تحت غطاء المفاوضات.. الاحتلال يمهد للسيطرة الكاملة على غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

في ظل مؤشرات على تقدم في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، كشفت تقارير إسرائيلية أن جيش الاحتلال يستعد لتوسيع عملياته العسكرية في قطاع غزة، في إطار خطة ترمي إلى استكمال السيطرة على كامل أراضي القطاع، فيما تتركز أنظار القيادة السياسية والعسكرية نحو واشنطن، حيث يُنتظر الحسم النهائي لمسار التحرك.
وذكرت القناة 12 العبرية أن الجيش الإسرائيلي نشر خمس فرق قتالية تُجري مناورات داخل القطاع، في واحدة من أوسع التحركات الميدانية منذ بداية الحرب. وتشمل هذه القوات فرقًا تعمل في مناطق الشمال والجنوب والوسط، وسط تكثيف عمليات القصف والاشتباك مع المقاومة الفلسطينية.
وأوضحت القناة أن لواء ناحال يواصل عملياته في شمال غزة، بينما شنت الفرقة 99 هجمات على مواقع ومبانٍ يُعتقد أن المقاومة تستخدمها في جباليا وبيت لاهيا، فيما تواصل الفرقة 143 نشاطها في محيط رفح، وتعمل الفرقة 36 في خان يونس، إلى جانب الفرقة 162 والفرقة 98 اللتين تنفذان مناورات عسكرية في محيط مدينة غزة والشجاعية.
وتُعد منطقة الشجاعية بؤرة اشتباكات شرسة في الآونة الأخيرة، حيث واجهت القوات الإسرائيلية مقاومة عنيفة، أسفرت عن خسائر في صفوف الجنود، في معارك وصفتها القناة بأنها من “أصعب المعارك” منذ بدء العدوان. وتفيد التقارير أن المقاومة تعتمد حالياً على تكتيكات حرب العصابات، بما يشمل هجمات مفاجئة من الأنفاق واشتباكات متفرقة دون قيادة مركزية واضحة.
ومع دخول الفرقة 98 إلى الشجاعية، ارتفع عدد الفرق الميدانية الإسرائيلية داخل غزة إلى 15 فرقة، وهو ما يشير إلى تعبئة آلاف الجنود ضمن خطة ميدانية تهدف إلى تطويق مدينة غزة، والمخيمات الرئيسية، ومنطقة المواصي التي لجأ إليها مئات آلاف النازحين.
وبحسب القناة العبرية، فإن هذه التحركات تمهّد لما تصفه إسرائيل بـ”استكمال السيطرة على القطاع”، لكنها تبقى مرهونة بالقرارات السياسية القادمة من واشنطن. وأشارت إلى أن الجيش قدّم للحكومة سلسلة خطوات تصعيدية مقترحة، فيما ينتظر قادة المؤسسة الأمنية ما سيسفر عنه التحرك الأميركي، لا سيما الضغوط على قطر وحماس.
وتقول القناة إن القيادة الإسرائيلية ترى في واشنطن مفتاح الحسم، في ظل تصاعد دور الولايات المتحدة وقطر في الضغط على قيادة حماس – وتحديدًا خليل الحية الذي يُنظر إليه كمن يقود التيار المتشدد داخل الحركة في هذه المرحلة.
وتنقل القناة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الساعات والأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد المسار: إما التوجه نحو صفقة تبادل وهدنة مؤقتة، أو تنفيذ عملية عسكرية شاملة قد تكون الأوسع منذ اندلاع الحرب، بهدف فرض واقع جديد في قطاع غزة بالقوة.