تقارير

الفسيخ والرنجة الطبق الرئيسِ المتربع على مائدة فطور العيد السعيد

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء- تقرير خاص- خليل قنن

يُقبّل مُعظمْ الفلسطينيون، في قطاع غزة، على تناول وجبة السمك المُملّح أو المدخن المعروف محليًا باسم “الفسيخ/ الرنجة”، في صبيحة أول أيام عيد الفطر السعيد، كعادة متوارثة عن آبائهم وأجدادهم.

ويُعدّ طبق “الفسيخ/ الرنجة”، من أهم المأكولات الشعبيّة، التي تُزّين موائد الغزّيين في صبيحة يوم العيد، الذين يحرصون على تحضيره بطريقتهم المُميزة والخاصة التي تُضِفي مذاقًا حارًا وحادقًا كما اعتاد السكان على تناوله إلى جانب طبق “البندورة المقلية”، رغم تحذيرات خبراء التغذية والأطباء من الإفراط في تناوله نظرًا لخطورته ومضعفاته الصحيّة.

ويقول المواطن الستينيّ سعيد حمودة، خلال حديثه الخاص لـ”الخامسة للأنباء“: إن “الفسيخ والرنجة تعتبران من الأكلات الرئيسيّة التي نتناولها كل عام في عيد الفطر السعيد، وأن لا عيد بدونهما، بل وأعدتنا على أكلهما عندما كنا صغارًا، ونحنُ لا نشعر بأجواء حقيقة للعيد إلا عندما نأكل هذه الوجبة”.

ويضيف: “تناول الفسيخ والرنجة من الوجبات المفضلة لنا، وهي بالأساس عادة متوارثة عن آبائنا وأجدادنا، ونحنُ من أهل البحر من بلدة الجورة المهجرة التي تشتهر بصيد الأسماك، والتي يعمل غالبية أفرادها في صيد الأسماك، وعادةً ما نقوم بتصنيع وتجهيز الفسيخ بأنفسنا على الطريقة “الجورانية” الخاصة.

ويقول خالد صافي أحد بائعي الأسماك في خان يونس: “في كل عام يكون هناك إقبال كبير من المواطنين على شراء الفسيخ والرنجة، حتى لو كانت الظروف المعيشية صعبة، لأن لهما مذاق خاص ونكهة مميزة خاصةً في العيد”.

ويضيف صافي في حديثه لـ”الخامسة للأنباء“، على الرغم من توفر الفسيخ في الأسواق والمحال التجارية على مدار العام، إلا أن الإقبال عليه في المواسم والأعياد يكون له طابعًا خاصًا ومُميزًا ويحرص على تناوله الكبار والصغار.

أسعار الفسيخ والرنجة في غزة
وأوضح صافي أن الفسيخ له أنواع مختلفة، منها ما هو مصنوع من أسماك البوري، والجرع، والسردين، والرنجة، مُبينًا أن الأسعار تتراوح من 15 إلى 25 شيكل للكيلو، أما الأسماك المستوردة من مصر و “إسرائيل” قد تصل إلى 45 إلى 50 شيكل.

الفرق بين الفسيخ و الرنجة
أولاً: من حيث نوع السمك الذي يُصنع منه:
يتم صنع الفسيخ باستخدام ثلاثة أنواع من السمك، ومن أبرزها البوري والجرع وهو من أنواع الأسماك التي تعيش في المياه الساحلية المعتدلة، بينما الرنجة فيتم استخدام نوع السمك الذي يطلق عليه اسم رنكات، وهو نوع من أنواع الأسماك التي تعيش في المياه الضحلة.

ثانيًا: من حيث طريقة التخزين:
يتم تخزين الفسيخ عن طريق تمليحه ووضعه في براميل من الخشب أو صفائح، بحيث يكون الملح كثيرًا لكي يحفظه من العفن ويحفظ لحمه من أن يصبح طريًا. بينما الرنجة فيتم صنعها في غرف التبخير، حيث يتم تنظيف السمك من الأمعاء، ومن ثم وضعه في غرفة التبخير التي تحتوي على نوع خشب معين يقوم بهذه العملية.

الفحص والرقابة
وقالت نائب رئيس حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد بغزة، رباب عاشور لـ”الخامسة للأنباء“: “لدينا إجراءات نتبعها في موضوع المعامل الخاصة بإعداد الرنجة والفسيخ، مؤكدةً أن المعامل التي تنتج الرنجة والفسيخ يجب أن تكون حاصلة على ترخيص من وزارة الاقتصاد الوطني”.

وأضافت أن دائرة الإدارة العامة للصناعة، تقوم بمنح الرخصة لتجهيز السلعة بعد زيارة المنشئة ومن ثم سحب عينات من خط الإنتاج وفحصها في مختبرات الوزارة للتأكد من مطابقتها للمواصفات الفلسطينية.

وأوضحت أن الإدارة العامة لحماية المستهلك تقوم بالإشراف على بيع السلع في الأسواق، بحث تقوم الطواقم المختصة بسحب عينات من المنتجات سواء في الأسواق أو حتى قبل العرض للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستخدام الأدميّ.

وأكدت عاشور، أن طواقم الوزارة تشرف ميدانيًا على طريقة عرض السلعة في الأسواق، مشددةً أن السلعة لا يجوز بتاتًا عرضها تحت الشمس أو خارج الثلاجة أو الأماكن لساعات طويلة، حتى يتناولها المواطن بطريقة آمنة ولا تضّر بالصحة العامة للمستهلكين.

وأشارت إلى أن السلعة متوفرة، والتجار والموردين قاموا باستيرادها، وتواريخها جديدة، ولا يوجد أي مشاكل بخصوص “الرنجة”.

وعن الحالة الاقتصادية في قطاع غزة خلال شهر رمضان، أكدت عاشور لـ”الخامسة للأنباء“، أن شهر رمضان هذا العام كان من أكثر الأعوام توافر للسلع والبضائع، خاصةً بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أن المخزون الاستراتيجي من تلك البضائع جيد ومناسب ويتلاءم مع الأسعار.

وأكدت أن الوزارة عقدتْ اجتماعًا مع التجار والموردين قبل شهر رمضان لحثهم على استيراد البضائع على أساس أن يكون هناك مخزون جيد للسلع وأن تتوفر إلى ما بعد رمضان، مع ضرورة الالتزام باستقرار الأسعار وعدم رفعها نهائيًا خلال شهر رمضان أو في خلال الأعياد.

أضرار تناول الفسيخ والرنجة
بما أن كلا من الفسيخ و الرنجة هم من الأسماك المملحة جدًا فإن تناولهم بكثرة سيسبب أمراض كبيرة للجسم. ومنها: أمراض القلب والتي تأتي بسبب ارتفاع ضغط الدم الذي يحصل نتيجة لوجود الأملاح بنسبة عالية داخل الفسيخ و الرنجة.

أيضًا من الممكن أن يتعرض الإنسان للتسمم عند تناول الفسيخ والرنجة، وذلك إن تم تخزينه بشكل غير جيد، فحينها يكون السمك فاسد ولا يصلح للاستخدام الآدمي.

ومن الأمراض التي قد يسببها تناول الفسيخ والرنجة، احتباس المياه بالجسم بسبب الأملاح الزائدة، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى تورم القدمين، وارتشاح الغشاء البلوري على الرئتين، الأمر الذي سيسبب لنا ضعف عضلة القلب.

ولا ينصح بتناول أي من الفسيخ والرنجة لمرضى الكبد، لأن تناولهم سيسبب خلل في وظائف الكبد.

كما أنه لا ينصح بتناولهم بكثرة للحوامل والأطفال، وذلك لأنه من الممكن أن يسبب الإجهاض المبكر، وخصوصًا إن تم تناوله بكثيرة في الأشهر الأولى للحمل، بينما الأطفال يجب الحذر عند إطعامهم هذه الموالح ، وذلك لأنه بسبب ملوحتهم الزائدة من الممكن أن يسببوا حدوث تسمم بالأكل عندهم.

ويبقى الطبق الرئيسِ الذي يزين مائدة صباح أول أيام عيد الفطر السعيد “الفسيخ والرنجة”، بالإضافة لمقلاية البندورة الحراقة ذات الطعم الطيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى