ثغرات وإنهاك واستنزاف.. عقبات أمام مخطط نتنياهو لاحتلال غزة
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

كشفت صحيفة معاريف العبرية، عن وجود خلافات وقلق داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بشأن خطة السيطرة على قطاع غزة التي أقرها المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، ووصفتها بأنها “توافق هجين” بين الرؤية العسكرية المهنية وضغوط اليمين المتطرف.
وبحسب الصحيفة، يبدي ضباط في جيش الاحتلال شكوكًا كبيرة حول إمكانية تنفيذ الخطة، محذرين من مخاطرها الميدانية والإنسانية، وعلى رأسها تهديد حياة المحتجزين، واحتمال تعرض الجنود لهجمات حرب العصابات، إلى جانب الإنهاك النفسي والجسدي في صفوف القوات النظامية والاحتياطية، وتأثيرها السلبي على صورة إسرائيل عالميًا.
اجتماع متوتر وخلاف في الرؤى
أوضحت الصحيفة أن الخطة جاءت بعد اجتماع صعب عقده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الثلاثاء الماضي، مع رئيس الأركان إيال زامير، وبحضور وزير الأمن يسرائيل كاتس، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ورئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي.
وخلال الاجتماع، عرض زامير خطة لتطويق مدينة غزة ومخيمات الوسط، مع شن هجمات واسعة النيران لاستثمار الإنجازات العسكرية المحققة، لكن نتنياهو رفض المقترح ودفع نحو خطة أوسع لاحتلال غزة، بما في ذلك مدينة غزة ومخيمات الوسط، ونقل نحو مليون فلسطيني إلى منطقة المواصي جنوب القطاع.
تحول الخطة إلى “استيلاء”
ابتداءً من فجر الأربعاء، شرعت شعبة العمليات في الجيش بصياغة خطة احتلال غزة، تضمنت تعبئة واسعة لقوات الاحتياط وفرض طوق على مدينة غزة، إلا أن نتنياهو عدل المقترح خلال مداولات الكابينت، ليستبدل “الطوق والاحتلال” بعملية “استيلاء” تشمل إنشاء 12 مركزًا لتوزيع المساعدات الإنسانية على غرار المراكز الأربعة العاملة حاليًا في رفح.
ووفق الخطة، سيبدأ الجيش التقدم تحت النيران للسيطرة على مفترقات ومعابر ومواقع استراتيجية، لكن تقديرات الجيش تشير إلى أن إنشاء هذه المراكز قد يستغرق أسابيع أو أشهر، مع شكوك في إمكانية توفير مساحات كافية لها.
تحديات ميدانية وبشرية
تقديرات الجيش تشير إلى أن تنفيذ خطة نتنياهو قد لا يتم قبل الخريف المقبل، وتحديدًا بين أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني، مع شكوك عميقة في إمكانية تنفيذها بالكامل. كما تؤكد المصادر العسكرية أن قضية الأسرى تمثل خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
وتتطلب الخطة تعبئة نحو 250 ألف جندي احتياط (ست فرق عسكرية)، وسط توقعات بانخفاض نسب الامتثال بسبب حالة الإنهاك الكبيرة التي يعاني منها الجنود وعائلاتهم بعد نحو عامين من الحرب، إضافة إلى الاستنزاف المستمر في المعدات والقدرات القتالية.
غياب رؤية واضحة
وبينما يواصل الجيش إعداد خطط العمليات وتحسين جاهزية القوات، تختم الصحيفة بالإشارة إلى أن قادة الجيش لا يزالون يجهلون الشكل النهائي للمعركة، وأن الاجتماعات المقبلة مع وزير الأمن ورئيس مجلس الأمن القومي ستحدد الجداول الزمنية، لكن الشكوك قائمة حول تحقيق أي إنجازات ملموسة من الخطة المقترحة.