التقارير والبرامج المصورةالرئيسيةتقارير

تقرير خاص..
«حروب ضد غزة» حفظت الأجيال أسماءها وتفاصيلها

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

حروب ضد غزة

تقرير خاص | محمد كمال وشاح
اعتاد قطاع غزة عنوة عدوان همجي “إسرائيلي” بين عام وآخر ،بذرائع واهية وضربات ماكرة يبدأ عدوانه ويقتل ويدمر ويشرد ،ثم يوافق على تهدئة خبيثة مجدداً ،ولعل أصغر شاب يقطن غزة يستطيع أن يسرد لك وقائع ثلاثة حروب على الأقل من أصل خمسة ،ناهيك عن سلسلة التصعيدات العسكرية التي عايشوها ضد غزة.


لقد شهد قطاع غزة عليه حروباً عدة ،وصولًا إلى العدوان الغاشم في مايو 2023، والذي بدأ فيه باغتيال قادة سرايا القدس “جهاد الغنام ،خليل البهتيني ، و طارق عز الدين” واستهدافهم بشكل غادر وهمجي وهم في بيوتهم مع زوجاتهم وأبناءهم وقد استمرت المعركة خمسة أيام راح ضحيتها 33 شهيداً وعشرات الجرحى ..
وهنا نستعرض لكم حروب ضد غزة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع. 

«معركة الفرقان» 2008 -2009

في سبتمبر عام 2008 شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حرباً على قطاع غزة، وسمتها «الرصاص المصبوب»، وردت عليها فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وأطلقت عليها إسم «معركة الفرقان».

وكان هدف الذي وضعته قيادة الكيان الإسرائيلي في هذه الحرب هو «إسقاط حكم حماس في غزة»، والعثور على الأسير لدى المقاومة “جلعاد شاليط” والقضاء على المقاومة ومنعها من قصف مدن الغلاف.

وردت المقاومة بقصف مستوطنات غلاف غزة بعشرات الصواريخ، وأسفرت الحرب عن استشهاد أكثر من 1430 مواطناً، منهم أكثر من 400 طفل و240 امرأة و134 شرطياً، إضافة لتدمير أكثر من 10 آلاف منزلاً فلسطينياً.

بدوره، اعترف الكيان بمقتل 13 إسرائيلياً بينهم 10 جنود ومئات الجرحى، واستمر العدوان لمدة 23 يوماً، وتوقف في 18 يناير/كانون الثاني 2009، واستخدم فيها أسلحة محرمة دولياً مثل الفسفور الأبيض واليورانيوم.

معركة «حجارة التسجيل» 2012

وفي عام 2012، شنت إسرائيل عدواناً عسكرياً جديد استمر لمدة 8 أيام، وأطلقت عليه المقاومة الفلسطينية إسم «حجارة السجيل»، وسمتها حكومة الاحتلال «عامود السحاب»، أسفر العدوان عن استشهاد أكثر من 180 مواطناً، بينهم 42 طفلاً و11امرأة، كما تضررت العديد من المنشآت الحيوية والبنى التحتية.

كان هدف العدوان هو تدمير المواقع التي تخزن فيها حركات المقاومة صواريخها، وبدأ العدوان باغتيال الشهيد أحمد الجعبري، قائد كتائب عز الدين القسام.

ردت فصائل المقاومة بأكثر من 1500 صاروخ، بعضها تجاوز مداه 80 كيلومترا، وضربت “سرايا القدس” لأول مرة تل أبيب والقدس المحتلة.

بدوره، اعترف الكيان بمقتل 20 إسرائيليًا وأصيب 625 آخرون، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية رسمية.


معركة «العصف المأكول» 2014 الأشرس والأطول

وفي السابع من يوليو عام 2014، شنت إسرائيل حرباً شرسة جديدة واسعة النطاق، أطلق عليها الكيان إسم «الجرف الصامد»، وسمتها المقاومة الفلسطينية «العصف المأكول»، واستمرت لمدة 51 يوماً.

وأطلقت المقاومة في هذه الحرب أكثر من 8 آلاف صاروخ، استهدفت ببعضها لأول مرة مدن حيفا وتل أبيب والقدس المُحتلة وجميع مدن الغلاف.

وأسفرت عن استشهاد أكثر من 2322 مواطناً فلسطينياً، و11 ألف جريح، وارتكبت أيضاً مجازر بحق 144 عائلة، كما تضررت العديد من المنشآت الحيوية والبنى التحتية.

كما أعلنت كتائب القسام في 20 يوليو/تموز 2014 أسرها الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال التوغل البرّي لجيش الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

بدوره، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن مقتل 68 جندياً إسرائيليا، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وأصيب 2522 إسرائيلياً بجروح، بينهم 740 عسكرياً.

معركة «صيحة الفجر» 2019

وفي صباح يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019، استيقظ سكان قطاع غزة على خبر مُفجع ومصابٌ جلل، حيث أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على إغتيال قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، الشهيد القائد بهاء أبو العطا وزوجته.

بدورها، ردت سرايا القدس على جريمة الإغتيال الجبانة في عملية استمرت بضعة أيام أطلقت عليها “معركة صيحة الفجر”، أطلقت خلالها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات إسرائيلية.

واستمرت العدوان عدة أيام، أسفرت عن استشهاد أكثر من 34 فلسطينياً، وجرح أكثر من 100 آخرين، كما تضررت العديد من المنشآت الحيوية والبنى التحتية.

معركة «سيف القدس» 2021

انطلقت شرارة معركة «سيف القدس»، والتي أطلق عليها مؤخراً جيش الاحتلال «حارس الأسوار»، بعد قيام المستوطنين بالإستيلاء على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح، وأيضاً بسبب اقتحام قوات القمع الصهيونية للمسجد الأقصى المُبارك وقمع المُصلين والتنكيل بهم.

حيث بدأت المقاومة بمباغتة العدو بإستهداف جيب عسكري إسرائيلي على حدود قطاع غزة، وقصفت أيضاً مدينة القدس المُحتلة في وقت متزامن وأدخلت الرعب في قلوب المستوطنين المُحتلين.

وأطلقت المقاومة في غزة أكثر من 4 آلاف صاروخ فلسطيني الصنع على مُدن الكيان الإسرائيلي، ولأول مرة تجاوز بعضها 260 كيلو متر، وأعلن الإحتلال مقتل 13 إسرائيلياً وإصابة 303 مستوطناً.

وبدورها، أعلنت وزارة الصحة بغزة، إرتقاء 250 شهيداً، وإصابة نحو 5 آلاف جريح فلسطيني، وتم وقف إطلاق النار بضغوط دولية مكثفة وبوساطة مصرية.

معركة «وحدة الساحات» 2022

في يوم الجمعة الخامس من أغسطس/آب 2022، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، على إغتيال تيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، داخل شقة يسكنها في حي الرمال وسط مدينة غزة، وأطلقت عليها السرايا إسم «وحدة الساحات»، وسماها الإحتلال «الفجر الصادق».

وردت الفصائل على جريمة الإغتيال، بقصف مدن الكيان بمئات الصواريخ محلية الصنع، من بينها تل أبيب ومطار بن غوريون، وجميع مدن الغلاف.

بدورها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد 24 مواطناً، بينهم 6 أطفال، وأكثر من 203 مصاباً.

معركة «ثأر الأحرار» 2023

أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، على إغتيال ثلةً من القادة العِظام، في جريمة غدر جبانة في ليلة ساكنة ورحلوا إلى جوار ربهم بعد رحلة جهاد ومطاردة طويلة. والشهداء القادة هم:

– جهاد شاكر الغنام (62 عامًا) أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس، وهو من سكان محافظة رفح.

– والشهيد خليل صلاح البهتيني (45 عامًا) عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس.

– والشهيد طارق إبراهيم عز الدين (49 عامًا)، أحد قادة العمل العسكري في سرايا القدس بالضفة الغربية.

– والشهيد إياد العبد الحسني (52 عامًا)، عضو المجلس العسكري ومسؤول وحدة العمليات في سرايا القدس.

– والشهيد علي حسن غالي (48 عامًا)، عضو المجلس العسكري.

وردت المقاومة بقصف مستوطنات الغلاف، بعشرات الصواريخ، ومن بينها مطار رامون وتل أبيب والقدس المُحتلة، ودمرت العديد من المباني بشكل كبير، وكعادته أخفى الإحتلال حصيلة القتلى والمصابين لديه بفعل ضربات الفصائل المُركزة.


حيث فشلت حكومة نتنياهو في شقّ صفوف المقاومة وتكرار استراتيجيتها، باعتماد نهج “فرّق تسد” من خلال استهداف الجهاد الإسلامي فقط لعزلها وفصلها عن قوى المقاومة الأخرى وبث سمومها عبر وسائل الإعلام العبرية.

كما كشفت معركة ثأر الأحرار، بصورة أوضح من أي مرة سابقة، مدى هشاشة الكيان الصهيوني وضعفه، وعدم قدرته على احتمال مواجهة طويلة المدى بسبب تأخر المقاومة بغزة بالرد على جريمة الإغتيال بتكتيكاً عسكرياً أرهق كيانه المُتهالك.

واستشهد خلال المعركة 33 مواطناً فلسطينياً، وأصيب نحو 190 آخرين، وتم وقف إطلاق النار بعد ضغوط دولية، وقصفت المقاومة بغزة في الدقائق الأخيرة جميع مدن وتل أبيب، ومطار بن غوريون وإحدى قواعده الجوية، لفرض شروطها وتثبيت معادلتها بالقوة.

ويعد قطاع غزة، منطقة محاصرة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة عقود، ولا يخفى على أحد تعرض سكان القطاع لأخطر الحروب في العصر الحديث من قبل الاحتلال وبشكل متكرر. ومع ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية في غزة لم تترك له فرصةً لتحقيق غاياته.

وفي السنوات الأخيرة، شهدت قطاع غزة عدة حروب مع الكيان الصهيوني، وقد اتسمت هذه الحروب بمحاولات مكثفة من قبل الاحتلال لتدمير بنية التحتية في القطاع وإرهاب السكان المدنيين وقتل الطفولة وكل معاني الحياة في القطاع.

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها المقاومة في غزة، فإنها تواصل مسيرتها وتعزز قدراتها العسكرية بشكل مستمر، وتؤكد بذلك على إصرارها على مواصلة النضال من أجل تحرير فلسطين وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى