الضحايا بالمكان ذاته، ليصل لها بعد فترة ويجد جثمانها متحللاً بصورة شبه كاملة.

استشهدت والدة محمد تحت الحصار والجوع والخوف أمام مستشفى الشفاء أثناء حصارها، يومها قال:“هذه أمي وجدتها نائمة وكأنها في بيتها، جسدها منتفخ بشكل كبير، الجثمان متحلل بشكل شبه كامل، معالم الوجه ليست واضحة فعرفتها من أظافرها المميزة بوجود خطوط ولا يوجد فيها خشونة، كذلك من أذنها وشعرها الأبيض وبعض الملابس، عرفتها أنا وحيدها “.

زوجته هالة قريقع قالت عن نبأ استشهاده بأن الخبر نزل كصاعقة على قلبها، فالرغم الخوف الكبير إلا أن الجميع كان يأمل أن تنتهي الحرب وتلملم غزة ما بقي منها لتداوي جراح أبنائها.

وأضافت:” كان محمد هادئ محترم بارًا في والدته وهذا انعكس على تعامله معنا فكان أيضاً بارًا فينا وفي أبنائه كما كان حريصًا على تعليم أطفاله الثلاثة_ زين وزينة وسند_ الصلاة وحفظ القرآن “.

ليلة الاغتيال

في مساء العاشر من أغسطس ظهر محمد في بث مباشر عبر صفحته على منصات التواصل الاجتماعي طالبًا من أهل غزة الثبات والصبر، متحدثًا على الفقدان الذي أصاب كل غزي وأدمى القلوب.

بعد أن أنهى محمد بثه ودخل خيمة طاقم الجزيرة، ما هي إلا دقائق قليلة وكانت صواريخ الاحتلال تدك تلك الخيمة بمن فيها، ليعلن عن استشهاد محمد قريقع ومعه زملائه الشهداء أنس الشريف، محمد نوفل، محمد الخالدي، مؤمن عليوة، إبراهيم ظاهر.

ارتقى محمد في ذات المكان التي ارتقت فيها والدته من قبل، لتنتهي التغطية بالنسبة إليه ولزملائه، فالشهيد قريقع الذي حل مكان زميله الشهيد إسماعيل الغول، حمل خوذته ولحق برسالة الكلمة، واضعًا حياته على خط الحقيقة في خضم المجزرة التي لا تنام، ليصبح رفيقًا في الثبات لعشرات الشهداء الصحفيين وفرسان الكلمة والصورة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى