تقارير

ماذا تفعل جليلة دحلان في غزة؟

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء_غزة

طرقت الدكتورة جليلة دحلان، بيوت الفقراء في قطاع غزة، الرازخ تحت ثنائية الانقسام والحصار منذ 15 عاماً، تجوب السيدة دحلان، بمفردها شوارع وأزقة المخيمات والمناطق الفقيرة والمهمشة في ضواحي القطاع، لا تحمل في يدها إلى حقيبتها الصغيرة، وتستمع وتُراقب وتُشاهد بأم عينها الحقيقة التي يغفل عنها صُناع السياسة في غزة والضفة الغربية.

تسعى السيدة دحلان، لتعويض الفقراء ما فقدوه نتيجة الصراع السياسي وتغافل القيادات الفلسطينية عن أداء واجبها نحو الفقراء، فقد زرعت في بطون الأمهات أجنة طال انتظارهم، كانت تلك الأمهات تحلم بفلذه كبد، من خلال عمليات زراعة الأنابيب، فقد نفذت من خلال المركز الفلسطيني للتواصل الانساني “فتا”، وبدعم اماراتي، مشروعاً رائداً وانسانياً عزز من قيمة الانسانية، من خلال زراعة ورود جديدة في بستان الحياة لعائلات فلسطينية غير قادرة على الانجاب ولا تملك تكاليف اجراء عمليات الزراعة.

رفعت السيدة دحلان، شعاراً قلماً نجده في عالمنا أن الانسان يستحق الحياة دون النظر لهويته أو عرقه أو لونة السياسي أو طائفته، فهي من أمنت بشعار “بالإنسانية تتقدم الأمم”.

في غزة، تُمارس القناعات على شكل خدمات انسانية تُقدم للفقراء، تعددت تلك الخدمات ولكنها تأتي في سياق واحد ألا وهو “بسمة على وجوه الفقراء والمساكين تُعادل بازار الانتخابات وما يحمله من مكائد سياسية”.

في رحلة البحث عن سعادة الأخرين، تسير السيدة دحلان، ميمنة وميسرة، تزور الفقراء في بيوتهم، وتحتضن الأطفال وتداعبهم، تفرح لفرحهم، وتنتصر لمظلوميتهم التي سحقتها سنوات الانقسام والحصار.

من أطفال القرية البدوية، إلى أطفال الأنابيب، إلى تلك العائلات التي تنتظر من يُبلسم جراحها، وتنام تحت صفيح الزينقو، الذي لا يقي حر الصيف ولا برد الشتاء، إلى تلك الأمهات التي تنتظر بفارغ الصبر اجراء عمليات زراعة العيون الصناعية، والقوقعة السمعية، لضعاف السمع في قطاع غزة، إلى هؤلاء الطلاب الذين ينتظرون حقيبتهم المدرسية الجميلة، وإلى أولئك الأشخاص من ذوي الهمم العالية الذين ينتظرون كُرسي كهربائي متحرك يساعدهم على التنقل بين فصول الحياة.

تَلمس حاجة المواطن الفلسطيني، والوقوف إلى جانبه، هو البرنامج الحقيقي والذي يتسم بالواقعية للمركز الفلسطيني للتواصل الانساني “فتا”، فقد نفذ مشروعات الزواج لذوي الاحتياجات الخاصة، نهيك عن توفير مشاريع صغيرة لعدد من الشباب والخريجين والعاطلين عن العمل، وتنفيذ مشاريع اغاثة الكُرماء من خلال مبادرات تشغيلية لعدد من السيدات في المجتمع الفلسطيني لتمكينهم اقتصادياً ودعم مشروعاتهن الناشئة.


هذه دعوة للسيدة دحلان، بأن تواصل جهودها في اغاثة الانسان الفلسطيني تنموياً، من خلال زراعة الأمل والمستقبل في بيوت فقراء القطاع، بأن الحياة لا زالت ممكنة، رغم تعاظم قوة الانقسام والحصار والعوز والحاجة والفاقة التي عانى منها فلسطيني قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى