الضم يفتح أبواب العزلة: أوروبا تلوّح بعقوبات غير مسبوقة ضد إسرائيل وتحذيرات من “كارثة استراتيجية”
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الضم يفتح أبواب العزلة.. في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية بضم أراضٍ في قطاع غزة أو الضفة الغربية، تتصاعد ردود الفعل الدولية، ليس فقط على مستوى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بل باتت التحذيرات تأخذ طابعًا أكثر حدّة مع تلويح أوروبي بفرض عقوبات واسعة ضد إسرائيل.
ووفق ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت ومصادر إسرائيلية، فإن دوائر صنع القرار في الاتحاد الأوروبي بدأت بالفعل دراسة سلسلة من الإجراءات العقابية إذا ما مضت حكومة بنيامين نتنياهو بخططها لفرض السيادة الإسرائيلية على أراضٍ محتلة.
ضغط دولي وتحذيرات داخلية
وقالت “عليزا بن نون”، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، للقناة 12 العبرية: “الضغط على إسرائيل آخذ في التزايد، لكن الذروة لم تأت بعد”.
فيما حذّر السفير الإسرائيلي السابق لدى الاتحاد الأوروبي، أهارون ليشنو-يار، من أن أي خطوة في اتجاه الضم ستُعرّض إسرائيل لمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية، وتزيد من عزلتها على الساحة الدولية، مضيفًا: “العواقب ستكون قاسية وخطيرة”.
قائمة العقوبات المحتملة
يستعرض خبراء سياسيون في أوروبا وإسرائيل قائمة من العقوبات التي يمكن أن تطال إسرائيل في حال تنفيذ الضم أو توسيع العمليات العسكرية في غزة والضفة، منها:
تعليق عضوية إسرائيل في اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وهي الإطار القانوني لعلاقات الجانبين.
إلغاء أو تجميد مشاركة إسرائيل في برنامج “هورايزون” الأوروبي للبحث والابتكار.
قيود على كبار المسؤولين الإسرائيليين تشمل حظر دخولهم إلى بعض الدول الأوروبية.
حظر تصدير الأسلحة لإسرائيل، كما فعلت سلوفينيا مؤخرًا.
فرض قيود على سفر المواطنين الإسرائيليين لأوروبا، بما في ذلك فرض تأشيرات أو حظر الدخول.
مقاطعة اقتصادية جزئية أو شاملة، لا سيما استهداف منتجات المستوطنات.
تجميد اتفاقيات الطيران المشتركة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي.
الاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية من قبل عدد متزايد من الدول الأوروبية.
ويؤكد الخبراء أن بعض هذه الإجراءات، مثل التعليق الكامل لاتفاقية الشراكة، تتطلب إجماعًا من الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بينما يمكن تنفيذ خطوات أخرى تدريجيًا ودون توافق كامل.
مخاطر على علاقات إسرائيل الإقليمية والدولية
التحذيرات لم تقتصر على الجانب الأوروبي، بل طالت مستقبل علاقات إسرائيل مع أبرز حلفائها، لا سيما الولايات المتحدة وألمانيا. وقال جيريمي يسخاروف، نائب المدير العام السابق لوزارة الخارجية وسفير إسرائيل السابق في برلين: “أي ضم سيضع العلاقات مع واشنطن وبرلين في مهب الريح”.
أما المحلل السياسي تزاناني، فأشار إلى أن “السؤال الحقيقي الآن هو: إلى أي مدى سيكون الرئيس ترامب مستعدًا لعزل نفسه وإسرائيل من أجل نتنياهو؟”، في إشارة إلى الضغوط المتزايدة على البيت الأبيض لتغيير نهجه تجاه تل أبيب.
قلق إقليمي متصاعد
في السياق ذاته، حذّرت تحليلات إسرائيلية من أن خطوة الضم قد تضر بشدة بعلاقات إسرائيل مع دول عربية مثل مصر والأردن، وقد تؤدي إلى تصعيد ميداني مع سوريا ولبنان.
وأكد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق، الجنرال عاموس يدلين، في مقال تحذيري، أن “إسرائيل تقترب من كارثة أخرى.. ليست عسكرية، بل سياسية واستراتيجية عميقة ودائمة”.
ويخلص الخبراء إلى أن أي قرار بضم أراضٍ فلسطينية لن يكون مجرد خطوة داخلية، بل زلزال سياسي قد يفجر مواجهة واسعة بين إسرائيل والمجتمع الدولي، ويترك آثارًا طويلة الأمد على مكانتها الدبلوماسية والاقتصادية.