تقارير عبرية: مرونة في موقف حماس تضع صفقة جزئية على الطاولة وسط خلافات داخل الحكومة الإسرائيلية

كشفت وسائل إعلام عبرية، بينها القناة 12 و”يديعوت أحرونوت”، أن حركة حماس أبدت خلال جولة محادثاتها الأخيرة في القاهرة مرونة غير مسبوقة، ما أعاد خيار “الصفقة الجزئية” إلى طاولة المفاوضات.

وبحسب القناة 12، قدّم مسؤولون كبار وثيقة سرية إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، جاء فيها أن الحركة غيّرت موقفها وأبدت استعدادًا للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى الإفراج عن عدد من الأسرى ووقف لإطلاق النار، بل وطرحت لأول مرة مسألة نزع السلاح الجزئي. وأشارت القناة إلى أن الوثيقة أُعدت بمشاركة خبراء بارزين وأن تجاهلها سيكون صعبًا على نتنياهو، خصوصًا في ضوء الجهود التي يقودها الوسطاء.

أما صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فأكدت أن الوسطاء المصريين والقطريين أبلغوا إسرائيل باستعداد حماس للدخول في مفاوضات على صفقة جزئية، وأنهم عرضوا استئناف المحادثات من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين. ووفقًا للصحيفة، يرى بعض المسؤولين في إسرائيل أن مرونة حماس تأتي في محاولة لوقف عملية احتلال غزة، بينما يدعو المفاوضون إلى عدم تفويت فرصة إطلاق سراح أسرى أحياء عبر هذه الصفقة.

وتتداول الأوساط الدبلوماسية خطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، التي تنص على الإفراج عن عشرة أسرى أحياء و18 جثة مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وهو ما يشكل أساس المقترح الجاري بحثه.

في المقابل، يتمسك نتنياهو بموقفه المعلن برفض أي اتفاق جزئي والاكتفاء بصفقة شاملة تضمن إطلاق جميع الرهائن وإنهاء الحرب وفق الشروط الإسرائيلية. وقد حذّر وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر من “التنازلات الجزئية”، مؤكدًا معادلة “كل شيء أو لا شيء”. في حين يرى رؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية أن هذه فرصة ثمينة يجب استغلالها، إذ يمكن أن تؤدي إلى إطلاق سراح 28 رهينة، أحياءً وأمواتًا.

ووفق التقديرات الإسرائيلية، فإن تمرير صفقة جزئية قد يثير أزمة سياسية داخل الائتلاف الحاكم، مع تهديد وزيري اليمين المتطرف إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بالاستقالة، بينما قد يدعمها وزراء في حزب الليكود باعتبارها إنجازًا ملموسًا.

وتشير المصادر إلى أن الوسطاء يسعون إلى تسريع الرد من جانب حماس، وربما يصل خلال الأسبوع المقبل، فيما يبقى السيناريو الأكثر ترجيحًا هو اتفاق يُبنى على مراحل، بين خيار صفقة جزئية عاجلة واتفاق شامل يُبحث على المدى الأبعد.