ثابتطوفان الأقصى

توغل إسرائيل في لبنان.. شهور من التخطيط والحشد ومخاوف من “سيناريو غزة”

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

أطلق الجيش الإسرائيلي، عملية برية في جنوب لبنان في وقت مبكر، الثلاثاء، كما أعلن تنفيذ مداهمات “محدودة” ضد أهداف تابعة لـ”حزب الله”، في القرى القريبة من الحدود، وذلك بعد نحو أشهر من التدريبات والحشد، وفي أعقاب اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، في غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، فيما حذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تل أبيب من الانزلاق إلى هجوم “أكبر حجماً وأطول مدة” على غرار حروب سابقة على لبنان، فضلاً عن تكرار “سيناريو غزة”.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن هذه العملية جاءت “بناءً على قرار سياسي، وتهدف إلى استهداف البنى التحتية التابعة لحزب الله في تلك المناطق”.

وأوضح الجيش، أن العملية “تتماشى مع خطة محددة تم التحضير لها في هيئة الأركان وقيادة الشمال، وتدربت عليها القوات في الأشهر الأخيرة”.

وأشارت إسرائيل إلى أن قواتها بدأت “هجمات محدودة ومحلية” ضد “حزب الله” على طول منطقة الحدود في جنوب لبنان.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وأضاف البيان، أن “هذه الأهداف تقع في قرى قريبة من الحدود، وتشكل تهديداً مباشراً للمجتمعات الإسرائيلية في شمال إسرائيل”، مشيراً إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي ومدفعية الجيش الإسرائيلي تدعم القوات البرية.

ونوّه الجيش الإسرائيلي إلى أن العملية التي أطلق عليها اسم “سهام الشمال” ستستمر “وفقاً لتقييم الوضع وبموازاة العمليات القتالية في قطاع غزة وفي ساحات أخرى”.

مرحلة جديدة

وبعد أيام قليلة من اغتيال الأمين العام للجماعة حسن نصر الله، تبدأ إسرائيل مرحلة جديدة خطيرة من صراعها المتصاعد مع الجماعة من خلال القيام بأول غزو بري للبنان منذ عام 2006.

وأشار موقع “أكسيوس” الأميركي، إلى أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، وافق على العملية البرية خلال اجتماع مساء الاثنين بالتوقيت المحلي.

ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن قرار مجلس الوزراء أكد أن العملية “محددة ومحدودة في الوقت والنطاق”، ولا تهدف إلى “احتلال جنوب لبنان”.

وفي واشنطن، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”، بات رايدر، في بيان أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث مع نظيره الإسرائيلي الدفاع يوآف جالانت، الاثنين، واتفقا على ضرورة تفكيك البنية التحتية الهجومية على طول الحدود.

وناقش الوزيران “أهمية التحول في نهاية المطاف من العمليات العسكرية إلى مسار دبلوماسي لتوفير الأمن والاستقرار في أقرب وقت ممكن”، وفقاً للبيان.

كما تحدث أوستن وجالانت أيضاً عن “تداعيات خطيرة على إيران” إذا هاجمت إسرائيل بشكل مباشر.

تغطية مستمرة.. تابعونا على قناة شبكة الخامسة للأنباء في تيلجرام

ونقل موقع “أكسيوس”، عن مصدرين وصفهما بأنهما مطلعين على المسألة، قولهما إن البيت الأبيض يعتقد أنه “توصل إلى تفاهمات مع إسرائيل بأن نطاق الغزو البري الإسرائيلي سيقتصر على المناطق الحدودية في جنوب لبنان”.

“قلق” وتحذير أميركي

وأضاف أحد المصادر أن البيت الأبيض أعرب عن قلقه خلال عطلة نهاية الأسبوع من أن إسرائيل تستعد لغزو بري كبير، وناقش هذه المخاوف مع الإسرائيليين.

وقال المصدر إنه “خلال 48 ساعة من المحادثات رفيعة المستوى بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين، أكد الإسرائيليون للبيت الأبيض أن الخطة تشمل أهدافاً محددة بدقة، وتركز على تطهير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود الإسرائيلية، ثم سحب قوات الجيش الإسرائيلي”.

وأضاف المصدر أن إدارة بايدن “لا تتوقع غزواً على نطاق حرب لبنان عام 2006″، مضيفاً أن البيت الأبيض يعتقد أنه “لديه تأثير على التخطيط العسكري الإسرائيلي”، فيما أكد مسؤول إسرائيلي رفيع كبير لموقع “أكسيوس”، أن “خطط عملية إسرائيل كانت محدودة النطاق منذ البداية”.

ويقول مسؤولون إسرائيليون، إن الهدف هو “تطهير” المواقع العسكرية والبنية التحتية التي أنشأها “حزب الله” بالقرب من الحدود.

