مقالات الخامسة

حملة أمنية مفاجئة في غزة تستهدف عصابات قطاع الطرق وناهبي المساعدات

حسين حسين

في خطوة غير متوقعة، أطلقت الأجهزة الأمنية في غزة حملة أمنية مفاجئة لمكافحة عصابات قطاع الطرق التي كانت تعترض شاحنات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى جنوب القطاع. الحملة التي نفذتها وحدات خاصة تابعة لوزارة الداخلية في غزة، وأسفرت عن مقتل وإصابة العديد من اللصوص وناهبي المساعدات الذين تم توقيفهم أثناء محاولاتهم اعتراض الشاحنات. من أبرز هذه الوحدات وحدة سهم والوحدة الخاصة 103، اللتان لعبتا دورًا رئيسيًا في تنفيذ الحملة بنجاح. هذه الحملة لاقت تأييدًا شعبيًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك التأييد العشائري والفصائلي، وجاءت لإنهاء ظاهرة نهب المساعدات التي تفاقم معاناة السكان في جنوب القطاع.

الهدف الرئيسي للحملة: ضرب شبكات التخابر مع الاحتلال
استهدفت الحملة الأمنية بشكل رئيسي العصابات التي كانت تعترض شاحنات المساعدات على شارع صلاح الدين، وتقوم باقتيادها إلى مناطق تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي. هذا التواطؤ مع الاحتلال كان يعيق وصول المواد الأساسية إلى المدنيين في القطاع. الهدف من الحملة كان إنهاء عمليات النهب وإحباط محاولات الاحتلال لتعميق معاناة سكان غزة عبر هذه العصابات المدعومة.

التهديد بالمجاعة: نفاد الدقيق وارتفاع الأسعار
قبل الحملة الأمنية، كانت غزة مهددة بمجاعة حقيقية بسبب استمرار عمليات نهب المساعدات الإنسانية. من أهم المواد التي تعرضت للسرقة كانت شحنات الدقيق، الذي بدأ ينفد بشكل سريع من الأسواق، مما أدى إلى شح حاد في المواد الغذائية الأساسية. كما أن الأسعار ارتفعت بشكل غير مسبوق، حيث تم بيع المواد الغذائية بأسعار فلكية، ما فاقم من الأزمة الإنسانية في القطاع وأدى إلى تدهور الوضع المعيشي للمواطنين. هذا التدهور كان يهدد حياة أكثر من مليون ونصف مليون شخص في جنوب القطاع الذين كانوا في أمس الحاجة لهذه المساعدات.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

رد فعل مفاجئ: سقوط العديد من اللصوص وقطاعي الطرق
تفاجأ اللصوص وناهبو المساعدات عند تنفيذ الحملة الأمنية المفاجئة. فقد كانت الحملة منسقة بدقة، حيث شنت وحدات خاصة من الأجهزة الأمنية الفلسطينية هجومًا مفاجئًا على العصابات، مما أسفر عن مقتل العديد من أفرادها وإصابة آخرين. هذا التدخل الأمني السريع أسهم في تقليص عمليات اعتراض شاحنات المساعدات، وسمح بإيصال الإغاثة إلى المدنيين المحاصرين في جنوب القطاع.

التأييد الشعبي والعشائري والفصائلي: دعم واسع للحملة
الحملة الأمنية لاقت تأييدًا شعبيًا واسعًا من مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك التأييد العشائري الذي عبر عن دعمه الكامل في مواجهة العصابات المجرمة. كما حصلت الحملة على مباركة فصائلية من مختلف التنظيمات السياسية الفلسطينية، التي اعتبرت الحملة خطوة ضرورية لإعادة الأمن والنظام في غزة، ووقف استغلال المواطنين تحت أي ظرف كان. كان هذا الدعم الشعبي والفصائلي بمثابة ركيزة أساسية لتعزيز فعالية الحملة.

التعاون بين الاحتلال والمستوطنين: عرقلة وصول المساعدات
قبل الحملة الأمنية، كانت مجموعات المستوطنين المتطرفين، مثل تساف 9، تعمل على اعتراض شاحنات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة، من خلال محاولات لمنع دخولها عبر معبر كرم أبو سالم. هذه المجموعات كانت تسعى لتعميق معاناة سكان غزة عن طريق عرقلة وصول المساعدات الأساسية. ولكن مع إغلاق معبر رفح والعملية العسكرية الإسرائيلية، توقفت هذه المجموعات عن العمل لفترة من الزمن، حيث لم تكن هناك عصابات قطاع طرق نشطة بشكل واضح.

لكن بعد تنفيذ الحملة الأمنية ضد ناهبي المساعدات، عادت مجموعات “تساف 9للعمل مجددًا، وهو ما يؤكد تورط الاحتلال الإسرائيلي في هذه العمليات، حيث كانت هذه المجموعات تعمل بتنسيق مباشر مع قوات الاحتلال لإعاقة وصول المساعدات، مما يبرز العلاقة الوثيقة بين المستوطنين وقوات الاحتلال في محاولاتهم لزيادة معاناة المدنيين الفلسطينيين.كان التعاون بين الاحتلال والمستوطنين واضحًا في هذا السياق، حيث كانت المجموعات المتطرفة تقوم بالتصدي للمساعدات التي تدخل عبر معبر كرم أبو سالم، وتمنع وصولها إلى المدنيين الفلسطينيين. يضاف إلى ذلك أن الاحتلال استغل هذه الفوضى لزيادة معاناتهم، مما أدى إلى تعزيز حالة الحصار والحظر على وصول المساعدات بشكل أكبر.

غزة تواصل مقاومة الفوضى والتحديات
رغم النجاحات التي حققتها الحملة الأمنية في القضاء على العديد من افراد العصابات واللصوص ووقف عمليات النهب، يبقى الاحتلال الإسرائيلي والخارجين عن القانون العاملين لصالحه هما العاملين الرئيسيين الذين يسعون إلى تعميق الأزمة الإنسانية في غزة. مع استمرار العمليات الأمنية، تواصل غزة مقاومتها لهذا الاحتلال وللفوضى الممنهجة التي يحاول فرضها، متفوقة على محاولات الاحتلال لزعزعة استقرار القطاع. الحملة الأمنية تعتبر خطوة هامة نحو استعادة الأمن وضمان وصول المساعدات للمحتاجين، رغم محاولات الاحتلال والمستوطنين المستمرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى