ثابت

 تقرير صادم: حكومة نتنياهو غيّرت وجه الضفة الغربية خلال عامين

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كشفت القناة 12 العبرية، في تقرير موسّع، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو نفذت خلال العامين ونصف الماضيين “ثورة استيطانية غير مسبوقة” في الضفة الغربية، بهدف ترسيخ السيطرة الإسرائيلية والقضاء فعليًا على أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقبلًا.

وبحسب التقرير، فإن الحكومة كثّفت عمليات بناء المستوطنات وشق الطرق الالتفافية، إلى جانب تنفيذ موجات هدم غير مسبوقة لمنازل الفلسطينيين، ما أدى إلى تغيير عميق في الجغرافيا والديموغرافيا بالضفة.

وأشار التقرير إلى أن حوادث العنف الأخيرة التي نفذها المستوطنون سلطت الضوء على ما يحدث في الضفة، لكنها لا تُظهر سوى جزء صغير من الواقع المتغير على الأرض، إذ تم الإعلان منذ تشكيل الحكومة مطلع 2023 عن 50 مستوطنة جديدة، لترتفع بذلك أعداد المستوطنات من 128 إلى 178، بزيادة تفوق 40% في فترة وجيزة.

توسع استيطاني ممنهج

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

ووفق بيانات مؤسسة “تمرور بوليتوغرافي” البحثية، فإن 19 من المستوطنات الجديدة كانت قائمة فعلًا، بينما تم تصنيف 14 منها كمناطق توسع داخل مستوطنات موجودة، و10 كمشاريع لا تزال على الورق.

وتوزعت هذه المستوطنات على مختلف مناطق الضفة: 17 في محيط رام الله، 13 في شمال الضفة، 6 في كل من جبل الخليل وبيت لحم، و5 في غور الأردن، و3 قرب البحر الميت.

ونقل التقرير عن عضو الكنيست تسفي سوكوت من حزب “الصهيونية الدينية” قوله: “نعمل على رسم ملامح الدولة اليهودية، التحدي المقبل هو السيادة”.

بناء قياسي وهدم موازٍ

وفي موازاة التوسع الاستيطاني، شهدت الضفة موجات هدم مكثفة لمنازل الفلسطينيين. وبحسب بيانات الإدارة المدنية الإسرائيلية، تم هدم 1,238 مبنى فلسطينيًا خلال عامي 2023 و2024، بزيادة 49% مقارنة بالعامين السابقين.

كما سجل عام 2025 رقمًا قياسيًا في الوحدات الاستيطانية التي اجتازت مراحل التخطيط، إذ بلغت 19,389 وحدة، فيما بلغ إجمالي الوحدات التي رُوج لها منذ تولي الحكومة الحالية 41,709 وحدة – وهو رقم يتجاوز مجمل ما تم الترويج له في السنوات الست التي سبقتها.

توسع في البؤر والطرق

وشهدت الفترة ذاتها إنشاء 66 بؤرة استيطانية جديدة، أغلبها عبارة عن مزارع رعوية شاسعة المساحة، لتبلغ المساحة التي تسيطر عليها هذه المزارع نحو 787 كيلومترًا مربعًا، معظمها في مناطق شرق الضفة.

وفي السياق ذاته، توسعت شبكة الطرق الاستيطانية، خاصة طريق رقم 60، كما تمت الموافقة على مشاريع لفصل حركة الفلسطينيين عن المستوطنين، أبرزها طريق “نسيج الحياة” من القدس إلى معاليه أدوميم، وطريق قلنديا الالتفافي (45).

وفي منطقة الأغوار، صادرت سلطات الاحتلال نحو 24,000 دونم لأغراض استيطانية.

دعم أمريكي وتراجع دولي

وفي حين تُعد الضفة الغربية محورًا أساسيًا في مطلب إقامة دولة فلسطينية ضمن أي تسوية سياسية، إلا أن الملف تراجع على جدول الأعمال الدولي بعد 7 أكتوبر 2023، وسط تنامي دعم التيار اليميني الأمريكي لتوسيع السيطرة الإسرائيلية في الضفة.

وأشار التقرير إلى أن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، أعلن معارضته لحل الدولتين، في موقف يتعارض مع مواقف دول مثل السعودية وماليزيا وإندونيسيا، التي تربط تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بتقدم حقيقي نحو تسوية سياسية.

واقع على الأرض “يصعب التراجع عنه”

واختتم التقرير بتصريح للباحث يوحنان تزوريف من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، قال فيه: “ما يجري الآن هو جهد غير مسبوق لفرض وقائع دائمة على الأرض، هدفه منع أي تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين. لم يسبق أن تغيّر وجه الضفة بهذه الوتيرة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى