تقرير عبري: حماس والجهاد تسعيان لرسم معادلة جديدة و 3 قضايا يجب أن تزعج المؤسسة الأمنية
شبكة الخامسة للأنباء - غزة
الخامسة للأنباء – الأراضي المحتلة
ركزت الصحف العبرية الصادرة اليوم الأربعاء، على التصعيد العسكري مع قطاع غزة في أعقاب استشهاد الأسير الشيخ خضر عدنان في السجون الإسرائيلية.
ورأت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية في تقرير تحليلي لمراسلها العسكري يوسي يهوشع، أن رد إسرائيل على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، بمثابة فرصة ضائعة لتحسين الوضع الأمني في المستقبل القريب واستعادة الردع الذي تآكل لدرجة أن المنظمات الفلسطينية باتت تسمح لنفسها بإطلاق الصواريخ في وضح النهار.
وقال يهوشع إن حركتي حماس والجهاد الإسلامي تسعيان لرسم معادلة جديدة مع إسرائيل وقد نجحت، والفرصة الإسرائيلية لإظهار أن “صاحب المنزل قد جن جنونه”، ليس فقط بسبب الأحداث في الجنوب (غزة)، ولكن أيضًا وخاصة بسبب ما حدث على الجبهة الشمالية خلال عيد الفصح، ضاع برد ضعيف للغاية.
ولفت إلى أن الرد الإسرائيلي الليلة الماضية نفذ في وقت متأخر وليس نهارًا، ولم يكلف المنظمات بغزة ثمنًا باهظًا، في وقت كان عشرات الآلاف من المستوطنين بالغلاف تحت نار إطلاق الصواريخ ويقضون ليلتهم في الملاجئ، ليكتشفوا في الصباح فقط بأوامر الجبهة الداخلية بالعودة إلى الحياة الطبيعية.
وأشار إلى أن هذه المرة على عكس عملية “الفجر” الأخيرة ضد الجهاد الإسلامي بغزة، فإن استشهاد خضر عدنان جر حماس إلى المعادلة أيضًا، مشيرًا إلى أن القصف الصاروخي من غزة في وضح النهار خاصة مع عودة الطلاب الإسرائيليين لمنازلهم، أعاد سكان الغلاف إلى الواقع الكئيب بسماع صفير الصواريخ وصفارات الإنذار التي تلون روتين حياتهم بالقلق والإحباط.
واعتبر أن إطلاق النار في وضح النهار كان هدفه خلق معادلة جديدة من قبل حماس والجهاد الإسلامي بغزة، وهو الأمر الذي يؤشر إلى أن قوة الردع في حالة تآكل مستمر، وأن سياسة الاحتواء والردود المدروسة على مثل هذه الأحداث بات غير متناسب.
وقال المراسل العسكري الإسرائيلي: “كان من المفترض أن يحدد الرد الإسرائيلي على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة إلى حد كبير الواقع الأمني لحكومة نتنياهو في الفترة المقبلة، خاصة وأن شهر رمضان أصبح وراءنا، وأشهر الصيف تنتظرنا، والمنطق الذي تم استخدامه حتى الآن فيما يتعلق بغزة آخذ في التغير وليس للأفضل، إلى جانب رد الفعل القوي، يجب على المستوى السياسي أن يتذكر من التجربة السابقة لجميع الحكومات الإسرائيلية على مدى أجيال، أن مشكلة غزة لا يمكن حلها بالقوة وحدها، يجب أيضًا استخدام الفطرة السليمة، وإذا أرادت المنظمات الإرهابية رسم معادلة جديدة مع إسرائيل، فهذا هو الوقت المناسب لتغيير هذه المعادلة بدافع القوة وليس فقط خلال إطلاق الصواريخ.
ورأى يهوشع، أن هناك 3 قضايا مهمة يجب أن تزعج المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هذا الصباح، بأن القبة الحديدية بعد سنوات اقتربت فيها النسبة المئوية للتصدي للصواريخ بشكل جدي، إلا أنها بالأمس أظهرت انخفاضًا بجودتها بعد فشلها بالتصدي لعدة صواريخ أطلقت تجاه مناطق مأهولة وكان من المفترض أن تتصدى لها، مشيرًا إلى أنه في عمليات سابقة، أظهرت قدرة أعلى وغير مسبوقة في التصدي للصواريخ خاصة في عملية “الفجر” في شهر آب الماضي، بعد أن وصلت نسبة التصدي للصواريخ 96% وهي أعلى نسبة مسجلة، ومنذ ذلك الحين هناك انخفاضًا واضحًا في معدل نجاحها بالتصدي للصواريخ، وخلال التصعيد من جنوب لبنان كان من المفترض أن تعترض 28 صاروخًا، لكنها لم تعترض سوى 3، ولكن كان معدل نجاح الاعتراض وفق السياسة المتبعة بنسبة 92%.
أما القضيتين الثانية والثالثة، فهما الضفة الغربية، والجبهة الشمالية، حيث لا زال يركز الجيش الإسرائيلي على هاتين الجبهتين حتى لا يتكرر سيناريو ما جرى في شهر رمضان، وجر إسرائيل لقتال على 3 جبهات.
ورأى أنه كان من الضروري نقل رسالة لقطاع غزة مشابهة لتلك التي نقلت لسوريا بشن هجمات للتأكيد على أنه لا توجد نية لتغيير السياسة المتبعة في وجه التهديدات، معتبرًا أن الرسالة كانت مهمة من أجل استعادة قوة الردع التي تآكلت.
وبين أنه كان هناك معضلة حول فيما إذا كان يجب عزل الجهاد الإسلامي هذه المرة وعدم جلب ثمن من حماس، مشيرًا إلى أن إطلاق الصواريخ تم بعلم حماس وقيادتها بغزة، بل وتحملت المسؤولية مع الجهاد عن إطلاقها لأول مرة منذ عملية “حارس الأسوار/ سيف القدس”، وفي إسرائيل ينظرون إلى أن حماس صاحبة السيادة ويجب أن تدفع الثمن، وحماس تعرف ذلك، لكنها لم تتعرض لأذى حقيقي.
وفي تقرير آخر، تقول الصحيفة في تقرير لمراسلها العسكري الآخر يؤاف زيتون، إن أكثر من 100 صاروخ تم إطلاقهم من غزة منذ تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية، بينما تم إطلاق 37 صاروخًا من الجبهة الشمالية.
واعتبرت أن هذه الأرقام مقلقة وتشير للضرر الكبير الذي لحق بقوة الردع الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن المعطيات الرسمية تشير إلى إطلاق 3 صواريخ فقط في الأشهر الخمسة التي تبعت عملية “الفجر” في أوائل آب من العام الماضي، ضد الجهاد الإسلامي والتي تم خلالها اغتيال قياديين من الحركة، واعتبر ذلك اختبار لقوة الردع بعد تلك العملية، وذلك مقارنةً بإطلاق 5 صواريخ في الأشهر الستة التي تلت عملية “حارس الأسوار/ سيف القدس” عام 2021، و21 بعد عملية “الجرف الصامد” عام 2014، و67 صاروخًا بعد عملية “عامود السحاب” عام 2012، و196 صاروخًا بعد عملية الرصاص المصبوب عامي 2008-2009.
ويقول زيتون إنه منذ يناير/ كانون الثاني من العام الجاري بعد أيام من تشكيل الحكومة اليمينية بقيادة نتنياهو، بدأ الردع يتلاشى بسرعة، ولحقت به أضرار جسيمة في الأشهر الأخيرة، ليس فقط بسبب مقتل 19 إسرائيليًا في سلسلة هجمات من القدس والضفة، ولكن في ظل استمرار تآكل الردع تجاه الجهاد الإسلامي الذي لا زال يملي أجندته على الواقع الأمني.
ويرى أن الفصائل بغزة رسخت معادلة جديدة منذ الأسابيع الأولى لتشكيل حكومة نتنياهو، وكل عملية في الضفة كان يقع فيها ضحايا فلسطينيين يؤدي ذلك إلى قصف من القطاع.
من ناحيتها، تقول صحيفة هآرتس العبرية، إن جولات التصعيد على حدود غزة ليست بالأمر الجديد، وكان على جميع الحكومات المتعاقبة في العقود الأخيرة أن تواجه معضلات مماثلة، لكن الفارق الوحيد هذه المرة هو أن الحكومة الحالية اليمينية متشددة للغاية، ويدعو أعضائها إلى حملة أكثر تشددًا باستمرار وبيد قوية تجاه الفلسطينيين، لكن عمليًا في التصعيد السابق قبل نحو شهر بعد إطلاق الصواريخ من ردًا على اقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين، اتخذت حكومة نتنياهو خطًا شديد الانضباط مع التزامها بالخطاب المتشدد إعلاميًا.
ورأت الصحيفة في تقرير تحليلي لمراسلها العسكري عاموس هرئيل، أن الخطر الحقيقي بعد استشهاد خضر عدنان قد ينعكس من الضفة الغربية، ويتوقع أن يؤدي إلى هجمات انتقامية سواء من خلال عمليات إطلاق النار أو غيرها.
وأشار هرئيل إلى أن قضية إضراب خضر عدنان عن الطعام لم تلق اهتمامًا من الحكومة اليمينية، وليس من الواضح فيما إذا كانت ترفع تقارير للمستوى السياسي حول حالته الصحية أو أي تحذيرات من إمكانية استشهاده ومنع ذلك.
من جهتها، سلطت صحيفة معاريف العبرية، الضوء على غضب المستوطنين، من ضعف ردة الفعل الإسرائيلية ضد الفصائل بغزة، مشيرةً إلى حالة من الاستياء تعم غلاف غزة وقادة المستوطنات الذين اتهموا رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو بالضعف والاستسلام أمام حماس.
وفي ذات السياق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في إحاطة إعلامية، صباح اليوم، أنه تم طلاق 104 صواريخ من قطاع غزة، وأن القبة الحديدية تصدت لـ 90% منها وفق السياسة المتبعة، مشيرًا إلى أن 11 صاروخًا سقطت في البحر و14 انفجرت بغزة، 24 تم اعتراضها، و84 سقطت في مناطق مفتوحة.
وأشار إلى أن قواته هاجمت 16 هدفًا على مرحلتين بغزة، منها مواقع إنتاج وتخزين أسلحة وصواريخ ومعدات عسكرية لحماس، إلى جانب موقع للقوة البحرية التابعة لها، ونفق أرضي.
“القدس”