شؤون (إسرائيلية)

جنرال اسرائيلي يشن هجوماً حاداً على حكومة بينيت بسبب صفقة تبادل الأسرى

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء – الأراضي المحتلة

ما زال ملف صفقة تبادل الأسرى، عالقاً بسبب تلكؤ الاحتلال، في الاستجابة لمطالب المقاومة، ما أثار حالة من الإحباط في أوساط أهاليهم، واتهام الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بالتردد في حسم هذا الموضوع، ما قد يعرض حياة أبنائهم الأسرى في غزة للخطر، كلما مر الوقت.

آخر هذه الأصوات المنتقدة لأداء الحكومة صدر عن الجنرال آفي كالو الرئيس السابق لملف الأسرى والمفقودين في جيش الاحتلال، طيلة خمس سنوات، الذي أبدى تشاؤمه بشأن إبرام صفقة محتملة مع حرة حماس، وينتقد بشدة المستويين السياسي والعسكري الإسرائيليين، لأن السنوات الأخيرة أكدت أنه لم يكن لدى دولة الاحتلال استراتيجية في ما يتعلق بأسراها في غزة.

وقد أكد كالو في حوار مطول مع صحيفة معاريف، أن “الحكومة فوتت خطة سرية لتبادل الأسرى مع حماس في غزة، وعلى عكس المنشورات المختلفة، فإننا لم نقترب من حل القضية منذ نهاية حرب 2014، لأن القيادتين السياسية والعسكرية تخشيان التدخل والانخراط بجرأة في هذه القضية خوفًا من النقد العام والتكلفة السياسية، وفي الواقع فإن كل ما نشرته إسرائيل من شعارات حول الصفقة التي طال أمدها ما هو إلا نثر للرماد في عيون عائلات الجنود حتى يومنا هذا”.

وأضاف أن “هذا السلوك الإسرائيلي المتعرج في قضية صفقة التبادل يمنح العدو فرصة للاستفادة منه لمصالحه الخاصة، رغم ما تبذله الجهات الفنية في هذا الملف الحساس، من جمع المعلومات والبحث والاستخبارات والعلاقات الخارجية مع أجهزة الأمن الأخرى، وليس أقل أهمية بل لعلها المهمة المعقدة وربما الأكثر حساسية، هي الاتصال بعائلات الجنود الأسرى، لكن المنظومة السياسية الأمنية الإسرائيلية ما زالت تعاني من صدمة صفقة شاليط 2011، كما حدث في الماضي من صدمة صفقة جبريل 1985 والثمن الباهظ الذي دفعناه بإطلاق سراح 1150 أسيرا فلسطينيا”.

وأشار إلى أن “المستوى السياسي الإسرائيلي يعاني من شلل في قدرته على إجراء مفاوضات فعالة مع حركة حماس حول ثمن الصفقة المقبلة، ولذلك فإنه توجد بشأنها علامات استفهام، وربما لا يكون هناك حل في الوقت الحالي لهذه القضية، ما يستدعي الحكومة أن تكون صادقة مع عائلات الجنود الأسرى، وألا تخدعهم، لأن حماس عدو صعب للغاية، أكثر من حزب الله، وهي تعتمد على إنجازاتها الهائلة في صفقة شاليط لإنجاز الصفقة التالية”.

وأوضح أن “الصفقة القادمة أكثر تعقيدًا لكلا الجانبين، حماس وإسرائيل، ولقد ذهبنا مرارًا وتكرارًا لمحاولة حل الحزمة بأكملها معًا، لكننا أمام دفع الأثمان المطلوبة لم نجد فرصة تجعل الطرف الآخر على استعداد لقبولها، وما حصل منذ حرب غزة الأخيرة 2021 أن إسرائيل لم تحاول الاستفادة مما قدمته لغزة من إدخال 20 ألف عامل للتقدم في ملف الأسرى، بل إنها من الناحية العملية سحبت جميع مطالباتها تقريبًا، رغم موافقتها على إدخال العمال، وتنفيذ المشاريع الدولية، والمنحة القطرية”.

وأشار إلى أنه “لا يمكن إعادة الجنود، حتى لو كانوا جثثاً، دون دفع ثمن أمني، صحيح أننا قد لا نكون أمام صفقة بحجم صفقة شاليط، لكن هناك حاجة لإطلاق سراح محدود للأسرى الخطرين، لأن ذلك يسمح بإيجاد حل لإسرائيليين في أسر حماس لعدة سنوات، ما قد يستدعي منا كسر النماذج القائمة، لكن الركود، وقلة العمل السياسي، وعدم اهتمام القيادة العسكرية، كلها عوامل ساهمت في إبقاء القضية عالقة منذ سنوات طويلة، وباتت قيمة القضية تتآكل، لأن الشعور السائد لدى الجمهور الإسرائيلي أن الجيش لا يقوم بمحاولات مختلفة لإيجاد حل لهذه القضية، ما يساهم بدوره في تراجع الثقة به”.

وختم بالقول إن “هناك العديد من الأدوات التي لا يمكن تفصيلها كلها، كفيلة بإحداث تقدم في إنجاز ملف صفقة التبادل مع حماس، لكن لم يتم استخدامها بشكل كافٍ في السنوات الأخيرة، ولذلك فإنه في الوضع السياسي الحالي أجد صعوبة في رؤية تقدم حقيقي فيها، لأنها خطوة تتطلب الكثير من الشجاعة والدعم السياسي الواسع، وهناك الكثير مما يتعين القيام به في الطريق إلى صفقة لم يتم إجراؤها حتى الآن، وهناك مجال للمشاركة النشطة من قبل كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين ورئيس الأركان، لأنه إذا أظهر المزيد من النشاط، فيمكنه تسخير العوامل السياسية لصالحه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى