ثابت

تحقيق: جيش الاحتلال استخدم مدنيين فلسطينيين دروعًا بشرية في غزة والضفة الغربية

جيش الاحتلال استخدم مدنيين فلسطينيين دروعًا بشرية.. كشف تحقيق استقصائي أجرته وكالة “أسوشيتد برس”، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية خلال عملياته العسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية، في ممارسة اعتبرها مراقبون انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.

واستند التحقيق إلى شهادات أدلى بها جنود إسرائيليون، ومنظمة “كسر الصمت” الحقوقية، إلى جانب روايات عدد من الفلسطينيين الذين تعرضوا للاحتجاز القسري والاستغلال في العمليات العسكرية.

وبحسب الوكالة، أفاد جنود في الجيش الإسرائيلي أن المدنيين الفلسطينيين أُجبروا على دخول المباني والأنفاق، بحثًا عن متفجرات أو مسلحين، في إطار ما أصبح يُعرف داخل الجيش بـ”بروتوكول البعوض“، حيث أُطلق على المدنيين مصطلحات مهينة مثل “الدبابير”.

وأوضح جنديان تحدثا للوكالة، وثالث قدّم إفادته لمنظمة “كسر الصمت”، أن هذه الممارسات جرت بمعرفة وتوجيه قادة عسكريين إسرائيليين، حيث أُعطيت أوامر مباشرة باستخدام المدنيين لتطهير المواقع قبل دخول القوات.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

من جهته، قال ناداف فايمان، المدير التنفيذي لمنظمة “كسر الصمت”، إن هذه الشهادات “ليست حوادث فردية بل دليل على خلل منهجي وانهيار أخلاقي عميق داخل المؤسسة العسكرية”.

جيش الاحتلال استخدم مدنيين فلسطينيين دروعًا بشرية

ووثق التحقيق روايات لسبعة فلسطينيين أجبروا على أداء مهام عسكرية لصالح قوات الاحتلال، بينهم أيمن أبو حمدان، الذي أفاد بأنه احتُجز في شمال غزة خلال أغسطس/آب 2023، وأُجبر على ارتداء زي عسكري مزوّد بكاميرا، والدخول إلى منازل ومواقع مشبوهة لتفتيشها، بينما كان الجنود يراقبونه من الخلف.

وأكد أبو حمدان أنه تعرض للضرب والتهديد بالقتل إذا رفض تنفيذ الأوامر، وقضى 17 يومًا يؤدي هذه المهام تحت الإكراه، وكان يُقيّد ليلاً ويُعاد استخدامه صباحًا.

كما تحدث مسعود أبو سعيد (36 عامًا) من خانيونس، عن استخدامه درعًا بشريًا لمدة أسبوعين في مارس/آذار 2024، مشيرًا إلى أنه ارتدى سترة إسعافات أولية وحُمل بهاتف وأدوات للحفر لتفتيش منازل ومستشفيات ومبانٍ يشتبه الاحتلال في وجود أنفاق أسفلها.

وفي الضفة الغربية، روت هزار إستيتي من مخيم جنين، أن قوات الاحتلال اقتادتها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وأجبرتها على تصوير وتفتيش عدة شقق سكنية، رغم توسلاتها بالعودة إلى طفلها الرضيع. وقالت: “كنت خائفة جداً من أن يقتلوني وألا أرى ابني مجددًا”.

ويأتي هذا التحقيق في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر، بحسب مصادر فلسطينية، عن أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين، وسط دعم أمريكي مستمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى