تقديرات إسرائيلية: احتلال مدينة غزة سيستغرق عامًا ويودي بحياة 100 جندي
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

عبّر رئيس الموساد، دافيد برنياع، خلال جلسة الكابينيت الأمني والسياسي التي عُقدت مساء الأحد، وشهدت توترات حادة، عن دعمه لصفقة جزئية للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وسط تقديرات بأن احتلال مدينة غزة سيؤدي إلى مقتل 100 جندي.
ونقلت القناة 13، مساء الإثنين، عن برنياع قوله لوزراء الكابينيت في حكومة نتنياهو، خلال الجلسة: “الآن هو الوقت المناسب للذهاب نحو صفقة جزئية، لا يجوز أن نفقد الزخم”، في موقف منسجم مع ما عبّر عنه كل من الجيش والشاباك.
وبحسب القناة، فإن جميع قادة الأجهزة الأمنية، ومن بينهم رئيس الأركان، إيال زامير، والقائم بأعمال رئيس الشاباك، أيّدوا هذا التوجه داخل الاجتماع. وقد قال زامير للوزراء: “تفكّروا جيدًا بالقرارات، هناك صفقة مطروحة على الطاولة”.
لكن رئيس الحكومة رفض هذا المسار بشكل قاطع، مشددا على أنه “لا توجد صفقة جزئية على الطاولة، لدي دعم من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بهذا الشأن”.
وخلال النقاش، الذي وُصف بالعاصف وارتفعت فيه النبرات، وجّه زامير انتقادات مباشرة للوزراء قائلاً: “أنتم كابينيت 7 أكتوبر. الآن تذكرتم أنكم تريدون حسم حماس؟ أين كنتم في السابع والثامن والتاسع من أكتوبر 2023؟”.
وأضاف: “عندما توليت منصبي لم تكن غزة قد هُزمت، اليوم 70% من غزة قد حسمت”.
ووفق التقديرات التي عرضتها الأجهزة الأمنية أمام الكابينيت، فإن “احتلال وتطهير مدينة غزة سيستغرق نحو عام كامل، ويكلف حياة 100 جندي”، فيما حذر الجيش من أن هذه الخطوة “ستعرّض حياة الأسرى للخطر ولن تؤدي إلى هزيمة حماس نهائيًا، ما يتطلب احتلالًا كاملًا للقطاع وفرض حكم عسكري”.
وأشارت القناة 13 أيضًا إلى هجوم شنه الوزراء على زامير؛ من جهتها، ذكرت هيئة البث العام (كان 11) أن زامير أصر على قوله للوزراء: “سأعرض التداعيات وأنتم تقررون، لكنني سأواصل عرض المعاني المترتبة على كل قرار”.
وبحسب “كان 11″، قال رئيس الموساد خلال الجلسة إنه “يدعم صفقة جزئية”، مضيفًا: “يمكننا أن نعود (للقتال) بعد 60 يومًا”. لكن نتنياهو رد قائلًا: “لن نتمكن من العودة، ليس لدينا رصيد غير محدود”.
من جانبه، قال وزير القضاء ياريف ليفين: “ربما نمرّر صفقة جزئية، وخلال هذه الفترة نفرض السيادة (ضم الضفة)”. عندها اعترض وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، متسائلًا: “ما العلاقة بين الأمرين؟”، ليرد ليفين: “بالنسبة للعالم، لا يمكنك أن تفعل كل شيء في وقت واحد”.
وأعربت مصادر أمنية عن استغرابها من الانتقادات التي وُجهت داخل الجلسة، متسائلة: “كيف يمكن وصف رئيس الأركان بالمتردد وهو يقود عمليات على سبع جبهات؟”. فيما اكتفى الناطق بلسان الجيش بالقول إنه “لا يعلّق على ما يُقال في جلسات مغلقة”.
فيما نقلت قناة i24NEWS أن رئيس الحكومة قال لرؤساء الأجهزة الأمنية: “أسمع مواقفكم، لكن في النهاية أنا من يقرر وعليكم أن تلتزموا بالقرار”. ورد زامير بالقول: “ما سيقرره الكابينيت سينفذه الجيش بكفاءة عالية”.
وبحسب القناة نفسها، خرج وزراء الكابينيت بانطباع أن رئيس الحكومة “لن يذهب في هذه المرحلة نحو صفقة جزئية”، فيما قال بعضهم إن “رئيس الحكومة شرح أفضل من أي أحد آخر لماذا لا يجب الذهاب نحو صفقة من هذا النوع”.
هذا وأكدت التقارير أن جلسة الكابينيت استمرت لساعات طويلة، تخللتها مواجهات كلامية مباشرة بين الوزراء والقيادة العسكرية، قبل أن يُتخذ قرار بالمضي نحو خطة لاحتلال مدينة غزة بدلًا من إقرار صفقة جزئية.
ومن المقرر عقد نقاش موسع في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمتابعة الخطة العسكرية لاحتلال مدينة غزة وتصعيد الحرب على القطاع. في حين يلتحق، يوم الثلاثاء، نحو 60 ألف جندي احتياط بالخدمة العسكرية، بعد تسلّمهم أوامر الاستدعاء.
وفي سياق متصل، ذكرت “كان 11” أن نتنياهو يدرس تقصير مدة الحرب على قطاع غزة، في ظل مخاوف من فقدان الدعم الأميركي. ونقلت القناة عن مقربين من نتنياهو أنه “يفكر في تقصير الجداول الزمنية للقتال أكثر مما خُطط له، خشية أن تخسر إسرائيل دعم الجمهوريين للحرب”.
وخلال الأيام الأخيرة، قال نتنياهو لوزراء الكابينيت إنه رغم أن إسرائيل تحظى بدعم الرئيس ترامب، إلا أن “هذا الدعم ليس بلا حدود”. وجاء ذلك ردًا على بعض الوزراء الذين اعتبروا أن لدى إسرائيل “رصيدًا غير منتهٍ من ترامب لمواصلة الحرب”.