ثابتطوفان الأقصى

اللحظة الحاسمة: واشنطن تشدد موقفها وإسرائيل تهدد بالتصعيد الكامل

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

في وقتٍ أعلنت فيه حركة “حماس” استعدادها “للانخراط فوراً في جولة من المفاوضات غير المباشرة للتوصل إلى اتفاق حول النقاط العالقة”، تصرّ كل من الولايات المتحدة وإسرائيل على اعتبار هذا الموقف مراوغة أو رفضاً فعلياً للخطة الجديدة المطروحة.

ورغم هذا التفسير المتشدد، فإن واشنطن لا تبدو مستعدة للتراجع، بل على العكس، تتحرك نحو تبني موقف أكثر صرامة تجاه القيادة السياسية لحماس، خاصة المقيمة في الدوحة وإسطنبول، في محاولة لزيادة الضغط ودفعها إلى تقديم تنازلات ملموسة. وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الهدف الأمريكي هو توصيل رسالة واضحة لحماس: الاستمرار في الرفض سيؤدي إلى فقدان شرعيتها، ليس فقط على الساحة الدولية، بل في العالم العربي أيضاً.

وساطة متعثرة وتعديلات مقترحة

في هذا السياق، ذكرت قناة “كان” العبرية أن الوسطاء الإقليميين والدوليين يواصلون ممارسة ضغوط مكثفة على الحركة، لحثها على تخفيف أو التراجع عن تحفظاتها على المقترح الأميركي الذي طرحه المبعوث ديفيد ويتكوف. وتشير مصادر مطلعة على المفاوضات إلى أن التقدم قد يكون ممكناً عبر إدخال تعديلات طفيفة على بعض الصياغات، خاصة فيما يتعلق بمفهوم “إنهاء الحرب” أو ما يُعرف بـ”وقف إطلاق النار الدائم”. وقد تسهم هذه التعديلات، إذا تمت صياغتها بشكل دقيق، في تسهيل موافقة حماس والمضي قدماً في التفاهمات.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

مع ذلك، لا توجد مؤشرات قوية حتى اللحظة على حدوث اختراق حقيقي، بل إن هناك تشكيكاً داخل أوساط التفاوض في جدية إعلان حماس استعدادها للمفاوضات.

تصعيد متعدد الجبهات

من جانبها، تدرس الإدارة الأمريكية اتخاذ سلسلة من الإجراءات التصعيدية ضد الحركة، تشمل:

  • تجميد التمويل الإنساني الموجه لغزة،

  • تعليق الوساطة المستقبلية،

  • تقديم دعم غير مشروط لإسرائيل لتوسيع هجومها العسكري،

  • وصولاً إلى تهديدات غير مباشرة بإنذارات سياسية وأمنية،

  • والضغط على قطر وتركيا لتقييد تحركات قيادة حماس المقيمة على أراضيها.

في المقابل، تشهد إسرائيل تحولاً ملموساً في استراتيجيتها الميدانية، عبر تكثيف الغارات الجوية ورفع وتيرة العمليات النوعية، مع التركيز على ما تبقى من بنى حماس العملياتية. ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية، فإن المرحلة القادمة ستشهد تصعيداً في عمليات الاغتيال المركزة، بما في ذلك استهداف شخصيات من القيادة العليا للحركة.

وفي خطوة ميدانية لافتة، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق المناورات البرية في شمال وجنوب قطاع غزة، ما يفتح الباب أمام احتمالات تصعيد أكثر شمولاً.

سيناريوهات مفتوحة

وفي حال لم تُفضِ الجهود الدبلوماسية الراهنة إلى نتائج ملموسة، ترى مصادر أمنية إسرائيلية – بحسب يديعوت أحرونوت – أن البدائل ستكون أكثر تطرفاً، وقد تشمل:

  • الاحتلال الكامل لبعض مناطق القطاع،

  • تشكيل إدارة بديلة بحكم الأمر الواقع،

  • أو حتى فرض أحكام عرفية مؤقتة.

كل ذلك يُظهر أن الساعات والأيام المقبلة ستكون مفصلية، وقد تحدد مسار الحرب، سواء عبر بوابة الحل السياسي أو من خلال المزيد من الدم والنار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى