تقدير موقف: إفطار القطاع و تجويع شعبنا.. هل بات هدفاً دولياً؟
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كتب معتز خليل – مدير مركز رصد للدراسات الاستراتيجية في لندن
مسار الأحداث والتطورات السياسية الحاصلة في غزة يشير إلى وجود محاولات جدية لكي يستوعب أبناء الشعب الفلسطيني بالقطاع حقيقة رئيسية ، وهي أن كل تصعيد أمني بين حركة المقاومة والاحتلال سيؤدي إلى إغلاق المعابر الحدودية وتقليص تصاريح العمل للفلسطينيين ، ما يضر بالاقتصاد الفلسطيني ووضع المواطن بالنهاية، الأمر الذي لا يجعل تدارك تداعيات ما يجري يقتصر فقط عند أبناء الشعب ، ولكن أيضا يتطلب بل ويفرض تدخلا عربيا وإقليميا.
وهذا بالطبع أمر مرفروض ومعيب ومن الجائر القيام به ومعاقبة شعب بأكمله بسبب وجهات نظر أمنية من قبل الاحتلال .
ما الذي يجري؟
منذ التصعيد الأخير والمتواصل بين قوات الاحتلال وأبناء الشعب الفلسطيني ، بات واضحا إن هناك رسالة واضحة ترغب القوى الغربية بما فيها إسرائيل أن تلقنها لأبناء شعبنا الفلسطيني في غزة تحديدا ، وهي ضرورة التوقف عن المقاومة وحث عناصر المقاومة الفلسطينية وتحديدا أبناء حركة الجهاد الإسلامي الباسلة على التوقف عن تقديم زي دعم لحث أبناء شعبنا على القيام بالعمليات في الضفة الغربية.
وبات واضحا من مسار ما يجري وجود بعض من النقاط الهامة وهي:
1- أن الكثير من عناصر المقاومة من أبناء شعبنا البسطاء الرافضين للاحتلال وسياساته يبادرون بالقيام بالعمليات من أجل وقف الاحتلال والتصدي له.
2- تلعب الكثير من الفصائل وعلى رأسها الجهاد الإسلامي دورا بارزا في هذا المجال.
3- تعترف الكثير من الأقلام في دولة الاحتلال بخطورة تأثير هذا الدور وتأثيره على الداخل الإسرائيلي ، في ظل الكفاءة والمهارة الفكرية والإيمان العقائدي للجهاد.
تقدير استراتيجي
ومع تواصل الأزمات ضد غزة بات السؤال المطروح الآن…ما هو الحل لتدارك هذه الأزمة وإنقاذ شعبنا المحاصر في القطاع والضفة والذي لا يستطيع الحياة بصورة طبيعية؟
لقد أصبح مطلوبا من الدول العربية جميعا النظر وبعين الاعتبار للأزمة المادية التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني ، وهو ما يفرض عليها تقديم مساعدات عاجله لهذا الشعب .
وأتمنى من الدول الشقيقة في القمة العربية المقبلة تقديم المساعدات لاستيعاب أبناء القطاع والضفة تحديدا في المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر ، وهي المشاريع التي يمكن أن تحقق:
1- استيعاب الكثير من أبناء القطاع في المشاريع الاقتصادية البسيطة.
2- تحقيق مكاسب اقتصادية للشاب الفلسطيني وللاقتصاد الذي يعاني الأمرين.
3- تحقيق فوائد استراتيجية للوطن مع المكاسب التي يمكن أن تحققها هذه المشاريع على مختلف الأصعدة.
أعلم تماما أن الكثير من العرب يعانون الأمرين ، وهناك قضايا ساخنة يمكن أن تناقش في القمة العربية المقبلة ، مثل استيعاب الشقيقة سوريا أو مساندة تونس في أزمتها ودعم التعاون الخليجي المشترك ، ولكن يجب ألا يعلو زي صوت فوق صوت القضية الفلسطينية العادلة ، التي تواجه حربا عالمية ضد شعبها المحاصر بين تراب وطنه.





