بالصور.. ابتكار يخطف الأنظار.. الفستان الأكثر سواداً مصنوع من ريش طيور الجنة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

ابتكر فريق من العلماء بجامعة كورنيل في ولاية نيويورك، في الولايات المتحدة الأمريكية، نسيجا جديدا يُعد الأكثر سواداً على الإطلاق، يعكس أقل من 0.13% من الضوء الساقط عليه، وقد أطلق عليه الباحثون اسم “فائق السواد”.
ويعد هذا الإنجاز ثوريا في عالم المواد، حيث يحمل إمكانيات واسعة في مجالات متعددة تشمل تكنولوجيا الكاميرات، التلسكوبات، الألواح الشمسية، فضلاً عن الأزياء الفاخرة، بعد أن استخدم الفريق النسيج لصنع فستان أسود كلاسيكي مزين بلمسة من اللون الأزرق المتلألئ تكريما للطائر الذي ألهم هذا الابتكار.
وأجرى الفريق دراسة نشرت في مجلة Nature Communications، أوضحت أن النسيج مستوحى من ريش طائر “الريفلبيرد الرائع” أو طائر الجنة المعروف بقدرته الفائقة على امتصاص الضوء.
ويعتمد ريش الطائر على مزيج من الميلانين والهياكل الدقيقة، حيث تعمل الشعيرات الصغيرة والمجوفة على حجز الضوء، ما يجعل الريش يبدو أسود عميقا عند النظر إليه من الأمام ويكتسب لمعانا عند الزوايا المختلفة.
ولتكرار هذه الظاهرة في المختبر، صبغ الباحثون أولا نسيج صوف الميرينو بمادة بوليدوبامين، وهو ميلانين صناعي يتم إنتاجه عن طريق معالجة الدوبامين تحت ظروف قلوية ودمجه مع مركب كاتيكول، بعد ذلك، عُرض النسيج لحجرة بلازما، حيث تم نقش بُنى نانوية دقيقة على السطح تحاكي الشعيرات الصغيرة في ريش الطائر، ما خلق تأثيرا بصريا يمتص الضوء بدلا من عكسه.
ويوضح هانسادي جاياماها، الباحث الرئيسي في الدراسة وطالب دكتوراه في قسم التصميم المتمركز حول الإنسان بجامعة كورنيل، أن “الضوء يرتد ذهابا وإيابا بين البُنى الدقيقة بدلا من الانعكاس إلى الخارج، وهذا ما يخلق تأثير الفائق السواد”. بينما تؤكد لاريسا شيبرد، الأستاذة المساعدة في الجامعة وعالمة مواد، أن “النسيج يحافظ على سواده حتى عند النظر من زوايا واسعة، وهو ما يجعله قابلا للارتداء والمرونة، بخلاف المواد الفائقة السواد الحالية التي غالبا ما تكون هشة ومكلفة أو سامة”.
ويشير الفريق إلى أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقا واسعة في التطبيقات العلمية والتقنية، مثل تحسين أداء الكاميرات والتلسكوبات، وتحويل الطاقة الشمسية، إلى جانب تصميم أزياء مبتكرة تجمع بين الجاذبية البصرية والأداء العملي.
وقد قدم الباحثون طلبا للحصول على براءة اختراع مؤقتة لحماية التقنية، ويأملون في نقل النسيج إلى السوق قريبا.
ويعكس هذا الإنجاز استمرار العلماء في استلهام الطبيعة لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات الهندسية والعلمية، ويعيد تعريف معنى اللون الأسود في المواد والتصميم، من مجرد صبغة إلى تجربة بصرية ووظيفية متكاملة تجمع بين العلم والفن.







