شؤون (إسرائيلية)

جنرال إسرائيلي: لهذا السبب لا تتوقف الحرب في غزة رغم توفر الأسباب

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

ما زالت المحافل السياسية والأمنية الإسرائيلية تبحث مستقبل قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء حرب الإبادة، ورغم توفر جميع الشروط الأمنية والسياسية لإنهائها، لكن الانقسام الجاري بين الإسرائيليين يبقى هو السبب الحقيقي لاستمرار هذه الحرب.

الجنرال إيتان بن إلياهو، القائد الأسبق لسلاح الجو، ذكر أنه “في 17 أكتوبر 1953، نشر ديفيد بن غوريون أول رئيس حكومة لدولة الاحتلال وثيقة “مفهوم الأمن الإسرائيلي”، التي غطت جميع الجوانب ذات الصلة، وكان محورها الكمي عدم التكافؤ بيننا وبين أعدائنا، وعلى مر السنين، وبسبب النمو السكاني للدولة، وإنجازاتها التكنولوجية، لم تُسدّ الفجوة تمامًا، بل توقفت”.

وأضاف في مقال نشرته القناة 12، أن “المبدأ الذي استرشد به بن غوريون هو أن العدو سيتعافى بعد كل حرب، وكان من المتوقع أن نخوض جولة قتال جديدة، لذلك، يجب أن تنتهي كل جولة قتال عندما تكون للاحتلال اليد العليا، أو كما قال بن غوريون بقرار واضح، يعني أن الطرف الآخر غير قادر، أو على الأقل لا يريد، مواصلة القتال، وهو ما عرّفها الجنرال البروسي فون كلاوزفيتس، بأنها “القرار”.

وأكد أنه “منذ عامين، يتردد سؤال إسرائيلي: هل وصلنا إلى نقطة نهاية الحرب في غزة، وقد أصبح هذا السؤال جدلًا وجوديًا حادًا في المجتمع الإسرائيلي، وامتد إلى المجتمعات اليهودية حول العالم، لأنه في جميع الحروب الإسرائيلية حتى الآن، لم يرفع أي من الطرفين راية بيضاء، ومع مرور الوقت، أصبحت الأطراف، أحيانًا بمساعدة وأحيانًا تحت تحت ضغط القوى العظمى، بدأوا بإجراء محادثات أفضت إلى اتفاقيات، حتى لو كانت على حساب معرفة إمكانية استئناف الحرب مستقبلاً”.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

وأوضح أن “النقطة الأساسية أنه رغم عدم وجود استسلام، لكن هناك رغبة، أو على الأقل اتفاقًا متبادلًا، لوقف القتال عندما تكون للاحتلال اليد العليا، مع العلم أن جمع هذه الحالات يوفر له ردعًا تراكميًا يؤدي في النهاية إلى اتفاقية سلام، وقد ثبتت صحة نهج بن غوريون، كما يتضح من توقيع اتفاقيات السلام مع جيران الاحتلال، لكنه ومثله زئيف جابوتنسكي لم يتخيلا قط أن المقاومة الفلسطينية ستنمو إلى هذا الحدّ”.

وأشار أن “نفوذ الفلسطينيين في الساحة الدولة أصبح يُعادل نفوذ دولة معادية، ورغم أن حرب “السيوف الحديدية” يظهر فيها الاحتلال الطرف المسيطر حاليًا، لكن الحرب مستمرة.. لماذا؟ ولماذا يُسبب الجدل حول نهايتها أزمة وجودية في المجتمع الإسرائيلي، مع أنه وفقًا للمفهوم الأمني، لا مبرر لمواصلة القتال، ولا يوجد سبب أمني يمنع التوصل لاتفاق يُعيد المخطوفين”.
وأضاف أنه “رغم الضعف الذي يحيط بحماس حاليا، وإعلانها صراحةً عدم رغبتها في مواصلة القتال، إلا أن الحرب والمفاوضات العقيمة المُصاحبة لها مستمرة بوحشية منذ ما يقرب من عامين، ومع أن جميع شروط إنهائها متوافرة، وكما يتضح مما حصل في لبنان وإيران، لكن هذا لا يحدث في غزة”.

يمكن الاستنتاج من هذه السطور أن قطاعا واسعا من الإسرائيليين المؤيدين لوقف حرب الإبادة في غزة، لا يترددون في الاعتراف بأن السبب في عدم إنهائها هو انقسام المجتمع الإسرائيلي بين من يعتقد أن غزة جزء من أرض دولة الاحتلال، وأنه يجب إعادتها إليها، وتهجير سكانها، والاستيطان فيها، ومن يعتقد، عن حق، أن هذه السياسة قد تكون كارثية، وأنه يجب سحب غزة، وإبقاؤها خارج حدود الدولة، لأن أي حجة أخرى يستخدمها أي إسرائيلي هي تضليل متعمد، وسيكون ثمنها من دماء الفلسطينيين والإسرائيليين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى