النفوذ الأميركي يتعمق في إسرائيل وغزة: مقر عسكري لتنفيذ خطة ترامب
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

تشهد الساحة الإسرائيلية – الغزية تكريسًا غير مسبوق للنفوذ الأميركي، مع بدء تفعيل مقر عسكري دولي بإشراف أميركي لتنفيذ المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة، في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لاجتماع أمني – سياسي حاسم هذا الأسبوع هو الأول منذ إقرار صفقة تبادل الأسرى واتفاق وقف إطلاق النار.
ومن المقرر أن يجتمع الكابنيت الإسرائيلي خلال الأيام المقبلة لمناقشة الترتيبات الميدانية والسياسية المرتبطة بخطة ترامب، فيما يصل اليوم نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إلى تل أبيب لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق، لينضم إلى المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر المتواجدين هناك منذ مطلع الأسبوع.
وفي هذا السياق، علّقت صحيفة يديعوت أحرونوت بالقول إن “إسرائيل باتت تُدار من واشنطن”، مضيفة أن القرارات تُتخذ في العاصمة الأميركية وتُنفذ في تل أبيب، معتبرة أن زيارة ويتكوف وكوشنر إلى قاعدة كرياه العسكرية في قلب تل أبيب تُجسد حجم النفوذ الأميركي داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أن وفدًا أمنيًا إسرائيليًا يضم ممثلين عن الشاباك والجيش زار القاهرة الاثنين، لبحث ملف “اليوم التالي في غزة” وإعادة الإعمار، مشيرة إلى أن الموقف الأميركي أصبح المحدد الأساسي للسياسات الإسرائيلية، إذ استجابت تل أبيب مؤخرًا لأوامر من الرئيس ترامب بإعادة المساعدات إلى غزة وإعادة فتح المعابر، باستثناء معبر رفح الذي لا يزال مغلقًا حتى تُحسم قضية جثث الأسرى الإسرائيليين.
وأكدت المصادر الإسرائيلية أن نائب الرئيس الأميركي فانس يُظهر اهتمامًا خاصًا بملفات الشرق الأوسط، بما فيها إيران، مشيرة إلى أن زيارته لإسرائيل “تحمل رسالة واضحة بأن واشنطن تُدير الحدث بكل تفاصيله”.
ومن المتوقع أن يزور فانس المقر الأمني الأميركي في كريات غات، حيث يتمركز نحو 200 جندي أميركي يشرفون على تنفيذ اتفاق غزة ومتابعة التطورات الميدانية عبر شاشات وغرف تحكم مشتركة مع وزارة الدفاع الإسرائيلية في كرياه.
وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، يسعى الأميركيون إلى إبرام التفاهمات النهائية قبل المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتضمن إدخال قوة عسكرية متعددة الجنسيات قوامها آلاف الجنود لضمان نزع سلاح حماس وتأمين قطاع غزة.
وخلال اللقاءات الأخيرة مع الوفد الأميركي، نقلت إسرائيل مطالبها المتعلقة بتسريع جهود البحث عن المختطفين عبر الآلية الدولية، والتزام حماس بإعادتهم، إلى جانب اشتراط بدء الإعمار بعودة القتلى ونزع سلاح المقاومة. كما أعربت عن قلقها من استمرار وجود الأنفاق الاستراتيجية، داعية إلى ضمان هدمها عبر القوة الدولية، فيما وافقت على مشروع أميركي تجريبي لإعادة الإعمار وتدمير الأنفاق في رفح.
المقر الدولي ودوره في غزة
بدأ المقر الدولي لتنفيذ خطة ترامب عمله انطلاقًا من قاعدة الجيش الإسرائيلي في كريات غات، ويقوده الجنرال الأميركي باتريك فرانك ونائبه جنرال بريطاني، فيما يمثل إسرائيل اللواء ياكي دولف، قائد الفيلق الشمالي.
ويشارك في المقر نحو 200 جندي أميركي، إلى جانب خبراء عسكريين من عدة دول، ويُتوقع أن يتولى هذا المقر تنسيق إدخال القوات الأجنبية إلى قطاع غزة، والإشراف على إعادة الإعمار، نزع السلاح، وضمان استقرار الاتفاق في مرحلته الثانية.