وأضاف المسؤولون، أنه بمجرد القضاء على وجود “حزب الله” بالقرب من الحدود، سيتمكن عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين نزحوا خلال الضربات عبر الحدود، بعد هجوم 7 أكتوبر من العودة إلى منازلهم.

وأضافت المصادر، أن إدارة بايدن تفهم الغرض الاستراتيجي للعملية البرية، والحاجة إلى التأكد من أن “حزب الله” لا يستطيع الاحتفاظ بالقدرة على مهاجمة مجتمعات إسرائيلية من الجانب المقابل مباشرة للحدود.

لكن مسؤولي البيت الأبيض، أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين بأنهم يساورهم قلق من أنه “على غرار حروب سابقة في لبنان، ما يبدأ كعملية محدودة زمنياً ومحدودة جغرافياً، ينزلق إلى شيء أكبر وأطول أمداً” بحسب المصدر.

كما حذّرت إدارة بايدن بشكل خاص من أن الغزو “سيزيد من الدعم لجماعة حزب الله بين عامة الناس في لبنان”، وفق مسؤولين أميركيين.

وقال الرئيس بايدن، الاثنين، عندما سئل عن غزو محتمل: “أنا مرتاح لتوقف (إسرائيل). يجب أن يكون لدينا وقف إطلاق نار الآن”.

أسابيع من الحشد

وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، نقل الجيش الإسرائيلي العديد من وحدات المشاة والدبابات من غزة إلى الحدود الشمالية، وحشد العديد من ألوية قوات الاحتياط.

وألمح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، إلى إمكانية غزو بري وشيك في اجتماع مع جنود في وحدة دبابات على الحدود، الاثنين.

وأضاف جالانت أن “القضاء على نصر الله خطوة مهمة، لكنها ليست الخطوة النهائية. ومن أجل ضمان عودة (سكان) البلدات الشمالية في إسرائيل، سنستخدم كل قدراتنا، وهذا يشملكم”.

وفي اجتماع مع رؤساء البلديات الواقعة على الحدود الشمالية، قال جالانت، إن “المرحلة التالية في الحرب ضد حزب الله ستبدأ قريباً، وستكون عاملاً مهماً في تغيير الوضع الأمني، وستسمح لنا بإعادة السكان إلى منازلهم”.

ولم يعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر عن معارضته لعملية برية محدودة محتملة في إفادة مع الصحافيين، الاثنين، وقال إنه في حين لا تزال الولايات المتحدة تدعم وقف إطلاق النار، فإن “الضغوط العسكرية يمكن أن تساعد الجهود الدبلوماسية في بعض الأحيان”.

توغلات قصيرة

وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن مسؤولين عسكريين، قولهم إن قوات خاصة إسرائيلية نفذت توغلات قصيرة داخل الأراضي اللبنانية في الأيام الأخيرة، استعداداًً لغزو أوسع محتمل.

وركزت الغارات التي أكدها “ستة ضباط ومسؤولين إسرائيليين ومسؤول غربي” على جمع المعلومات الاستخباراتية حول مواقع “حزب الله” بالقرب من الحدود الشمالية لإسرائيل، وكذلك على تحديد أنفاق حزب الله والبنية التحتية العسكرية استعدادا لمهاجمتها من الجو أو الأرض.

وأوضح المسؤولون الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم أن “هذه التوغلات تأتي بعد أشهر من المهام السرية المماثلة، التي عبرت فيها قوات خاصة إسرائيلية لفترة وجيزة الحدود اللبنانية للاستطلاع، لكنها زادت في الأيام الأخيرة مع استعداد الجيش الإسرائيلي لهجوم أوسع نطاقاً”.

فيما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول أميركي قوله، إن “إسرائيل تراجعت عن خطط شن غزو بري واسع النطاق. الخطة الجديدة تقتصر على تدمير منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله ومخازن الأسلحة والبنية التحتية الأخرى، ثم سحب القوات”.

وأضاف المسؤول، أن “الإسرائيليين أشاروا إلى أنهم سيقومون بشن غارات محدودة على عدد من القرى على طول الحدود”، موضحاً أن “الهدف الاستراتيجي هو ضمان أن حزب الله لن يتمكن من الحفاظ على قدرته على مهاجمة المجتمعات الإسرائيلية على الجانب الآخر من الحدود”.

وأشار المسؤول إلى أن إدارة بايدن لا تزال قلقة من احتمال أن “تتحول العملية، التي من المفترض أن تكون محدودة زمنياً وجغرافياً، إلى شيء أكبر وأطول أمداً، وأن هذه المخاوف تتم مناقشتها مع الإسرائيليين”.

وذكر مصدر إسرائيلي مطلع على العملية للصحيفة، أن “إسرائيل لديها خطط لعملية محدودة ستبدأ قريباً. هذه الخطط متوافقة مع الأميركيين”، فيما أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن “التفاهم بين واشنطن وتل أبيب هو عدم تكرار سيناريو غزة في لبنان”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى