حذاري.. الذئب مجروح يلعق دمه
كتب: حمدي فراج
مكالمة واحدة “تلفون”، يأتي من جاسوس وازن معتمد لدى جهاز الشاباك، يقول فيه إنه تمكن من معرفة مكان يضم خمسة من الأسرى الجنود لدى حماس، يجعل نتنياهو يقرر فوراً ارسال قوة عسكرية ضاربة لقصف المكان وإحضار الأسرى أحياء أو أمواتا.
لن يعير نتنياهو أي اهتمام أو التزام أو توقيع أو اتفاق أو وسطاء – خاصة إذا كانوا عرباً– سيقول للعالم إن مصلحة إسرائيل وحياة جنودها أهم من أي شيء آخر على الإطلاق، وإنه هو شخصياً المكلف شعبياً بهذه المهمة، ليس بايدن ولا ترامب من بعده، فهؤلاء بعيدون ولا يفهمون خطوط الصراع الرفيعة. ليس السيسي ولا تميم، فهؤلاء لهم دولهم وشعوبهم التي يعنون بها. سيقول إن الله، يمنعه من التردد أو التقاعس أو التأجيل، خاصة أن سيناريو مبادلتهم سيكون في المرحلة الثانية بعد ستة أسابيع، ومن يضمن، متسائلاً، إن تتم؟ ، بل ومن يضمن أن لا تقوم حماس بقتلهم؟ سيقول ما قاله من قبله إسحق شامير عندما ذهب إلى مؤتمر مدريد إنه كان في نيته مد المفاوضات عشر سنين، وها هي امتدت لأربعين، ويقول ما قاله اسحق رابين من أن المواعيد ليست مقدسة، سيقول إن حماس خرقت الصفقة ثلاث مرات في عشرة أيام، عندما لم تسلمنا القوائم في الدفعة الأولى، وعندما لم تلتزم بإطلاق أربيل يهود في الدفعة الثانية، وعندما عرّضت حياة المخطوفين للخطر في الدفعة الثالثة، حيث أرادت استثمار ذلك في محيط منزل السنوار.
طبعا كل هذا عبارة عن ذرائع، بات نتنياهو يبحث عنها بالمصباح في عز الظهر. لقد وعد شركاءه في الحكم بأنه لن يصل إلى المرحلة الثانية، ولسوف يستأنف الحرب، فيقضي على حماس ومعها 20 – 30 ألف مدني، فيساعد ترامب في خطة التهجير، وسيعمد إلى تدفيع الناس ثمن مساندتهم لحماس عندما عادوا إلى بيوتهم المدمرة، فما أن يهاجمهم هذه المرة حتى ينزحوا للمرة الأخيرة إلى حيث الجوع والعطش واليأس. أما حماس فبعد إعلانها الأخير مقتل طاقمها القيادي العسكري، وعلى رأسهم الضيف، فإنها فرصة ذهبية للانقضاض والإجهاز عليها، بدلاً من أن تلتقط أنفاسها وتعيد بناء ذاتها وتستبدل قادتها بأصحاب المؤبدات الذين يتحررون من القيد.
النقطة الأهم على الصعيد الشعبي والشخصي، هي الهزيمة التي لحقت بالجيش والساسة والمجتمع، للدرجة التي باتت ضحكة الفلسطيني وزغرودة الفلسطينية ممنوعة، إنها فرصته ليحول الهزيمة إلى نصر في غضون ستة أسابيع، فيتحول هو بالتالي من مجرم حرب مهزوم إلى ملك إسرائيلي منتصر.
إنها ليست رسالة تثبيطية للمقاومة بقيادة حماس، بقدر ما هي تحذيرية لمخاطر الذئب الجريح، كي تعي وتدرك وتحذر وتخطط، فالذي يبحث عن الذريعة، سيجدها، وإن لم يجدها، سيختلقها، فيدعي أن مكالمة وصلت تبلغ عن مكان مختطفين.
لقد وعد نتنياهو شركاءه في الحكم بأنه لن يصل إلى المرحلة الثانية، ولسوف يستأنف الحرب، فيقضي على حماس ومعها 20 – 30 ألف مدني، فيساعد ترامب في خطة التهجير، وسيعمد إلى تدفيع الناس ثمن مساندتهم لحماس.