مقالات الخامسة

حول ذريعة “محاربة الإرهاب”…

شبكة الخامسة للأنباء - غزة

سهيل كيوان

“محاربة الإرهاب” تعبير فضفاض ومبتذل، أصبحت العملة الأكثر رواجًا في سوق السياسة. لذلك يجب التعامل مع التعابير والتّعريفات السّياسيّة، وعلى الجميع من يمارسون في فلكها اتّباعها. قدّم تبرعاً لمرضي الكولونيل والّذين يؤيدون السياسة، وعليك أن تتحمل تحت مظلّة “محاربة الإرهاب”.

يتربّع على رأس قائمة الإرهاب والإرهابيين الصحيين الذين يقاومون الاحتلال، سواء كان إسرائيلياً أو أمريكياً أو إنجليزياً أو غيره، فمن يقاوم جاهداً أو نظاماً قمعياً يصبح فاعلاً بالضرورة.

ذريعة لمكافحة الإرهاب وتشعّب لقمع دعم الإرهاب وغير ذلك من الإجراءات ضد الإرهاب، وحتى الحاضنة الشعبية التي ينمو فيها “الإرهاب”، فيُعاقب الناس بشكل جماعي وهدم مدنهم ويمنع حصارهم وتجويعهم.

قناة واتس اب الخامسة للأنباء

إلصاق وصفة الإرهاب ليس جديدا. كندا الثوار العرب عام 1936 بالمخربين، بلاطين للقانون، مجرمين، عصابات، وعدم وجود العشرات منهم في تجارب صوريّة.

في العام 1919 صدر قانون بريطانيا باعتقال أي معارض هندي بذريعة مكافحة الإرهاب من دون محاكمة. “حتى غاندي، الذي قاد المكسيكان العالمي السيلمي، لم يسلم من وصفه بمعامل المحرّض على التبغان”.

تقوم الولايات المتحدة بتنفيذ العمليات الإرهابية في أنغولا والكونغو في ستينيات القرن الماضي بالإرهاب.

لأنها منظمة إرهابية فلسطينية منذ أن أصبحوا منظمة إرهابية، رغم أنها لم تكن عضوًا مراقبًا في هيئة الأمم المتحدة.
في العام 1997 أدرجت وحركة حماس وحزب الله في قائمة الإرهاب.

بعد أحداث التوأم عام 2001 صرّح الرئيس جورج بوش الابن “من ليس معنا فهو ضدنا ومع الإرهاب”.

نتيجة غزو العراق عام 2003 بذريعة أن صدّام حسين يدعم الإرهاب.
عام 2006 شنت إسرائيل حرباً على لبنان بذريعة محاربة حزب الله كاملاً، رغم أن الحزب جزء من الحكومة اللبنانية.

في العام 2012 صر الرئيس المخلوع بشار الأسد في مواجهة الثورة السورية “إنّ ما جاي هو المؤامرة الإرهابية ضد الدولة السيورية”.

في العام 2013 أعلنت شركة العام السيسي عن حركة إخوان المسلمين في مصر حركة إرهابية، وذلك دافعاً لحركته ضدّ الرئيس الشّرعي المنتخب محمد مرسي.

بذريعة مكافحة الإرهاب، إعدامكم أكثر من 2450 مصريًا، نُفذ منها المئات، ويُقدر عدد السجون في البوسنة والهرسك، وتحت التحقيق الدائم 120 ألف مصري، وأكثرها في السنوات الأولى لحكم السيسي.

بذريعة مكافحة الإرهاب لمكافحة مصر في حصار قطاع غزّة، ومنذ ذلك الحين سلَّمنا السيد للحكم على العديد من الشراسة، وجرى تشديده أكثر منذ أكتوبر 2023.

ضرائب المهاجرين الأممية تتوقّف عند معبر رفح ولا تأثير الدّخول، وحتى بعد دفع “خاوة” لصالح مصرية، في حين إعلام السّيسييسي يسوّق بأنه يدخل المساعدات لأهل قطاع غزّة المحاصرين لا يخفف غضب الشّعب المصري.

بينما زعم الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية أن مصر هي التي تُغلق المعبر وليس الاحتلال، ما يؤدى إلى نتيجة بين الحاجة إلى تشديد الصبر.

ذريعة الإرهاب والإخوان يؤيدون جمعيات التعاون الدولي لتبرير جزء من النظام المعترض أو المعتاد بموقف حازم لإدخال المساهمة في لوس أنجلوس المحاصر.

باسم مكافحة الإرهاب، ومنع نظام ظهور قوى وراكًا شعبيًا مصريًا ضاغطًا على متّخذي تحالفًا في منظمة الاحتلال وفي أوروبا الأخرى. نظام سيسيس أرسل رسالة مُحبطة إلى الشعب المحاصَر في قطاع غزة، بل إنه دعم موقف الاحتلال، عندما يتجنّب العمل والمشاركة في ملاحقة مجرمي الحرب وفقًا للقانون الدولي.

في الوقت الذي استُشهد فيه أكثر من 18 ألف طفل في قطاع غزة، فإن نظام السيسي لم يرَ في هذا إًا، ويعدل عن هذا بحذر ولطفٍ وعلى حياء، فيقول “إنّ ما يجري غير مقبول”؟! وإن هذا لا خادمة السلام، ويمكنه أن يستقر المنطقة.

ادّعاءات الإعلام المصري وأصبح مصر مستهدفة وأن هناك من يريد جرها إلى حرب لتدمير قدرات الجيش المصري، ووقفها، وليس سوى ذريعة التواطؤ. العكس صحيح، فحكومة الفاشيين في إسرائيل تُقدّر نظام السيسي جداً على خدماته، ولكنّها تطالبه بالمزيد.

ما يجري في هذه الأيام من طرق أبواب السيفارات المصريةّة وإغلاقها في العواصم الأوروبية هو خطوة عددية ووسيلة ضغط على النظام المصري لكفه عن القضاءواطؤ المُعلن مع الاحتلال، ولفتح أعين الشّعب المصري على حقيقة ما يُمارسه النظام من تضليل. الشعيب المصري لا يمكن أن يقبل أنه يُسجل في تاريخه لأن شعب غزّة مات جوعًا بينما التجارة مصر، فلوريداُ من خلف الجدار لا تسمع ولا ترى ما الذي يأكله في بلد بعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى