تقارير: الأيام المقبلة حاسمة لاتفاق تهدئة وتبادل أسرى في غزة

الأيام المقبلة حاسمة لاتفاق تهدئة.. تشير تقارير إسرائيلية ودولية إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في مسار التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة. وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية “كان 11” أن هناك مؤشرات على اقتراب التوصل إلى اتفاق، “قد يُوقّع غدًا” في حال أبدت إسرائيل مرونة حيال مسألة إنهاء الحرب، واصفة ما يجري بأنه “تطور ملموس”، لكنه “لم يصل بعد إلى مستوى الاختراق”.
يأتي ذلك بعد إعلان المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أنه يعمل على إعداد مقترح محدث سيُقدَّم للأطراف لاحقًا اليوم، بعد مراجعته واعتماده من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأفادت حماس سابقًا بأنها توصلت إلى تفاهم مع ويتكوف حول “إطار عام” لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وبحسب موقع “واينت” التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن الإدارة الأميركية تمارس ضغوطًا مكثفة على تل أبيب، وتسعى لتمرير الاتفاق ولو تطلب الأمر استخدام “صياغات مبهمة” ترضي الطرفين. ويتوقع أن يسلم ويتكوف الليلة نسخة من الوثيقة المعدّلة للمسؤولين الإسرائيليين.
انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية
في المقابل، هاجم وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، المساعي الرامية للتوصل إلى “صفقة جزئية”، معتبرًا أنها تمثل “منح حماس شريان حياة”، في ظل ما وصفه بفقدان الحركة سيطرتها على السكان، نتيجة تشديد الحصار وتغيير آلية توزيع المساعدات، بالتزامن مع استمرار الضغط العسكري.
وقال سموتريتش: “علينا إحكام الخناق على حماس ودفعها نحو صفقة استسلام كاملة تشمل إطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة. القبول بصفقة جزئية الآن خطأ جسيم. لن أسمح بحدوث ذلك. نقطة”.
تصريحات الوزير أثارت غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين، الذين ردوا في بيان لاذع: “اخجل من نفسك. كفى تشديدًا للحبل على رقاب الأسرى. التاريخ لن يرحم. أوقفوا الأكاذيب وحققوا ما يريده الشعب: إعادة 58 أسيرًا وأسيرة ووقف الحرب”.
أما وزير الخارجية غدعون ساعر، فأوضح أن إسرائيل وافقت على المقترح الأميركي قبل 11 يومًا، لكن حماس هي من رفضته حتى اللحظة. وأضاف: “إذا وُجد احتمال واقعي للإفراج عن الأسرى، فيجب تحقيقه بما يتوافق مع المصلحة القومية”.
إشارات أميركية لاقتراب الاتفاق
في موقف لافت من البيت الأبيض، قال ويتكوف، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس ترامب مساء الأربعاء، إن الولايات المتحدة على وشك إرسال مسوّدة جديدة للاتفاق، مشيرًا إلى أن “الفرصة سانحة للتوصل إلى حل طويل الأمد ووقف مؤقت لإطلاق النار يؤدي إلى تسوية سلمية دائمة”.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن المسودة تتضمن إطلاق سراح عشرة أسرى أحياء، وتسليم جثامين نحو نصف القتلى الإسرائيليين، إضافة إلى تفاهمات مبدئية على معظم بنود الصفقة. إلا أن العقبة الأساسية تظل مطلب حماس بالحصول على ضمانات أميركية بإنهاء الحرب، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن.
وأفادت تقارير دبلوماسية بأن ويتكوف يسعى إلى إدراج صيغة مرنة بخصوص “إنهاء الحرب”، توحي لحماس بأن الحرب لن تُستأنف فورًا، دون أن تلتزم إسرائيل صراحة بوقف دائم للأعمال القتالية، وهي صيغة تصفها تل أبيب بأنها “غير مقبولة”.
مفاوضات خلف الكواليس
تتواصل المفاوضات في كواليس دبلوماسية بين قطر والولايات المتحدة، بعيدًا عن القنوات الإسرائيلية الرسمية. ووفق “واينت”، أبلغت حماس الأميركيين موافقتها “المبدئية” على المقترح الجديد، في وقت لا تزال فيه إسرائيل غير مطّلعة بالكامل على تفاصيل هذه الموافقة.
ونقل الموقع عن مصدر أميركي قوله إن الرئيس ترامب “فقد صبره” تجاه المماطلة الإسرائيلية في حسم مسار الحرب، وهو “يريد إنهاءها بأي وسيلة ممكنة”.
الأيام المقبلة حاسمة لاتفاق تهدئة
وتأتي هذه التطورات عشية عودة الوفد الإسرائيلي من واشنطن، مساء الأربعاء، بعد جولة مشاورات شملت ملفي النووي الإيراني وصفقة الأسرى. وضم الوفد كلاً من وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ورئيس جهاز الموساد دافيد برنياع، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي.