جنرال إسرائيلي: عمليات جباليا تعيد إنتاج الدمار والتهجير دون جدوى.. والفلسطينيون يدفعون الثمن
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

وصف الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، يسرائيل زيف، الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال، العمليات العسكرية الجارية في جباليا شمال قطاع غزة بأنها “عقيمة ومتكررة”، مؤكداً أنها لم تحقق أي مكاسب ميدانية حقيقية، وأن الجيش بات عالقاً هناك دون أهداف واضحة.
وفي مقال نشره عبر موقع القناة 12 العبرية، قال زيف إن التطورات الأخيرة أعادت فتح “جراح جباليا”، في إشارة إلى الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبّدها الجيش الإسرائيلي خلال اقتحاماته المتكررة لتلك المنطقة. وأضاف أن هذه العمليات تُنفذ في المكان ذاته، وبالأسلوب نفسه، تحت ذرائع تتغير باستمرار، بينما الواقع الميداني لا يشهد أي تغيير ملموس.
وأوضح أن الجيش يواصل تنفيذ اقتحامات جديدة وعمليات تهجير للفلسطينيين، إلى جانب تدمير ما تبقى من البنية التحتية، وسط معارك شوارع مليئة بالعبوات الناسفة والكمائن، واغتيالات متكررة لمقاتلين جُندوا حديثاً وقادة سبق استهدافهم.
ووصف زيف هذا النمط العسكري بأنه “دوامة عبثية”، مشيراً إلى أن الجيش بات يُستخدم كأداة لسد الفراغ السياسي الناجم عن غياب أهداف واضحة أو خطة قابلة للتطبيق. وأضاف: “الجيش اليوم أقرب إلى فيل تائه في حقل ألغام، بدل أن يكون قوة هجومية رادعة تفرض الهيبة والمبادرة”.
وانتقد زيف بشدة الأداء السياسي لحكومة نتنياهو، معتبراً أن الفشل لم يقتصر على الميدان العسكري في غزة، بل شمل ملفات إقليمية ودولية أخرى، من بينها العجز عن استعادة الأسرى، وعدم القدرة على إنهاء حكم حركة حماس، وفشل خطة الترحيل الجماعي، وتفكك منظومة توزيع المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى التدهور الحاد في مكانة “إسرائيل” على الساحة الدولية.
وأكد أن الغياب التام للحسم السياسي، ورفض المبادرات الواقعية لإنهاء الحرب – وعلى رأسها المبادرة العربية – يؤدي إلى إطالة أمد القتال بلا هدف، وهو ما يقوّض صورة الردع الإسرائيلي ويُفرغ إنجازات الجيش من مضمونها.
واختتم زيف مقاله محذراً من أن تآكل الفاعلية العسكرية وتراجع جدوى العمليات يهددان بفشل أي محاولة لتحقيق نصر، ويقودان إلى انزلاق الجيش نحو إدارة شؤون المدنيين الفلسطينيين بدلاً من خوض معركة حاسمة. وقال إن الجيش يسيطر حالياً على نحو 70% من قطاع غزة، لكنه يتحمّل فعلياً مسؤولية 100% من السكان، في ظل قرارات سياسية مرتجلة تفتقر إلى أي رؤية واضحة. ودعا إلى اتخاذ “قرار شجاع واحد” وهو وقف الحرب، تجنباً لمزيد من الفوضى والخسائر.