حسام شبات.. الصحفي الذي نعى زميله فارتقى بعده بدقائق
شبكة الخامسة للأنباء - غزة

حسام شبات.. أقمار الصحافة إعداد: طارق وشاح
في صباح الاثنين، 24 مارس 2025، ارتقى الصحفي الفلسطيني حسام باسل شبات شهيدًا، بعد أن استهدفته طائرة مُسيّرة إسرائيلية بصاروخ بينما كان داخل سيارته قرب مدخل مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة. وكان حسام قد أنهى لتوّه مقابلة صحفية، و متجهًا نحو المستشفى الإندونيسي لإجراء بث حي عبر شاشة الجزيرة مباشر.
استشهاده جاء بعد دقائق فقط من نشره نعيًا مؤلمًا لزميله الصحفي محمد منصور، الذي استُشهد مع زوجته وابنه جراء قصف إسرائيلي مباشر لمنزله في خانيونس.
وُلد حسام في 10 أكتوبر 2001 في بيت حانون، البلدة الحدودية الصامدة شمال غزة. تلقّى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة الغوث، والتحق لاحقًا بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية لدراسة الإعلام.
لم ينتظر حسام التخرج ليبدأ مشواره؛ فقد عمل خلال دراسته كمصور ومونتير، ساعيًا لتطوير أدواته المهنية.
ومع اندلاع حرب الإبادة على غزة، اختار حسام أن يكون في الصفوف الأمامية، رغم قصف منزل عائلته ونزوح أهله نحو الجنوب، قرر البقاء في الشمال ليواصل تغطيته الميدانية كمراسل لقناة الجزيرة مباشر، مؤمنًا بأن الكلمة والصورة مقاومة لا تقل أهمية عن أي سلاح.
رسالة ما بعد الرحيل..
ترك الصحفي الشهيد حسام شبات خلفه رسالة مؤثرة، نُشرت بعد استشهاده، كتب فيها:
“إذا كنتم تقرؤون هذه الكلمات، فهذا يعني أنني قد قُتلت – على الأرجح استُهدفت – من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. لقد كرّست الثمانية عشر شهرًا الماضية من حياتي كاملةً لخدمة شعبي. وثّقتُ أهوال شمال غزة دقيقةً بدقيقة، مصممًا على كشف الحقيقة التي حاولوا طمسها. وأقسم بالله إنني قد أديتُ واجبي كصحفي. خاطرتُ بكل شيء لنقل الحقيقة، والآن، أرقد بسلام…”
حسام لم يكن مجرد صحفيٍّ يؤدي مهمته؛ كان شاهداً وشهيدًا. الصحفي أنس الشريف في رثاء صديقه الشهيد قائلًا: “لم يكن حسام مجرد أخ أو زميل، بل كان روحًا تمشي بين الناس؛ صحفيًّا مؤثرًا، وعَلَمًا من أعلام شمال غزة. لم يكن حضوره في الميدان عاديًّا، بل استثنائيًّا؛ عاش الخبر بكل تفاصيله، وكان شاهدًا على آلام الناس، ناقلًا لأصواتهم وأوجاعهم.”
إرث من دمّ وضوء
بعد استشهاده، سارع جيش الاحتلال إلى التفاخر بقتله، بنشر منشور رسمي على منصة “إكس” زعم فيه أن حسام “كان إرهابيًا” رغم ارتدائه سترة الصحافة وعمله المهني الموثق، في محاولة يائسة لتبرير استهداف الحقيقة.
رحل حسام لكن قصته أصبحت أكبر من أن تُطمس، وأسمه اليوم محفور بين شهداء “أقمار الصحافة“، الذين حوّلوا الكلمة والصورة إلى مقاومة، وواجهوا آلة التعتيم بالدمّ والنور.