المجاعة في غزة تستفحل سريعاً.. والموت يهدّد 3500 طفل فلسطيني
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
تتوالى التحذيرات من المجاعة في غزة التي تقترب أكثر فأكثر من الفلسطينيين المستهدفين بحرب إسرائيلية مدمّرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، ولا سيّما أنّ الجوع استوطن القطاع الفلسطيني المحاصر. وفي هذا الإطار، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة بدوره من أنّ الموت يهدّد ثلاثة آلاف و500 طفل من جرّاء سوء التغذية، وكذلك عدم توفّر المكمّلات الغذائية اللازمة في القطاع، وكذلك اللقاحات الممنوع إدخالها إليه.
وشدّد المكتب الإعلامي، في بيان أصدره اليوم الثلاثاء، على أنّ قطاع غزة يتّجه صوب المجاعة بطريقة متسارعة، في حين أنّ الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية “يقودان مؤامرة لمنع وصول المساعدات والبضائع إلى شعبنا”، مطالباً بـ”تدخّل دولي فوري وعاجل لوقف هذه الجريمة”. وأوضح أنّ “الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية يصرّان على إدخال 2.4 مليون إنسان مدني في قطاع غزة إلى نفق المجاعة وتكريس سياسة التجويع بحقّ الأطفال والمرضى، ومنع إدخال الغذاء والدواء، في أسلوب خطر وغير إنساني”. وأكد المكتب أنّ كلّ ذلك يأتي في سياق “حرب الإبادة الجماعية التي ينفذّانها (الاحتلال والإدارة الأميركية) ضدّ المدنيين في قطاع غزة” منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وشرح أنّ “جريمة منع إدخال المساعدات والغذاء كأداة للضغط السياسي من قبل الاحتلال والإدارة الأميركية” ضاعفت المعاناة في كلّ محافظات قطاع غزة بصورة ملحوظة، مضيفاً أنّ الأسواق والمحال التجارية صارت تعاني من نفاد البضائع والسلع.
المجاعة في غزة حتمية مع سقوط “شهداء جوع”
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي “المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالوقوف عند مسؤولياتهم، واتّخاذ موقف شجاع بفرض تدخّل دولي فوري لوقف هذه الجريمة التي سوف يروح ضحيتها مئات الآلاف من المدنيين والأطفال والمرضى”. وفي هذا الإطار، دعا إلى “فتح معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم (جنوب)، وإدخال المساعدات والبضائع، وإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرّة”. يُذكر أنّ إسرائيل تمضي في حربها على الفلسطينيين في قطاع غزة، على الرغم من قرَارين من مجلس الأمن الدولي يقضيان بوقف الأعمال الحربية فوراً، إلى جانب أوامر من محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري في القطاع.
تجدر الإشارة إلى أنّ في السابع من مايو/ أيار الماضي، سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح، الذي يقع في أقصى جنوب قطاع غزة ويربطه بمصر، بعد يوم من إعلان سلطات الاحتلال بدء عملية عسكرية في مدينة رفح المكتظّة بالنازحين الفلسطينيين الذين هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية وحشرتهم في تلك البقعة، الأمر الذي أدّى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية أكثر فأكثر. فالفلسطينيون في قطاع غزة يعانون، جرّاء الحرب المدمّرة والقيود الإسرائيلية التي تنتهك القوانين الدولية، من شحّ شديد في إمدادات الغذاء والدواء والمياه وغيرها. وقد وصل الأمر إلى حدّ سقوط عشرات من شهداء الجوع، ولا سيّما في شمال قطاع غزة المعزول عن سواه من المناطق.
تعرّف إلى معايير الأمم المتحدة لإعلان المجاعة في غزة
في سياق متصل، طالبت حركة حماس بوقف فوري لـ”جريمة التجويع” التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، من خلال إغلاق المعابر، ومنع دخول المساعدات إلى الفلسطينيين المحاصرين والمستهدفين. جاء ذلك في بيان أصدرته الحركة، اليوم الثلاثاء، تزامناً مع تحذيرات أخرى من المجاعة في غزة وسط الجوع المسيطر، ولا سيّما في الشمال. وأفادت حركة حماس بأنّ “فصول حرب التجويع الإجرامية التي يشنّها الاحتلال الإرهابي على شعبنا في قطاع غزة من أطفال ونساء وشيوخ” تتواصل. وأضافت أنّ مظاهر المجاعة في غزة تتصاعد وكذلك الكارثة الإنسانية، خصوصاً في محافظتَي غزة وشمال غزة. وتابعت أنّ “حكومة الاحتلال النازية تمارس أبشع صور العقاب الجماعي ضدّ مدنيين عزّل، عبر فرض حصار مطبق على القطاع وإغلاق المعابر ومنع قوافل المساعدات من الدخول”. وطالبت الحركة “الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ قرارات فورية لإغاثة شعبنا في قطاع غزة، وإمداده بكلّ احتياجاته، ووقف جريمة التجويع والإبادة اللتَين يتعرّض لهما”. كذلك دعت الدول العربية والإسلامية إلى “الضغط لفتح المعابر، وتسيير القوافل، وفرض إدخالها إلى القطاع، وتحدّي الإرادة الصهيونية التي تسعى إلى الاستفراد بشعبنا وتصفية قضيته”.