الرئيسيةحكايا في زمن الحرب

حكايا في زمن الحرب.. عبدالله: قدم واحدة وإرادة لا تنتهي

"كنت مفكر أن القصف أخذ مني كل شيء، لكن الصدمة الكبيرة لما قال لي الدكاترة إنهم هيقصوا رجلي، عرفت وقتها أنه حياتي كلها اتغيرت."

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

حكايا في زمن الحرب إعداد: شيماء مقداد

لم يكن عبد الله قلجة (24 عاماً) يعلم أن حياته ستنقلب رأسًا على عقب في لحظة واحدة، حينما استهدف القصف الإسرائيلي منزله في 27 أكتوبر.

قبل هذا اليوم، كان عبد الله شابًا مليئًا بالطموح، يتطلع لمستقبل مشرق بعد تخرجه من الكلية الجامعية بشهادة في كهرباء المنازل.

كان يحيط به أحباؤه ويعيش حياة هادئة، تتجسد كل أحلامه في تأسيس أسرة صغيرة، والعمل في مهنة مناسبة للمجال الذي يحبه.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

لم يدمر القصف منزل عبدالله فقط، بل نزع منه جزءًا من روحه وقلبه، حين فقد والده وأخاه وأبناء عمه.

وفي أشد اللحظات قسوة، وجد نفسه في مستشفى الشفاء، يكافح من أجل البقاء على قيد الحياة، بعد أن نجى من إصابة خطيرة في قدمه.

“حتى لو أخدت الحرب منا أجسامنا، ما بتقدر تاخد أحلامنا، رح أرجع أقوى من الأول”.

كانت تلك اللحظة التي وجد بها عبدالله نفسه على سرير المستشفى، البداية لعالم جديد مليء بالتحديات، وبعد سلسلة من العمليات الجراحية الفاشلة، لم يكن أمام الأطباء خيار سوى بتر قدمه.

وعلى الرغم من كل ذلك الألم، كان يثقل صدره شعوره بالمسؤولية تجاه والدته، التي أصبحت الآن تعيش معه في خيمة صغيرة بعد نزوحهم من منزلهم، في حياة جديدة قاسية تتطلب منه أن يصبح السند الوحيد لها، يلبي احتياجاتها الأساسية، ويكافح من أجل البقاء رغم إعاقته.

“لما انكسر العكاز، كان لازم أعمل شيء يساعدني أكمل، بطلّع على إمي وعلى حياتنا في الخيمة، مكانش قدامي خيار غير إني أتحرك”.

في أحد الأيام، وبينما كان عبد الله يخرج لجمع الحطب والماء، كمهمة يومي من مهام حياة النزوح، انكسر عكازه الذي كان يعتمد عليه في الحركة.

كانت تلك اللحظة الفاصلة، وبدلاً من الاستسلام، أدرك عبد الله أنه يجب أن يجد حلاً لنفسه، فقرر ألا ينتظر أحدًا يأتي لإنقاذه، بل أن يصنع طرفًا صناعيًا لنفسه وبنفسه.

بأدوات بسيطة، وقليل من المعرفة، صنع عبد الله طرفًا صناعيًا بنفسه. أخذ مقاسات قدمه المتبقية وصمم طرفًا بدائيًا يمكنه من المشي بشكل أفضل من العكاز الذي كُسر. ورغم النجاح الأولي، لم يتوقف قلق عبدالله بشأن الألم والالتهابات التي قد تنشأ نتيجة عدم اكتمال العلاج المناسب لقدمه.

“قررت أنهي عذابي وصنعت الطرف بنفسي، لكن من قلبي لسا بحلم بشيء أفضل، بحلم أسافر واتعالج، وأرجع أمشي على رجلي من تاني”

حلم عبد الله الآن أكبر من مجرد الحركة، بل يسعى للحصول على طرف صناعي طبي خارج غزة ليعود إلى حياته الطبيعية.

على الرغم من كل ما فقده، لا يزال يحمل في قلبه الأمل ببناء حياة جديدة، في وطنه الذي لم يتخل عنه.

تغطية مستمرة.. تابعونا على قناة شبكة الخامسة للأنباء في تيلجرام

قصة عبد الله هي حكاية الأمل المتجدد في قلب كل شخص يواجه الصعاب، تخبرنا أن القوة الحقيقية تكمن في قدرة الإنسان على النهوض من جديد، مهما كانت الجراح عميقة، ومهما كانت الأحلام بعيدة.

حكايا في زمن الحرب
المصاب عبد الله قلجة
حكايا في زمن الحرب
المصاب عبد الله قلجة
حكايا في زمن الحرب
المصاب عبد الله قلجة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى