الرئيسيةتقارير

حكومة نتنياهو تفتح شهيتها لتشريد المقدسيين وهدم منازلهم

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

الخامسة للأنباء- تقرير خاص- خليل قنن:تزدادُ وتيرة عمليات الهدم للمباني والمنشآت السكنية في مدينة القدس المحتلة، بشكلٍ لافت وبصورةٍ كبيرة مع بداية هذا العام الذي شهد عشراتِ عمليات الهدم في صورةٍ مُنافيةٍ للقانون الدولي ولكافة الشرائع الدولية، باعتبارها جرائم حرب تستهدف السكان المقدسيين وممتلكاتهم.

تهويدٌ مُتدرج وبخطواتٍ ثابتة تنفذه دولة الاحتلال في مدينة القدس لإحداث تغيّر ديمغرافي بتسكين عائلات المستوطنين واكسابها طابعًا يهوديًا، عبر استبدال أسماء الشوارع والأحياء العربية بأخرى يهودية، باتباع سياسة النفس الطويل، التي تقوم على التهويد منزلًا بمنزل وشارعًا بشارع.

ولم يكتفي الاحتلال بإحاطة المدينة المقدسة بسورِ يعزلها عن محيطها الفلسطيني، بل عمل على التغلغل بداخلها من خلال استهداف الأحياء والقرى والتجمعات السكنية الكبرى عبر عزلها، بهدف إخراجها من معادلة الصراع الديمغرافي المحتدم في المدينة لصالح الاحتلال.

مخطط الاحتلال لتهويد الأحياء المقدسة
بدأت حكومة نتنياهو طرح تصوراتٍ لمخططاتٍ للتخلص من الأحياء المقدسة التي يتراوح عدد سكانها ما بين 125 إلى 140 ألف مقدسي يقتنون في بلدات وأحياء (كفر عقب، سميراميس، أم الشرايط، مخيم شعفاط) شمالي القدس المحتلة، وفي بلدتي (الزعيم، العيساوية) وسط القدس، بالإضافة إلى التجمعات الواقعة جنوب شرق المدينة مثل (حي الشيخ سعد، بلدة صور باهر، جبل المكبر).

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

أهداف المخططات التهويدية

تهدف المخططات الإسرائيلية إلى سلخ هذه الأحياء عن مركز المدينة وتقليص الوجود الديمغرافي الفلسطيني فيها إلى أدنى نسبة له، بعدما كانت نسبة المقدسيين تخطت 40% من تعداد السكان في القدس بشطريها الشرقي والغربي، وتقضي مخططات الاحتلال إلى تخفيض عدد المقدسيين إلى 15% فقط.
إحصائيات مقدسية رسمية
وحسب التقرير السنوي لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان لعام 2022، فإن عدد الإخطارات الإسرائيلية بهدم مبانٍ فلسطينية منذ 2015 تجاوز 5800، بينها 1220 خلال 2022، وهُدمت 715 منشأة منها.

إحصائيات الهدم في العاصمة
أما على صعيد القدس المحتلة نفذت سلطات الاحتلال 211 حالة هدم خلال عام 2022، تشمل منازل ومنشآت تجارية، وبركسات وأسوارًا، وغيرها، فيما يتهدد شبح الهدم أكثر من 22 ألف منزل خلال العام الجاري، وفق إحصائيات مقدسية.
وتشير إحصائيات مؤسسة “القسطل” المقدسية إلى أن 30 عملية هدم لمنشآت المقدسيين في مناطق مختلفة من المدينة المحتلة نفذها الاحتلال في شهر كانون الثاني/يناير الماضي.
وكشف تقرير المؤسسة المقدسية أن شهر كانون الثاني/ يناير الماضي شهد قفزة ملحوظة في الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال بحق القدس والمقدسيين، مقارنة بالأشهر السابقة.
وبحسب مؤسسة القسطل فإن الاحتلال صعّد في عمليات الهدم التي نفذها لمنشآت المقدسيين وممتلكاتهم، حيث شهد الشهر الماضي هدم أكثر من 30 منشأة مقدسية، وتجريف العديد من الأراضي، واقتلاع الكثير من الأشجار.
ووثقت المؤسسة مجموعة من الانتهاكات التي نفذها الاحتلال في القدس، والتي كان على رأسها استشهاد خمسة مقدسيين، وهم كل من: سمير أصلان من مخيم قلنديا، وخيري علقم من بلدة الطور، ووديع أبو رموز من بلدة سلوان، ويوسف محيسن من بلدة الرام، والفتى محمد علي من مخيم شعفاط.

الاقتحامات والانتهاكات مستمرة
أما في سياق اقتحامات المسجد الأقصى، فقد وثقت “القسطل” اقتحام 4 آلاف و516 مستوطنًا المسجد، من بينهم وزير أمن الاحتلال “إيتمار بن غفير”، وعضو كنيست الاحتلال السابق “موشيه فيغلين”، إضافة إلى عضو كنيست الاحتلال السابق “يهودا غليك”.
كما مثّل اقتحام أكثر من 60 عنصرًا من عناصر مخابرات وضباط الاحتلال سابقة خطيرة بحق الأقصى، منتهكين بذلك حرمة مصلياته وباحاته.

تبني حكومة نتنياهو لسياسة الهدم
وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبر حسابه الرسمي في تويتر، قبل أيامٍ ليست بالبعيدة، تهديدًا للفلسطينيين، قائلًا: “إن حكومته نفّذت 38 عملية هدم في الضفة، انتهى الوضع الذي يغرق فيه الفلسطينيون بالبناء غير القانوني في محاولة لإثبات الحقائق على الأرض”.
وفي سياق متصل أعلن المتطرف الإسرائيلي إيمتار بن غفير، عزمه تنفيذ عملية هدم جديدة، ومن المقرر أنها كانت ستنفذ قبل فترة، لبناية سكنية شرقي القدس يقطنها 100 فلسطيني، في حي واد قدوم ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، قائلًا بكل تبجج “سيادة القانون يجب أن تطبق.. هذه هي سيادتي”، وسط تحذيراتٍ من مسؤولين إسرائيليين من أن ذلك سيتسبب بالتصعيد في المدينة.

تأجيل مؤقت للهدم
وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية “أنه وبإيعاز من نتنياهو تقرر تأجيل عملية هدم البناية السكنية الضخمة التي تضم 100 فلسطيني في حي واد قدوم بالقدس المحتلة رغم أوامر بن غفير بهدمها”.
من هنا يتبين أن حكومة نتنياهو تعمل على قدم وساق لتكثيف الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية والقدس المحتلة بشطريها الشرقي والغربي.

الجدير بذكره تضم حكومة نتنياهو أكثر الأحزاب الإسرائيلية تطرفًا، وتضم اثنين من المستوطنين المقيمين على أراضي الضفة الغربية، هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش اللذان حرّضا في الأيام الأخيرة على الفلسطينيين في المنطقة “ج” وخاصة في تجمع الخان الأحمر شرقي القدس.

وبينت وسائل إعلام إسرائيلية أن يوم الأربعاء يحمل اختبارًا هامًا لحكومة بنيامين نتنياهو، وسيكون يومًا حاسمًا لمصير الخان الأحمر، حيث تنتهي مهلة تدمير القرية وطرد سكانها، رغم أوامر الهدم العديدة التي صدرت في السنوات الماضية، لكن الحكومات المتعاقبة تجنبت تنفيذ الإخلاء بضغط من المجتمع الدولي.
مؤخرًا، طالب المتطرف بن غفير بتنفيذ قرار هدم الخان الأحمر وطرد سكانه، فيما كانت حكومة الاحتلال قد اعتمدت مطلع الأسبوع الماضي قرارات لتوسيع رقعة الاستيطان وتسهيل الحصول على التراخيص اللازمة لإنجاز هذه العملية.

مواقف فلسطينية منددة
حمّلت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استمرار عمليات الهدم والاخلاء التي تقوم بها في القدس الشرقية، وشددت على أن هذه الخطوة من شأنها دفع الأمور إلى مربع التصعيد، داعية لتدخلٌ دوليًا عاجلًا.
واعتبر مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي في حوار خاص “للخامسة للأنباء” أن الهدف الأساسي وراء هدم المنازل في مدينة القدس المحتلة، على يد القوات الإسرائيلية، هو منع النمو الديموغرافي للمقدسيين الذين يشكلون اليوم حوالي 40% من مجمل سكان المدينة بشقيها، وتقليص وجودهم إلى أقل من 15%.
وأوضح أن خطة الاحتلال ثلاثة أبعاد، الأول يهدف إلى تحقيق نتائج سياسية عنوانها تكريس الضم، وثانيها قلب الجغرافيا من خلال بناء مزيد من المستوطنات وضمها جنوبا وشرقا في إطار القدس الكبرى، وثالثها ديموغرافي من خلال تقليص الوجود الفلسطيني من خلال سياسة التهجير القسري وهدم المنازل.

تغطية مستمرة.. تابعونا على قناة شبكة الخامسة للأنباء في تيلجرام

واستنكر تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، قرارات الهدم الجائرة التي تصدرها الحكومة الإسرائيلية، وتطال بيوت المقدسيين وتستهدف تهجيرهم من مدينتهم المحتلة ،واعتبر أن كل ما يجري في مدينة القدس من جرائم قتل وهدم وتهجير “جرائم حرب”، مطالبًا التدخل الفوري لوقف مجازر الهدم والتهجير التي ترتكب يوميًا في مدينة القدس بقيادة المتطرف بن غفير.

وقالت حركة حماس إن “استمرار الاحتلال في سياساته التوسعية الإحلالية في القدس، يدق ناقوس خطر جديد ويجعل شبح الهدم والتهجير يخيّم على كل الأحياء”.
وأكدت أن الشعب الفلسطيني لن يقف متفرجًا أمام سياسات الهدم والتهجير بالقدس لإحكام السيطرة عليها واستكمال تهويدها.

وشددت الفصائل على أن عمليات الهدم بمثابة جريمة حربٍ وعملية تطهير عرقيّ مُمنهجة.

وتسابق إسرائيل الزمن إلى تعزيز الاستيطان وتهويد مدينة القدس المحتلة وتغيير معالمها العربية والاسلامية، وتفريغها بالتدريج من المواطنين الفلسطينيين لصالح المستوطنين، تنفيذًا لمشروع “القدس الكبرى” التي تسعي سلطات الاحتلال لتنفيذ عبر سلسلة طويلة من الإجراءات والخطوات الاستيطانية وفي مقدمتها عمليات الهدم وتشريد السكان من أرضهم وممتلكاتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى