تقاريرثابت

المياه العادمة والنفايات.. وجه آخر للموت في غزة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

المياه العادمة والنفايات .. وجه آخر للموت في غزة، أكوامٌ من القمامة والمياه العادمة، يشكو منها السكان العائدين إلى مدينة خانيونس، والنازحين إليها، بعد الإنسحاب الإسرائيلي منها مايو/أيار الماضي، خلفت  تلوثاً بيئياً كارثيًا في المدينة.

 

خمسة أشهر، هو الوقت الذي استمرت خلاله العملية العسكرية الإسرائيلية داخل مدينة خانيونس، ترك الاحتلال بعدها دماراً مهولاً في المنازل، الشوارع، المستشفيات، والبنية التحتية.

أحياءٌ سكنية كاملة مُسحت عن الخريطة، ومابقى منها لم يعد صالحاً للحياة، حيث يتعمد الاحتلال الإسرائيلي تدمير البنية التحتية للمدن التي يجتاحها، لينفذ تهديده بإعادة قطاع غزة إلى العصر الحجري!

أكثر ما ينغص على المواطنين المتواجدين في خانيونس مياه الصرف الصحي المنتشرة في الطرقات، وبين المنازل، وحول الخيام، مُعرضة حياتهم لخطر الأمراض المعدية.

يقول المواطن محمد سلامة للخامسة للأنباء، وهو أحد سكان مدينة خانيونس، الذي عادوا للعيش على ركام منازلهم المدمرة:

“احنا عايشين وسط أكوام من القمامة، ومياه الصرف الصحي، وانتشار البعوض والحشرات والروائح الكريهة، وأولادنا تعبانين والأمراض هدت حيلهم.. وين البلدية والمؤسسات تلحقنا وتعمل أي شيء تريحنا من هالامراض والمعاناة.”

مشاهد عدة نقلها مواطنون وصحفيون عبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، يظهرون الصعوبة التي يواجهونها ٱثناء عبور الطريق بسبب أكوام النفايات و المياه العادمة، أو بسبب الروائح المنبعثة منها والحشرات الناقلة للأمراض. 

نشر الصحفي طارق دحلان، من سكان مدينة خانيونس، عبر حسابه الرسمي في منصة انستاغرام فيديو يرصد فيه حجم التلوث الحاصل بسبب طوفان المياه العادمة في وسط المدينة، وقال: ” انظر حجم المكرهة الصحية التي تواجهها في طريق عودة السكان  لمنازلهم المدمرة أصلاً”، متسائلاً عن دور البلديات المحلية في معالجة هذه المشكلة بشكل عاجل.

و قالت بلدية غزة  في تصريح نشرته عبر وسائل الإعلام المحلية، أن هناك 300.000 طن من النفايات تتكدس في شوارع قطاع غزة بعد مرور تسعة أشهر على الحرب، و توقف البلديات بشكلٍ كامل عن أداء عملها بسبب الاستهداف المباشر لمرافق البلديات والعاملين فيها، والتدمير المتعمد لكل المعدات اللازمة للعمل.

وفي تقرير سابق نشرته بلدية مدينة خانيونس، أوضح الأضرار الجسمية التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع الطرق، حيث تم تدمير 1.612.000 متر مربع من الطرق، فيما بلغ إجمالي الخسائر  73,326,000 دولار.

وأفاد التقرير أن تدمير قطاع الطرق في مدينة خانيونس أدى إلى تدمير البنية التحتية من شبكات المياه و الصرف الصحي، مما فاقم أزمة التواصل الجغرافي بين الأحياء، وتسبب في تعذر توصيل خدمات البلدية الأساسية لكافة السكان، بالإضافة إلى تعطل كافة المرافق الخدماتية.

تحذيرات أممية من كارثة بيئية في قطاع غزة، قد تصل تأثيراتها إلى مناطق إقليمية، بسبب انتشار مياه الصرف الصحي و تراكم النفايات الصلبة، كان قد سبقها إعلان وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا )، أن أكواماً من القمامة يقدر وزنها بنحو 100.000 طن تتراكم بالقرب من خيام النازحين في وسط قطاع غزة.

يزداد الوضع سوءاً مع ارتفاع درجات الحرارة وتدني مستوى النظافة؛ بسبب صعوبة الوصول للمياه ليتفاقم الوضع الصحي في قطاع غزة ما يهدد بانتشار  أمراض الجهاز الهضمي، و الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي والكوليرا.

قلقٌ مضاعف يعيشه الأهالي في مدينة خانيونس، فلم يعد الخوف من الموت بفعل القصف الإسرائيلي وحده ما يشغلهم، فهناك خطرٌ آخر سببه التلوث البيئي، روائح كريهة، حشرات مخيفة، وأمراض معوية وجلدية تنتشر يومياً بين الأطفال، قِس على ذلك المدن الأخرى التي يتكدس بها النازحين كمدينة “دير البلح” وسط قطاع غزة.


 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Tariq Dahlan || طارق دحلان (@tariq_dahlan)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى