تقرير هآرتس: إسرائيل تسعى لإعادة رسم ملامح قطاع غزة على المدى الطويل

أكد تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، يوم الأربعاء، أن العملية العسكرية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة تتجاوز كونها معركة عابرة أو قصيرة الأمد، إذ تهدف إلى إعادة تشكيل واقع القطاع لفترة طويلة، بما يكرس وجودًا عسكريًا دائمًا في المنطقة. وقد حمل التقرير، الذي أعده المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، ومراسل الشؤون العسكرية ينيف كوفوفيتش، عنوانًا لافتًا هو “تم تهجير سكان شمال غزة، والجيش يكرس الحقائق على أرض الواقع”.

وتطرق التقرير إلى توترات قائمة بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” بشأن هذه العمليات، حيث تسعى واشنطن للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتقليص الأضرار الإنسانية وتحقيق تقدم في تحسين الأوضاع داخل القطاع. ومع ذلك، فإن “إسرائيل” تواصل رفض المقترحات الدولية المتعلقة بوقف إطلاق النار، حيث تمسكت الحكومة الإسرائيلية بتوجهاتها العسكرية رغم الضغوطات الدولية.

وبحسب “هآرتس”، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أجرى محادثة هاتفية مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية، وقد صدر عن وزارة الخارجية الأميركية بيان يدعو فيه إلى ضبط العمليات العسكرية وتقليل الأضرار التي تؤثر على المدنيين. إلا أن “إسرائيل” واصلت عملياتها في شمال القطاع، معززة سياستها التوسعية في المنطقة.

وزعم التقرير أيضًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات سرية بعد انقضاء مهلة الثلاثين يومًا التي طلبتها الإدارة الأميركية لتحسين الوضع الإنساني في غزة، بتوجيه الجيش للسماح بإدخال 250 شاحنة مساعدات يوميًا إلى القطاع، إلا أن الجيش لم يتمكن من تحقيق هذا الهدف نتيجة للقيود اللوجستية والأمنية.

وأوضح التقرير أن الجيش الإسرائيلي أجبر نحو 55 ألف مدني على مغادرة مخيم جباليا بالقوة، ما يتماشى مع “خطة الجنرالات” التي تهدف إلى فرض سيطرة تامة على شمال قطاع غزة ومنع عودة السكان إليه.

كما أشارت “هآرتس” إلى خطط جديدة بدأت تظهر داخل حكومة نتنياهو، حيث يسعى بعض أعضاء الكنيست المتطرفين إلى إعادة المستوطنات في قطاع غزة، وهو أمر كان مستبعدًا في السابق. وقد دعم هذا التوجه عدد من الحاخامات والنشطاء السياسيين اليمينيين، مما يثير قلقًا حيال المستقبل السياسي لقطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية الحالية، وفقًا لما أوردته الصحيفة.