تفاصيل عملية استعادة جثة الجندي الإسرائيلي أورون شاؤول بعد 10 سنوات من أسره

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم السبت، تفاصيل استعادة إسرائيل لجثة الجندي أورون شاؤول، الذي أعلنت حركة حماس أسره خلال حرب 2014.
ووفقًا للتقرير، فقد نُفذت العملية قبل ساعات قليلة من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، بعد أن حصل جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي على معلومات استخباراتية دقيقة حول موقع الجثة، مما وضعهما أمام معضلة معقدة، إذ كان أي خطأ قد يهدد نجاح المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار ويعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
تفاصيل العملية
اتُخذ قرار مشترك بين جهاز الشاباك والقيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي لتنفيذ العملية على مرحلتين. في البداية، تم إنشاء خلية ميدانية سرية داخل قطاع غزة بمشاركة وحدات خاصة من كتيبة غولاني 51، ولواء المدرعات 188، وعناصر من الفرقة 162، لضمان تغطية العملية وتجنب كشف هدفها الحقيقي.
واستمرت المرحلة الأولى لأكثر من 24 ساعة، قبل أن تبدأ المرحلة الثانية في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد، أي قبل ساعات قليلة من سريان وقف إطلاق النار. وتكوّنت قوة الإنقاذ من عناصر الشاباك ووحدات خاصة من الجيش الإسرائيلي، حيث تمكنت من تنفيذ العملية بدقة، مستغلة معلومات استخباراتية دقيقة.
وبحسب الموقع، فإن الجثة لم تكن مدفونة تحت الأرض، كما كان يُعتقد، بل كانت محفوظة فوق سطح الأرض في منطقة مأهولة بالسكان الفلسطينيين، مما صعّب العملية وأجبر القوات على التخطيط بحذر شديد.
مواجهة غير متوقعة
قبل وصول القوات إلى الموقع المستهدف، رصدت إحدى الدبابات المكلفة بتأمين العملية رجلاً مسلحًا في المنطقة، مما أدى إلى تعقب ثلاثة مسلحين آخرين قرب المكان الذي يُعتقد أن الجثة كانت محتجزة فيه. في تلك اللحظة، ظهرت معضلة جديدة: إما مهاجمة المسلحين بقوة أكبر، ما قد يلفت الانتباه إلى العملية، أو تجاهلهم مع احتمال تعريض القوات للخطر. وبعد تردد، استدعت القوة دعمًا جويًا لقصف المسلحين الأربعة، مما أثار مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى إحباط العملية، لكن التنفيذ استمر بنجاح.
ضباط العملية يتحدثون
صرّح أحد الضباط الذين أشرفوا على المهمة أن العملية جرت داخل مبنى في منطقة مكتظة بالسكان دون أن تدرك حماس ما كان يحدث، مشيرًا إلى أن المعلومات الاستخباراتية الدقيقة كانت مفتاح نجاحها.
من جانبه، أوضح أحد ضباط الشاباك الذين شاركوا في العملية أن حجم النشاط الاستخباراتي الذي سبق العملية كان هائلًا، إذ تم تحليل كمّ هائل من المعلومات لبناء صورة متكاملة عن موقع الجثة، وهو ما مكّن من وضع خطة مُحكمة أدت إلى استعادة جثة شاؤول بعد أكثر من عشر سنوات من احتجازه.