مقالات الخامسة

جهلاء وقت البلاء.. غزة بين مؤامرات التهجير وخداع المفاوضات 

بقلم: د. حسام نافذ أبو دلال  

منذ بداية الحرب على غزة، تم التعامل مع الملف الغزي كورقة مساومة في أيدي أجهزة مخابرات دولية تسعى لربطه بمصالحها الخاصة، الأكثر خطورة هو ارتباط هذا الملف بالملف النووي الإيراني والمفاوضات الأمريكية الإيرانية، حيث تختلف استراتيجيات الأطراف الدولية:

– ترامب يريد إنهاء كل ملف على حدة.

– نتنياهو يسعى لإنهاء الملف الإيراني قبل أو بالتزامن مع حرب غزة.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

لكن أين قرار غزة الحقيقي في هذه المعادلة؟

غزة: ضحية خزعبلات الشيعة وولاية الفقيه!

قيادات الخارج التي تتبع ولاية الفقيه الإيراني (الخامنئي) – حيث يكون له القول الفصل في الحرب والسلم – حولت غزة إلى رقعة شطرنج تُحرك وفق مصالح طهران، وهنا يُطرح سؤال جوهري:

أين قيادات غزة الأصلية؟

من بين نحو 3000 قيادي في الصف الأول لـ”خماس”، لم يتبق سوى عشرة! غزة بلا قرار حقيقي، ومقاومتها أصبحت مجرد أداة في لعبة أكبر.

المفاوضون: أدوات ضعيفة وخاضعة 

المفاوضون الحاليون لا يمتلكون الخبرة السياسية أو القدرة على قراءة الأحداث واستشراف المستقبل. النتيجة؟ كوارث لا يمكن العدول عنها، مثل:

– مسح مدينة رفح واحتلالها بالكامل، وهدم المنازل، وتهجير سكانها.

– تحويل رفح إلى “فقاعة إنسانية” خاضعة لنظام أمني صارم، تمهيداً لجعلها منطقة إيواء وهجرة قسرية.

– إخلاء شمال غزة ودفع السكان جنوباً، حيث يتم تهيئة “مناطق آمنة” هي في الحقيقة فخ استراتيجي.

 التهجير الممنهج: مخطط مدعوم بآلات الهدم

شركات المقاولات تعمل ليلاً ونهاراً لمسح البيوت ونقل الركام إلى أماكن مجهولة. لماذا هذه الحرب مغلقة بلا مخرج؟ لأن الهدف ليس إنهاء الصراع، بل إتمام التهجير المنظم، بحيث يكون:

– اختيارياً ظاهرياً (من خلال صنع بيئة طاردة).

– منظماً لضمان عدم حدوث فوضى تعيق المخطط.

تحذير أخير: غزة تُباع مقابل الملف النووي الإيراني!

الوقت يداهمنا، والمؤامرة تكتمل:

– المفاوضون في الخارج مرتهنون لمصالح الدول المضيفة، ولا يستطيعون الخروج عن النص.

– البيانات الرنانة مجرد ضجيج إعلامي لا يوقف المذابح.

– غزة أصبحت تحت الوصاية الأمريكية مقابل تسوية الملف النووي الإيراني.

 دعوة للوعي والعزل

إذا أردنا إنقاذ ما تبقى من كرامة غزة، يجب:

1. عزل كل قيادات الخارج عن المفاوضات، لأنهم أدوات في أيدي أعدائنا.

2. إدراك أننا أمام مؤامرة كبرى، تتقاطع فيها مصالح إيران وأمريكا وإسرائيل.

3. التوقف عن الانخداع بالشعارات، فالمجازر مستمرة والمخطط يتقدم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى