تقاريرثابت

بعد 400 يوماً من حرب الإبادة.. قطاع غزة معاناة مستمرة وكفاح من أجل البقاء

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

إعداد: شيماء مقداد

تعيش غزة واحدة من أعنف وأبشع الحروب والمجازر التي شهدها التاريخ، بلغ خلالها الحصار و الألم والقهر ذروته، وبعد اليوم الـ400 من الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي، لازالت أرقام الشهداء تتزايد، وتتفاقم المعاناة الإنسانية لتقف شاهدة على فصولٍ من العذاب المتواصل الذي يُراد به محو الحياة في القطاع.

عائلات تحت الأنقاض

في ظل استهداف منهجي للعائلات الفلسطينية، أسفرت الحرب الإسرائيلية عن 3,798 مجزرة وارتقاء 53,552 شهيداً ومفقوداً، بينهم 17,385 طفلاً و11,891 امرأة.

ما زال 10,000 شخص في عداد المفقودين، فيما بلغ عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات 43,552 شخصاً.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

لم يسلم الأطفال حديثي الولادة من الموت، فقد وصلت أعداد الأطفال الرضع الذين وُلدوا واستشهدوا خلال الحرب – 209 رضيعاً، فيما تشير الأرقام إلى مقتل 1367 عائلة بأكملها و محوها من السجل المدني الفلسطيني، وكأن الاحتلال يسعى إلى إنهاء الوجود الفلسطيني.

محاولات إخماد الحقيقة

لم تترك آلة القتل الإسرائيلية الصحفيين الفلسطينين؛ حيث استشهد 184 صحفياً أثناء تأديتهم واجبهم المهني في تغطية الأحداث ونقل معاناة شعبهم للعالم.
يأتي استهداف الصحفيين كجزء من استراتيجية لقمع الحقيقة وكتم صوت الشهود العيان الذين يكشفون وحشية الحرب وتفاصيلها الدامية.
يواجه الصحفيون في غزة ظروفاً قاسية للغاية، بين خطر القصف المستمر، ونقص المعدات والموارد اللازمة للعمل، وغياب بيئة آمنة تضمن لهم الحد الأدنى من الحماية.

قلوب صغيرة تتضور جوعاً

في قطاع غزة المعزول عن العالم، بات الأطفال ضحايا للجوع وسوء التغذية، حيث يعيش 35,055 طفلاً دون أحد الوالدين أو كلاهما، ويتعرض 3,500 طفل لخطر الموت بسبب سوء التغذية.
ونتيجة للإغلاق المستمر للمعابر وندرة الموارد والمواد الغذائية في الأسواق، رحل 38 طفلاً بريئاً ضحايا سلبت منهم الحرب حقهم الأساسي في البقاء على قيد الحياة.

تعليم مفقود وعلاج ممنوع

بين قصف المستشفيات واستهداف المدارس، تعاني غزة من انهيار شبه كامل في بنيتها الصحية والتعليمية. قُصفت 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً وأُخرجت عن الخدمة، بينما فقدت الكوادر الطبية 1054 شهيداً خلال أداء عملهم، بما فيهم 85 شهيداً من الدفاع المدني.

وعلى صعيد التعليم، دُمّرت 129 مدرسة وجامعة بشكل كلي و344 جزئياً، مما حرم 785,000 طالب من التعليم. هؤلاء الأطفال يعيشون بلا حلم ولا مستقبل، في ظلال حرب تلاحق حتى أحلامهم الصغيرة.

محاولات طمس الهوية

في حين ترك الفلسطينيون وحدهم يكافحون للحفاظ على ما تبقى من كرامتهم وأملهم، يستمر الاحتلال في محاولته طمس الهوية الفلسطينية عبر استهداف البنى التراثية والمقدسات، حيث دُمر 815 مسجداً و3 كنائس، كما شملت الهجمات 19 مقبرة.

وفي سياق آخر تهاوت المباني السكنية مع كل غارة، حيث تعرض 159,000 وحدة سكنية للدمار الكلي، فيما أصبحت 83,000 وحدة أخرى غير صالحة للسكن، في مشهد يعيد رسم ملامح الخراب و الدمار.

نزوح وفقر مدقع

2 مليون شخص نزحوا من منازلهم هرباً من الموت، يعيش معظمهم في خيام بالية مهترئة بعد 400 يوما من الحرب، 100,000 خيمة لم تعد تصلح لإيواء العائلات، في وقتٍ تتزايد التحديات أمامهم مع لسعات البرد الأولى و اقتراب فصل الشتاء.

ومع انتشار الأمراض المعدية بسبب تكدس النازحين في أماكن ضيقة، يعاني 1,737,524 شخصاً من أمراض تسببها ظروف النزوح، فيما تواجه 60,000 سيدة حامل خطراً على حياتهن بسبب انعدام الرعاية الصحية، كل هذه الأعداد تمثل شهادة على حجم المعاناة التي يعيشها أهل غزة وسط نقص حاد في المقومات الأساسية.

تغطية مستمرة.. تابعونا على قناة شبكة الخامسة للأنباء في تيلجرام

حصار خانق و أوجاع ممتدة

لم تقتصر معاناة أهل غزة على الجوع والقصف فقط، بل باتت تمتد إلى أوجاع المرضى الذين يعانون الأمرين، في ظل الحصار الإسرائيلي الممتد وإغلاق جميع معابر غزة منذ أشهر، يتعرض 12,000 جريح للحرمان من العلاج، بينما ينتظر 12,500 مريض بالسرطان و3,000 مريض بأمراض أخرى فرصة السفر للعلاج في الخارج.

قطاع غزة بجراحه المفتوحة ومآسيه المتواصلة، والتي تقف في وجه الريح يناشد العالم أجمع بأن ينظر بعين الإنسانية إلى معاناته.

كل ماسبق من الأرقام والإحصاءات تحمل وراءها قصصاً من الألمِ والكفاح من أجل البقاء، وحكايات عن أرواح رحلت عن الحياة بأبشع الطرق، وأرواح أخرى مازالت تحلم بالسلام.

400 يوماً من حرب الإبادة
400 يوماً من حرب الإبادة على قطاع غزة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى