مقالات الخامسة

جنين قنبلة موقوتة

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

اسماعيل مسلماني يكتب للخامسة للأنباء :

الهدف الرئيسي من وراء العدوان على جنين هو منعها من التحول الى غزة وضرب النسيج الاجتماعي اي الحاضنة الشعبية التي شكلت حصانة اجتماعية اقوى الصاروخ فالعملية التي تم التحضير والاعلان عنها مسبقا بحيث تم الاعداد ووضع الخطط والتدريبات على مدار اكثر اسبوعين والمؤسسات الامنية والعسكرية والسياسية اجمعت كلها على شن حملة عسكرية في ظل عملية كاسر الامواج التي بدات منذ عام 2021 وكل المحاولات والاقتحامات المتتالية فشلت بالقضاء على المقاومة وتعرض المخيم الى  ارتكاب مجازر وهدم واعتقالات وترهيب ورعب لكنها  لم تنجح بالدخول متر واحد الى المخيم .

وخلال معركة سيف القدس ووحدة الساحات وثار الاحرار وكل الهبات تعرضت اسرائيل هزات  وضربات امنية ومع ارتفاع وحدة الساحات الخارجية والتقارب الايراني للمنطقة الاقليمية زاد من  تأكل الردع وحالة الانقسام التي ما زالت مستمرة حول انقلاب على التشريعات القضائية ادى الى التصدعات وشرخ في كل الشرائح وتركيبة الاحزاب الاسرائيلية وحتى الائتلاف الحاكم

ونتنياهو يود ان يصدر الازمة من الداخل الى الخارج وخصوصا بعد تراجع استطلاع الراي وضعف الليكود الذي يعد مركز الدولة

والهدف الثاني من (البيت والحديقة )وتعني اننا اصحاب الارض اي  القدس وان الضفة الغربية اي الحديقة  المستوطنات وشرعنة الاستيطان من خلال الحكومة الاسرائيلية وارضاء المستوطنين

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

 ونجح نتنياهو بالخطاب الاعلامي تحت شعار حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها  لضرب جنين عبر المؤسسات الدولية واخذ الضوء الاخضر من قبل الادارة الامريكية

والهدف الثالث هو استعادة الردع بعد ان تحولت جنين مركزا ومعقل للثورة والكفاح وطريقة الاداء والعمل واسلوب المقاومة وتحديدا سرايا القدس  وبعد نسف المدرعات واستمرار لساعات طويلة من الاشتباك وان الردع للمدن الفلسطينية  نابلس وطولكرم واريحا …وكافة المدن الاخرى وان تنهي باسرع وقت القتل والمطلوبين والسيطرة على المتفجرات والمعدات خلال 48 ساعة فقط لان الاستمرار سيعرضها الى حرب  مع الساحات غزة ولبنان بشكل اساسي وممكن ان تتطور الى انتفاضة ثالثة  ومن هنا اختارت  تغيير قواعد الاشتباك استخدام القوة المفرطة بسلاح الجو لرفع مستوى الخوف وانها ما زالت اسرائيل تتحكم بالقوة لرفع هيبة الاسرائيليين واعادة الثقة بالدولة ومكانتها امام محور المقاومة والساحات وحتى العالم لتحافظ على اسطورة الجيش الذي لا يقهر

عنصر المفاجاة للمقاومة بين الدفاع والهجوم  قلبت كل الموازين وعلى لسان اكثر من مسؤول العملية معقدة وصعبة ثم جاءت عملية تل ابيب شكلت ضربة ومقتل جندي خلال الاشتباك واطلاق صواريخ من غزه شكلت  هزة امنية وبدات تتعالى الاصوات ان الاجتياح والحرب على جنين لن ينهي المقاومة وان مرور 9 اشهر على الحكومة لم تجلب الامن والامان ولا توجد حلول سحرية او خلال ساعات يتم انهاء الحسم داخل المخيم

   نتنياهو قرر المغامرة وكانت غير محسوبة ويبحث عن حلول للخروج من ازمات بعرض واستعراض على عملية انها محدودة بل على الارض كانت مجزرة وتطهير طبقت المؤسسة العسكرية مثل الحرب الاولى والثانية العالمية  بقطع المياه والكهرباء وفصل المخيم عن القرى وفرض حصار كامل على المخيم وحجم الدمار والخراب والقتل والتهجير امام شاشات العالم ؟!

باختصار الترسانة الاسرائيلية فشلت امام بوابة مخيم جنين واحضار الف جندي واجهزة وسلاح الجو دليل على الخوف من المواجهة واظهر العجز بالنزول الى الى الميدان جنين ما زالت قنبلة موقوته تشكل الرعب والقلق لكل المؤسسات الامنية والعسكرية والسياسية سيكتب التاريخ ان 40 ساعة من المعركة الاعنف في تاريخ القضية الفلسطينية لانها شكلت فضيحة عسكرية امام العالم ومع ذلك تتفاخر انها قتلت ودمرت وعملت وما زال المخيم قنبلة موقوته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى