جثث الأسرى الإسرائيليين… معضلة ميدانية لحماس وورقة ضغط بيد نتنياهو
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

تتواصل الضغوط الإسرائيلية على قطاع غزة في ملف جثامين الأسرى الإسرائيليين، في وقت تواجه فيه حركة حماس معضلة ميدانية وإنسانية معقّدة تتعلق بصعوبة الوصول إلى الجثث وانتشالها بسبب حجم الدمار الذي خلّفته الحرب.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن حركة حماس أبلغت الوسطاء منذ اللحظة الأولى لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار أن تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين الـ28 سيواجه صعوبات كبيرة نتيجة القصف العنيف، وعمليات النسف والتدمير التي طالت مناطق عديدة من القطاع، خصوصاً في الشمال ورفح.
لكن الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، حولت هذا الملف إلى ورقة ضغط وتلويح، إذ قررت الإبقاء على معبر رفح مغلقاً وعرقلة حركة المرضى والجرحى ومنع إدخال المساعدات، إلى حين تسليم آخر جثة. كما صعّد نتنياهو من لهجته، مهدداً بالتصعيد العسكري وإجراءات عقابية جديدة إذا لم تُسلّم الجثث خلال وقت قصير.
من جهتها، أكدت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، أنها التزمت بما نص عليه اتفاق ترامب بتسليم الأسرى الأحياء دفعة واحدة، وأعلنت أنها سلّمت 11 جثماناً من أصل 28، في حين أن الجثث المتبقية مدفونة تحت الركام في مناطق مدمرة يصعب الوصول إليها.
وجاء في بيان للقسام: «لقد سلّمنا جميع الأسرى الأحياء وما تمكّنا من الوصول إليه من جثامين، أما بقية الجثث فتحتاج إلى جهود ميدانية ومعدات خاصة للبحث عنها واستخراجها، ونحن نعمل على ذلك».
في المقابل، تصاعدت تهديدات نتنياهو وأعضاء ائتلافه الحاكم، ملوحين بـ استئناف العمليات العسكرية وفرض عقوبات إضافية على غزة، متهمين حماس بـ«إخفاء معلومات» حول أماكن الجثث ومحاولة كسب الوقت.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الاتفاق الأميركي–الإسرائيلي مع الوسطاء ينص على فتح معبر رفح وتدفق ما بين 400 إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً، غير أن إسرائيل لم تلتزم بذلك، وواصلت إغلاق المعبر وعرقلة إدخال المساعدات.
ومع تزايد الضغوط، تقتصر التحركات حالياً على اتصالات مكثفة بين الوسطاء وحماس من جهة، والإدارة الأميركية من جهة أخرى، وسط مؤشرات على أن الحكومة الإسرائيلية تفضل استخدام أدوات الضغط السياسي والاقتصادي في هذه المرحلة، من دون تصعيد ميداني واسع.
وكان مكتب نتنياهو قد أصدر قبل يومين بياناً قال فيه إن «الوقت ينفد»، مطالباً حماس بالامتثال الكامل لبنود خطة ترامب، ومتهماً الحركة بـ«معرفة أماكن الجثث» و«المماطلة لتحقيق مكاسب سياسية».