جريمة جديدة في مصر.. النيابة العامة تقرر حبس أستاذ تحرّش بـ13 تلميذة

أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم الثلاثاء، بأن النيابة العامة في البلاد قررت حبس مدرس على ذمة التحقيق، بتهمة التحرش بعدد من الطالبات بلغ 13 طالبة، في إحدى المدارس الحكومية بمحافظة الوادي الجديد، شرقي مصر.

وقالت صحيفة “المصري اليوم”: إن النيابة العامة استمعت إلى أقوال المدرس في جلسة استمرت عدة ساعات، بالإضافة إلى أقوال أولياء الأمور ومسؤولي المدرسة بشأن الواقعة.

بيان محافظة الوادي الجديد

وكان محافظ الوادي الجديد، قرر إحالة واقعة شكوى بعض الطالبات بإحدى المدارس التابعة لإدارة الخارجة التعليمية، والتي أفادت بتعرضهم للتحرش الجسدي من قِبل أحد المعلمين بالمدرسة، للنيابة العامة للتحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وشدد المحافظ محمد زملوط في بيان له يوم أمس الإثنين، على أنه لا تهاون في التعامل مع أي حالات تعدي أو تجاوز للقيم الأخلاقية والإنسانية داخل المدارس، مؤكدًا على متابعة ما تسفر عنه نتائج التحقيقات التي تجريها النيابة العامة. 

كذلك، أكدت المحافظة حرصها على كشف الحقيقة كاملة وحماية حقوق الطالبات بعدالة وشفافية، بما لا يتجاوز حق الحفاظ على خصوصية كافة الأطراف، وعدم إصدار أحكام مسبقة قد تجور على سمعة ومستقبل أي طرف بالواقعة.

وأهابت المحافظة بالجميع عدم تداول أي بيانات أو معلومات تخص الطالبات، أو المتهم في الواقعة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، محذرةً من اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة تجاه أي تجاوزات في هذا الشأن لحين الانتهاء من تحقيقات النيابة وكشف ملابسات الواقعة.

قاصرات ضحايا الجريمة

وذكرت وسائل إعلام محلية أن ضحايا التحرش هن طالبات في المرحلة الابتدائية، وقد قررن التقدم بالشكوى عن طريق أولياء أمورهن، في واقعة تأتي ضمن سلسلة قضايا شبيهة تم الكشف عنها مؤخرًا في البلاد. 

من جهتها، أشارت صحيفة “صدى البلد” المحلية إلى أن المدرس هو أستاذ بمدرسة اللغات المتميزة بمدينة الخارجة، وقد قدم أولياء أمور الطالبات بسلسلة شكاوى ضده لإدارة المدرسة والإدارة التعليمية بالمنطقة. 

وأكد وصفي حسن، مدير عام الإدارة التعليمية بمركز الخارجة، أنه بمجرد تلقي الإدارة شكاوي أولياء الأمور جرى عمل محاضر استماع داخل المدرسة بواقع 13 محضرًا، فيما تقدم أولياء أمور بمحضرين اثنين لقسم الشرطة والنيابة العامة. 

وأضاف وصفي، أنه بمجرد التحقيق وعمل محاضر الاستماع عن تفاصيل الواقعة تم تحرير مذكرة مباشرة للعرض على محافظ الوادي الجديد، الذي قرر بدوره مباشرة إحالة الواقعة للنيابة العامة للتحقيق.

سقوط المجرمين

وتشهد مصر في الفترة الأخيرة، الكشف عن العديد من قضاياالتحرش والاعتداء الجنسي بالقصر، فيما ينسب ناشطون ونقاد الظاهرة إلى معالجة مسلسل “لام شمسية” الذي عرض في رمضان، والذي شجع أهالي الأطفال، لملاحقة المجرمين، وعدم الركون للصمت والخوف من المجتمع، أو “الفضيحة”.

وفي مايو/ أيار الماضي، فجرت قضية طفل تعرض لاعتداء جنسي من قبل موظف عجوز في مدرسته، غضبًا في الشارع المصري، لتتوالى بعدها الشكاوى على اعتداءات وجرائم بحق الأطفال من قبل الأهالي وأولياء الأمور.

وهذه الجرائم كانت محور النقاش المصاحب لمسلسل “لام شمسية” طوال فترة عرضه في شهر رمضان الماضي، حيث أثنى النقاد ورواد مواقع التواصل الاجتماعي مجددًا على أهمية العمل، مشيدين بأداء نجومه وطاقم العمل، بدءًا من الكاتبة إلى المخرج والممثلين، الذين نجحوا في نقل القضية إلى الشاشة بطريقة مؤثرة، وشجّعوا على ملاحقة الجناة وتحقيق العدالة.

وفي مسلسل “لام شمسية”، الذي تناول قضية تحرش ارتكبه أحد المقربين من أسرة الضحية، تلجأ زوجة والد الطفل، التي جسدت دورها الفنانة “أمينة خليل”، إلى القضاء، وتخوض مواجهة قانونية صعبة مع زوجها ووالدة الطفل لاسترداد حق التلميذ، الذي أدّى دوره الطفل الموهوب “علي البيلي”. المسلسل من تأليف مريم نعوم، وإخراج كريم الشناوي.

وفي تقرير له عام 2021، أكد المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن قرابة 20 ألف اعتداء جنسي تحصل في مصر سنويًا، وأن 85% من ضحايا هذه الجرائم هم أطفال، فيما يتعرض 20% منهم للقتل خلال مقاومة المجرم.