تقاريرثابت

النزوح القسري في غزة… وعود الاحتلال بالـ”مناطق الآمنة” تنهار أمام الكارثة الإنسانية

أكثر من 700 يوم على الحرب: نزوح يتفاقم بلا أفق

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

النزوح القسري في غزة.. تقرير خاص إعداد: أحمد الأخرس

بعد مرور أكثر من 700 يوم على بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، أعلن الاحتلال مؤخرًا عن عملية عسكرية واسعة لاحتلال شمال القطاع، ترافقها تحذيرات بالإخلاء القسري نحو الجنوب والوسط، في مناطق يُسوّق لها على أنها “آمنة”.

لكن الواقع الميداني يكشف عكس ذلك؛ إذ تعيش آلاف الأسر الفلسطينية أوضاعًا إنسانية خانقة داخل مخيمات النزوح، وسط انهيار البنية التحتية الأساسية وتراجع القدرة الاستيعابية.

مأساة مخيمات دير البلح والبريج

في مخيم “الأمير” غرب دير البلح، الذي يضم أكثر من 300 عائلة، لا توجد مساحة لإضافة خيمة واحدة جديدة. يقول مدير المخيم، أبو محمد، إن المكان يفتقر إلى مياه الشرب، الصرف الصحي، الغذاء، والخدمات الصحية، ما يجعل الحياة اليومية شبه مستحيلة.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

النازحة أم إبراهيم (70 عامًا) تساءلت: “أين هذه المساحات الشاسعة التي يدعي الاحتلال وجودها؟” مؤكدة أن الخيام الضيقة تهدد حياة الأطفال وتزيد من انتشار الأمراض.

الأوضاع في مخيمات دير البلح والبريج أكثر خطورة، حيث تفشّت الأمراض الجلدية والجهازية، وسط انهيار القطاع الصحي. أم محمود المصري، وهي نازحة حامل، قالت: “كيف سيكون الحال إذا ازدادت أعداد النازحين؟”، في وقت تتزايد فيه مخاطر الحمل والولادة مع غياب الرعاية الطبية.

أزمة المياه: معاناة يومية متصاعدة

المياه في المخيمات باتت أزمة خانقة بحد ذاتها. سها كريم، نازحة من حي الشيخ رضوان، تصف الوضع بالمرير: “الجالونات لا تكفي يوميًا، والمياه شديدة الملوحة لا تنظف حتى الملابس”.

وتضيف بقلق: “ماذا لو ازداد عدد النازحين؟ هل سأقضي ساعات أطول في الطوابير؟”.

الشتاء القادم يزيد الكارثة

مع اقتراب فصل الشتاء، تتزايد هشاشة الخيام المهترئة في ظل غياب المساعدات الشتوية. النازحة سعاد غنيم تساءلت: “هل النازحون قادرون على الصمود وسط المطر والعوز؟”، مشيرة إلى أن الإخلاء القسري لا يوفر أمانًا، بل يضاعف المعاناة.

زيف “المناطق الإنسانية” في خانيونس

أعلن الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا عن إنشاء ما وصفه بـ “منطقة إنسانية” في المواصي بخانيونس. تشمل مستشفيات ميدانية ومحطات تحلية وخطوط مياه. لكن هذا الإعلان سقط سريعًا أمام الواقع، إذ استُهدفت مناطق قريبة قُتل فيها أطفال أثناء محاولتهم تعبئة المياه من منصات وُصفت بـ”الآمنة”.

المشهد الميداني يوضح أن هذه الخطوة ليست سوى دعاية سياسية. فالمناطق المعلنة إما مدمرة أو ملوثة بالركام، ولا تقدم أي حل فعلي للأزمة الإنسانية. تقارير الأمم المتحدة أكدت أن “المناطق الإنسانية” محاصرة بقيود أمنية مشددة، تحصر المدنيين في مساحات ضيقة وغير آمنة.

نزوح إلى المجهول

النازحون في غزة يواجهون طريقًا مسدودًا في كل اتجاه. فلا وجود لمناطق آمنة حقيقية، والمساعدات أشبه بسراب، بينما الإخلاء القسري يُفاقم المأساة ويصنع سرديات زائفة عن أمان لا يتحقق.

إن ما يجري هو نزوح إلى المجهول، يضاعف الجوع والمرض والموت. في ظل إنكار مزمن من قبل الاحتلال لحقوق السكان في الحياة والكرامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى