الفصائل الفلسطينية الحالية لن ترتقِ لمستوى تضحيات الشعب في غزة

د. سائدة البنا

لا تتأملوا باجتماعات الصين ولا بالاتفاق الذي تم بين الفصائل الفلسطينية .

فهذا الاتفاق ومخرجاته لم يأت بغير ما أتت به الاجتماعات السابقة في الدول المتعددة التي يعرفها الجميع.

للأسف ان فصائلنا كلما فشلت في محاولة لإنهاء انقسامها تتوهم في أن تغيير الأماكن سيجلب لها الحظ بالنجاح في المصالحة وإنهاء انقسامها البغيض. وهي لا تدرك انه لا الصين ولا مصر ولا الجزائر ولا جوار مكة ولا غيرها من الامكان ممكن ان يوصلها لهدفها المزعوم بإنهاء الانقسام. لان كل فصيل فلسطيني لا يفكر بفلسطين ولا بالشعب الفلسطيني ،وجل تفكيره بمصالحه الشخصية والبقاء بالحكم للاستمرار بقبضته الحديدية على الشعب المغلوب على أمره .يتباهوا بالصورة الكاذبة التي تجمعهم بعد كل اجتماع فاشل . الشعب أصبح يفهمكم اليوم أكثر من أي وقت مضى ،يفهم انكم انتم من كان سبب الدمار وإبادة الشعب في غزة وهاهي تبدأ في الضفة الغربية.لولا مماطلتكم بإنهاء الانقسام لما قتل حوالي 10% من شعب غزة . مشهد دمار قطاع غزة حيث أصبح غير صالحا للحياة صعقة في رأس كل فلسطيني ليصحوا من غفلته حين انتمى لاي فصيل منكم . مشهد الموت والأشلاء والاطراف والرؤوس المقطعة للأطفال والنساء سيفيق الشعب المتبقي في غزة ليقول لا وألف لا لحكم من فضل ذاته على أمن وأمان الشعب وتركه للفقر والجوع والضياع سبعة عشر عاما وهو ضائع مخدر تحت تأثير وهم الاتفاقيات الكاذبة التي كان نتاجها حرب الإبادة الجماعية من قبل المحتل الصهيوني ،حيث ترك فيها الشعب الفلسطيني بغزة وحيدا يفرم في آلات الموت ويفقد الحياة في أرض تجردت منها الحياة.

واقعيا إن الفصائل الفلسطينية الحالية لا تتناسب مع تضحيات الشعب في غزة الذي ذاق ولا يزال أقسى أنواع العذاب والظلم في التاريخ المعاصر .

ستجدون شعبا من نوع آخر لن يتقبل أحدا منكم بعد خذلانكم له ولن يرضى على نفسه ان يكرر مأساته التي تسببتم بها بأنانيتكم مرة أخرى . هذا إن تبقى أحد من الشعب وأنتم لا تفكرون الا بمناصبكم ونصيبكم من كرسي حلمكم بحكومة الشعب المذبوح في غزة.