ثابتطوفان الأقصى

تقارير إسرائيلية: محاولة لاغتيال محمد الضيف

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم بأن القوات الإسرائيلية استهدفت محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، بغارة جوية في منطقة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وأضافت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن “محاولة الاغتيال لمحمد الضيف جرت أثناء وجوده في مبنى إلى جانب خيام النازحين” في منطقة المواصي بخان يونس، حيث أدت الضربة الإسرائيلية إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن محمد الضيف أصيب بالقصف، وفق تقديرات الجيش الإسرائيلي.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية أن “محاولة اغتيال الضيف جاءت بينما كان فوق الأرض ولم يكن هناك مختطفون إسرائيليون بالمكان”.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن رافع سلامة، قائد لواء خان يونس التابع لحركة “حماس”، كان أيضا هدفا للغارة.

ولم يؤكد مسؤول كبير في “حماس” ما إذا كان الضيف موجودا في موقع الهجوم.

ونقلت وكالة “رويترز” عن القيادي في الحركة سامي أبو زهري قوله إن “الادعاءات الإسرائيلية محض هراء وتهدف إلى تبرير المجزرة المروعة. كل الشهداء من المدنيين وما حدث هو تصعيد خطير لحرب الإبادة الجماعية بدعم أمريكي وصمت عالمي”.

محاولة لاغتيال محمد الضيف

أشارت تقارير إسرائيلية نقلا عن مصادر أمنية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم السبت، إلى أن المستهدف في الغارات الجوية على منطقة خيام النازحين في مواصي خانيونس، كان رئيس هيئة أركان كتائب عز الدين القسام، محمد الضيف.

وذكرت التقارير أنه إلى جانب الضيف كان أيضًا قائد كتائب القسام في خانيونس، رافع سلامة.

فيما لم تصدر أي جهة فلسطينية رسمية تأكيدا أو نفيا لما تورده التقارير الإسرائيلية، خصوصا وأن محاولات اغتيال الضيف منذ ثلاثة عقود باءت بالفشل.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن “محاولة الاغتيال لمحمد الضيف جرت أثناء وجوده في مبنى إلى جانب خيام النازحين”، فيما أستُشهد وأُصيب العشرات في المجزرة المرتكبة.

قائد كتائب القسام محمد الضيف..

محمد الضيف، فنان مسرحي وسياسي فلسطيني، ساهم بتأسيس أول فرقة فنية إسلامية في فلسطين تسمى “العائدون”، قبل أن يصبح أحد أهم المطلوبين للتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ثم عين قائدا عاما للجناح العسكري في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

شخصية الضيف محاطة بالغموض، وارتبط اسمه دائما بالحذر والحيطة وسرعة البديهة، ولا يظهر إلا لماما، ولم يظهر منذ محاولة اغتيال فاشلة -من بين محاولات كثيرة- أواخر سبتمبر/أيلول 2002 إلا في تصريحات ترتبط بعمليات عسكرية للمقاومة، آخرها عملية “طوفان الأقصى” فجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

المولد والنشأة

ولد محمد دياب إبراهيم المصري -وشهرته محمد الضيف- عام 1965 في أسرة فلسطينية لاجئة أجبرت على مغادرة بلدتها “القبيبة” داخل فلسطين المحتلة عام 1948.

واستقرت هذه الأسرة الفقيرة بداية الأمر في أحد مخيمات اللاجئين، قبل أن تقيم في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة.

فقر أسرته المدقع أجبره مبكرا على العمل في مهن عدة، ليساعد والده الذي كان يعمل في محل للغزل، وبعد أن كبر أنشأ مزرعة صغيرة لتربية الدجاج، ثم حصل على رخصة القيادة لتحسين دخله.

الدراسة والتكوين

درس العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وخلال هذه الفترة برز طالبا نشيطا في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي وفي مجال المسرح.

التوجه الفكري

تشبع الضيف خلال فترة دراسته الجامعية بالفكر الإسلامي، فانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية، ثم التحق بحركة حماس وعُدّ من أبرز رجالها الميدانيين.
التجربة السياسية

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية محمد الضيف عام 1989، وقضى 16 شهرا في سجونها، وبقي موقوفا دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.

وتزامن خروجه من السجن مع بداية ظهور كتائب الشهيد عز الدين القسام بشكل بارز على ساحة المقاومة الفلسطينية، وذلك بعد تنفيذها عمليات عدة ضد أهداف إسرائيلية.

انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة القسام في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن، حيث أشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك، وبرز بصفته قائدا للكتائب القسامية بعد اغتيال عماد عقل عام 1993.

أشرف محمد الضيف على عمليات عدة، من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، وبعد اغتيال يحيى عياش (أحد أهم رموز المقاومة) يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 خطط لسلسلة عمليات فدائية انتقاما له نتج عنها وقوع أكثر من خمسين قتيلا إسرائيليا.

وأثناء سجنه كان الضيف قد اتفق مع زكريا الشوربجي وصلاح شحادة على تأسيس حركة منفصلة عن حماس بهدف أسر جنود الاحتلال، فكانت كتائب القسام.

وكان للضيف دور بارز في تطوير أسلحة حماس وتطويرها، مما جعله من الشخصيات الرئيسية في قوائم المطلوبين للاحتلال.

اعتقلته السلطة الفلسطينية في مايو/أيار 2000، لكنه تمكن من الفرار مع بداية انتفاضة الأقصى التي عُدّت محطة نوعية في تطور أداء الجناح العسكري لحماس، كما كشفت هذه المرحلة عن قدرة كبيرة لدى الضيف في التخطيط والتنفيذ أقضّت مضاجع الاحتلال بعمليات نوعية أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وبعد اغتيال صلاح شحادة وخلافة الضيف له أعد خطة تضمنت تدريب مقاتلين غير استشهاديين، وخطط لنقل المعركة لتكون داخل إسرائيل، ووضعته واشنطن عام 2015 على لوائح الإرهاب.

محاولات الاغتيال

أهمية الرجل العسكرية جعلته مطلوبا على درجة كبيرة من الأهمية لإسرائيل التي ما فتئت أجهزة مخابراتها تعمل ليلا ونهارا في تعقبه وتتصيد الفرصة للإيقاع به.

وتتهمه إسرائيل -التي سمته “رأس الأفعى” و”ابن الموت”- بالوقوف وراء عدد من العمليات العسكرية الكبرى ضد أهداف إسرائيلية، وحاولت اغتياله في مناسبات عدة، آخرها كان في صيف عام 2014 أثناء العدوان على غزة.

ونفذت إسرائيل حينها ضربات صاروخية متتالية على منزل في حي الشيخ رضوان بغزة فقد محمد الضيف على إثرها زوجته وابنه الرضيع.

وأمام التعقب الإسرائيلي أصبح الضيف يتعامل بحيطة ويقظة، فلا يستعمل أجهزة الهاتف المحمول ولا الأجهزة التكنولوجية الحديثة، ويحذر في كل تحركاته تماما كحذره في اختيار دائرته القريبة منه القليلة العديد.

ورغم نجاحه في البقاء حيا خلال السنوات الماضية فإن الضيف -المكنى بأبي خالد- كان قريبا من الموت في خمس محاولات اغتيال تعرض لها في الأعوام 2001 و2002 و2003 و2006، وآخرها محاولة في 2014.

وأشهر تلك المحاولات كانت أواخر سبتمبر/أيلول 2002، إذ اعترفت إسرائيل بأنه نجا بأعجوبة عندما قصفت مروحياتها سيارات في حي الشيخ رضوان بغزة، لتتراجع عن تأكيدات سابقة بأن الضيف قتل في الهجوم المذكور.

ورغم أنه أصيب إصابة مباشرة جعلته مشلولا يجلس على كرسي متحرك وفق تقارير إعلامية فإن إسرائيل لم يهدأ لها بال، وما زالت حتى الآن تعتبره أحد أهم المطلوبين لديها.

حاولت المخابرات الإسرائيلية تصفية الضيف مجددا، وبررت فشلها بأنه “هدف يتمتع بقدرة بقاء غير عادية” ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار.

ولا يظهر الضيف أبدا على شاشات الإعلام، وكل ما يعرف عنه هو تصريحاته المكتوبة أو المسجلة، مما يجعل نجاح المخابرات الإسرائيلية في تصفيته أمرا صعبا.

مذكرة اعتقال

يوم 20 مايو/أيار 2024 أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان تقديمه طلبا للمحكمة لاستصدار أمر اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت ومن جهة أخرى يحيى السنوار ومحمد الضيف وإسماعيل هنية بتهم ارتكابهم جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية عقب أحداث أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال خان إن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد أن كلا من زعيم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة يحيى السنوار ومحمد دياب إبراهيم المصري المعروف بمحمد الضيف القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، مسؤولون عن ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في إسرائيل، حسب تعبيره.

وتعليقا على هذا القرا، قال سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس لرويترز إن قرار الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق 3 من قادة الحركة الفلسطينية “مساواة بين الضحية والجلاد”.

وأضاف أن قرار المحكمة يشجع إسرائيل على الاستمرار في “حرب الإبادة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى